بسم الله الرحمن الرحيم.
ما بين السراب والحقيقة ألف خطوة من خطوات النمل، كثيرة لمن يرى الرقم، ضئيلة لمن يدرك الحجم.
الابتعاد عن المنطق لن يجعل الأمر أسهل أبدًا.
أردت التصديق أم لا، هناك أساطير وهي واقع، ولتلك الأساطير أساطير ربما تكون أيضًا واقع.
وعندما نقول "أساطير الأساطير ربما تكون واقع"، هذا يعني أنها كذلك.
وهذا ما حدث الآن.
منذ القدم، ولدى الملوك الأوائل الذين حكموا العالم رفقة الطبيعة، كان لديهم وكتب الأقدار كتب توارثها الملوك واحدًا تلو الآخر.
كان سرها هو أحد الأسرار الملكية القليلة.
ومنذ الحقبة الزمنية الأولى وحتى الآن، يقام اجتماع لكشف سر الكتب، والأمر المثير للحيرة وجود شرط عجيب: "لا تجتمع الكتب أبدًا تحت سقف واحد".
ولم تجتمع الكتب قط حتى هذه اللحظة.
كان أركون، الذي لا يعلم كل تلك التفاصيل، يشاهد ما يحدث تحت صراخ موون الذي يسأله: "ماذا يحدث؟"
وما هذا؟
كان الوضع مضطربًا جدًا بالنسبة لأركون.
صراخ حوله وداخله.
وفي اللحظة التي قرر فيها التقدم للأمام، ظهر أمامه هاديس الذي منعه بنظرة قاتمة لا تبشر بالخير أبدًا.
"لا، لم يعد لك اليد هنا، أركون."
"ماذا يحدث، عم هاديس؟ مانويل والكتب، يجب أن أخرجه."
ولكن جاء رد، ولكن من جهة مختلفة، حيث ظهرت ومن العدم سيلين.
"لقد أخبرتك أن لا يد لك هنا."
كان الصوت الغير مألوف للجميع وغريب على مسامع أركون هو السبب الذي عجل من تفاتته.
"العمة سيلين هنا أيضًا، يبدو أن لي يدًا قوية هنا."
انتهى حديثه وراقب كيف ظهر من بعد ذلك كل من بوسيدون وأثينا.
الابتسامة التي ظهرت على وجه أركون كانت أغرب من المشهد نفسه.
نظر كلا من أثينا وسيلين لبعضهما وأعادتا النظر إليه مرة أخرى حين أشار للكتاب بيده.
وهنا كان التحول الأكبر في الأحداث.
فور أشارة أركون للكتاب، توقف كل شيء وسقطت الكتب أرضًا عدا الكتاب الأسود الذي وجد طريقه إلى يد أركون نفسه.
وبتلك اللحظة صدح صراخ قوي في أنحاء المكان، لا يبدو إنسانيًا أبدًا، كأنه لوحشا ما.
نظر الجميع حولهم يحاولون تحديد مصدر الصوت، ولكن بلا جدوى.
ولكن جاءت إجابتهم وصلتهم في تلك اللحظة التي تحرك فيها الظل خلف أركون.
كان ظله يتحرك رغم ثباته، ولدهشة الجميع أثر آخر حين تحول الظل إلى كيان له هيئة منفصلة ولكنها متصلة أيضًا بأركون.
"ماذا يحدث هنا، أركون؟"
كان هذا تسأل هاديس الذي لا يفهم أو يدرك ما يحدث، ومع ذلك كانت إجابته التي ينتظرها تخرج بالفعل من فم الكيان الغريب بينهم.
"مرحبًا يا عائلتي، لأشرفكم بمعرفتي، أنا آثير لعنتكم الحقيقة."
كانت لفتة غريبة من هاديس الذي عاد للخلف خطوة، ولم تنتهِ الصدمات حتى الآن حيث وللصدمة الكبرى، تحدث أركون.
"كما فعلتم مع والدتي قديمًا وتلاعبتم بها، حاولت فعل المثل معي، ولكنها كانت تتلاعب بكم، وكذلك فعلت أنا."
كانت هيئة أركون تتلاشى بينما يتحدث، كأنه من الهواء وعاد إليه.
"أركون، ماذا حدث له؟"
ريدل، الذي لا يدرك ما الذي حدث ويحدث فقط، يراقب بصمت وبحذر، حتى له كان ما يحدث شيء مُنافي للمألوف.
"عاد حيث يجب أن يكون إلى الأ شيء."
كان ذلك الأثير يتحدث ولازال الصمت سيد المكان بعدها.
الأمر يزداد حيرة، اختفاء البطل وظهور جديد، ويبدو أنه لن يكون الأخير.
آثير.
تمثال أغريقي متحرك يقف أمامهم
كان هناك شيء به يرسل الرهبة لمن ينظر إليه من بعيد.
وجهه، وإلى حد ما مألوف لا ينكر أحد وسامته، ولكن رغم ذلك الفته أكبر.
نظراته حادة لدرجة قد تخترق روحك أو فعلت من يدري؟
"ماذا يحدث هنا؟ ومن أنت؟ وأين أركون؟"
الابتسامات المريبة المنتشرة تكررت مرة أخرى، ولكنها مخيفة الآن، مخيفة إلى تلك الدرجة التي أظهرتها الأعين.
كانت هيئة الأثير العارية، وجسده الذي له نصيب من اسمه، جسد أثيري خلّاب.
كانت خطوته بطيئة يحوم حولهم كالمفترس.
وكان ذلك لا يقارن بحديثه، كانت يرفع من ضغط الموقف لا أكثر.
"أخبرتك، أنا أثير. ماذا يحدث؟! إنه وقت رفع الستار يا صديق. انتهت التمثيلية المملة. لقد سقطتم في الفخ، سيلين. الفخ الذي نصبتموه لي."
"يبدو أنني تأخرت بالفعل. ماذا فاتني؟"
كان هذا دخول هيرا، التي ما أن دخلت حتى لفتت نظر الجميع إليها.
كانت نظرتها المرتاحة التي تحمل ملامح النصر ملفتة جدًا للنظر والفضول حتى تسأل بوسايدن هذه المرة وهو لا يزال في وضع الاستعداد.
"ماذا يحدث، هيرا؟ ومن هذا؟"
"أوه، الم تتعرف عليه، سايد؟! إنه أثير، حفيدي، أو كما لقبته العوالم، أركون."
كان حديثها صاعقة نزلت عليهم، لكن لم يكن هذا شيئًا قد يكون أسوأ مما حدث تاليًا، في تلك اللحظة التي انتهت فيها هيرا حديثها، تم إطلاق طاقة غريبة من يد أثير حاطتهم، وفور محاولتهم الفرار، تم صعقهم بقوة.
كانت الأحداث السريعة والمعلومات الجديدة تشتتهم، لا تركيز ولا تفكير.
أثير هو أركون.
سقطوا في الفخ.
اختفاء أركون.
تجمع الكتب.
والآن، هناك هالة قوية أسرتهم.
تعالت الصرخات من فم كلا من أثينا وسيلين تحت الصمت المحدق من بوسايدن، لكن لصدمة الجميع، كان رابعهم في الأسر معهم، هاديس، كان تحت رحمة أثير في الأسر.
"لا تخبروني أنكم صدمتم!"
وتلك المرة التي قامت فيها أثينا بالرد، كانت قد تمكن منها الغضب بالفعل.
"أي صدمة تتحدث عنها أيتها الخطيئة؟ لطالما كانت والدتك هكذا، ولا شيء قد يصدمنا في كونك مثلها."
الابتسامة المخيفة لا زالت تزين ثغره، ولكنها تتسع شيئًا فشيئًا، ومع ذلك، كان الجواب الذي خرج منه شافيًا، مصاحبًا لنظرة قوية خطيرة، ملامحه تتشابه إلى حد كبير مع ملامح والده.
"هل حقًا تظنين أنني ابن الخطيئة؟ ويحك، يا أثينا، أنتم أباطرة، وأنا ابن حاكمكم من زوجته، أنا ابن أخيكم وصديقتكم، إن كان هنا من يُسمى خطيئة هنا فهو أنتم."
"لماذا أنا هنا، أركون؟"
وبالنهاية، تحدث هاديس أخيرًا، كان موقعه غريبًا. هاديس كان رفيقه منذ بداية الرحلة من قاده حتى هنا، قدم له الكثير من المساعدة.
"أوه العم هاديس، العم اللطيف الودود الذي يريد فقط إظهار الحق. ماذا تفعل في الأسر؟ هذا سؤالك، أعتقد. الإجابة بسيطة، أنت هنا لأنه مكانك، ولا أنا لست أركون، أنا أثير. لا تخبروني أنكم لا تعرفون الفرق بيننا. لقد كسرتم الختم الذي خدعتم أمي لوضعه بي."
كان الستار يكشف شيئًا فشيئًا عما حدث خلف الكواليس. كانت طريقته الساخرة التي تشبه أمه تثير غضب الأسرى. كان حديثه مليئًا بالشفافية. تسأل وتحصل على إجابتك.
"أحقًا ظننتم أنكم أوقعتم بأمي؟ أو بأبي؟ حسنًا، لقد فعلتم، وهذا نتيجته لثقتهم بكم، ولكن لا يجب عليكم حقًا الاستخفاف بذكاء أقوى الأباطرة، لأن النتيجة أمامكم. أمي ختمتني بالفعل، ولكن!! هل تظنون أنها قد تقتلني فقط لأجل التوازن والطبيعة."
كان يسير ويديه خلفه، تارة ينظر إليهم وتارة إلى ريدل الصامت الذي لا يدرك حجم الموقف حتى الآن، وتارة أخرى إلى جدته، وأخيرًا إلى الكتب الساقطة على الأرض شبه محترقة.
"الأمر المثير للسخرية حقًا هو أن تلك اللعنة التي وضعتموها داخلي كانت سبب كسر الختم الذي حررني من إركون. اليس هذا مهدش؟ قمتم بلعني داخل جسد وهمي، جسد هالك، ثم قمتم بكل رعونة باستخراج ما تبقى من قدراتي لتستمتعوا بضعفي. ولكن احذروا ماذا!! لقد فعلت كما فعلت أمي. لقد كسرت قاعدة كتب الأقدار الغبية."
كان حديثه قويًا، لا ينم عن أي لحظة ضعف قد تكون، وكان واضحًا في إخبارهم أنه كان المتلاعب الأكبر بينهم وبهم.
"هل حقًا ظننتم أن امي وأبي قد يفضلوكم علي؟ واللعنة، أنا ابنهم، أضحي بروحي وأفنى روحي لأجلهم. ليس أنتم، الذين قضوا نصف عمرهم يخططون، والنصف الآخر ينفذ لتدمير عائلة صديقهم. الوحيد الذي كان حقًا مخلصًا هو جدي ميدوسن، والذي للسخرية البحتة اختفى."
كان الغضب يتصاعد شيئًا فشيئًا في عينيه، وفور ملاحظة هيرا ذلك، اخذت في التراجع. إذا كان أثير البارد مخيفًا، فأثير الغاضب كان مدمرًا.
"واللعنة أنت، أخته سيلين، ذات الرحم الذي حمله حملك، ذات اللعنة التي أنجبته أنجبتك. من أين أحضرت ذلك الظلام دخلك؟، كيف وللعنة تفعلين هذا به."
كانت السرعة التي تقدم بها من سيلين مخيفة، لم ترمش حتى ظهر أمامها بتلك العيون التي تكاد تطلق النيران.
"أنا لا أفهم عن ماذا تتحدث أركون، ولماذا كل هذا؟ نحن عائلتك، لماذا قد نريد أن نؤذيك، أنت ابن أخي وأمك أعز صديقاتي."
صوتها خرج صادقًا، يبدو الأمر غريبًا، ولكنه كان شيئًا أضحك أثير الذي انفجر ضاحكًا.
"اقشعر جسدي من مدى صدقك عمتي، ولكن مرة أخرى، أنا أثير، اعترفتم بذلك أم لا، الأركون وعاء لم يعد له وجود."
"هل تأخرت؟"
"لا، ليس حقًا، بدأ العرض للتو."
كان هذا حديثًا جانبيًا، شارك فيه كلاً من هيرا وراين، الذي دخل إلى الغرفة للتو.
الغرفة كانت مزدحمة بالفعل، رغم أنها كانت إلى حد ما تشبه جناحًا ملكيًا واسعًا.
الوضع كما يلي:
سيلين، هاديس، بوسايدن، وأثينا في الاسر، بينما كل من هيرا وراين وريدل يقفون بالقرب من الباب، يراقبون تحركات آثير التي تبعث على التوتر.
"ها قد أتي جدي وعراب أمي، الملك راين، الملك الذي وقف أمام سيلين بدون تردد."
انهى حديثه مشيرًا إلى راين الذي تقدم ينحني بطريقة استعراضية هزلية، بينما يشير للجمهور الوهمي.
أثار ضحكات صاخبة من أثير قبل أن تظلم عينيه، مما أفزع مراقبيه، كانت صدمتهم قوية وما كان يقوله أو يفعله لم يترك لهم أي فرصة لمعالجة صدماتهم المتتالية، والآن عينيه معبرة بتلك الجملة.
"الآن حان وقت العودة للوطن."
أنت تقرأ
خِتم بـروميا
Fantastikلا نراها ولكنها معانا، لا نسمعها ولكنها تحدثنا. لم نرها من قبل ولكن لنا ذكريات تجمعنا بها. الهة العوالم المفقودة. بحث عنها الجميع نام رفيقها النوم الابدي إثر فراقها رغم انهما يـنامان يوميا بأحضان بعضهما البعض. أُمى كانت السبب بـكل هذا. هـى من...