" يَقولون أن الهدوء و الرزانة من سِمات العُقلاء ولا يَجِبُ عليكَ النزول إلى مُستوَى السُفهاء ولكن بعرض الحائط رميتُ هذا الهُراء و قفزتُ لهم من عَنان السماء"ظَلّ الجميع على حَالهُم يراقبون ما يحدُث ولم يَنبَس أحد بِبِنت شَفَة و بالأخص ذلك الذي صُعق وهو يرى أصدقاء ذلك المقنع يجلسون بهدوء دون أي تدخُل لأعتادهم هذا المشهد.
تدخل الحج "درويش" قائلاً بأعتراض:
_ لا بقولك أيه أنا لسه مجدد المكان لو معلقة أتكسرت هكسر دماغك سامع.
أجابه ذلك المُجرم قائلاً بهمَجية وهو يدفعُه :
_ أكتم أنتَ يا جدو بدل ما...
لم يُكمل حديثه بسبب الضربة التي أطاحت بهِ على الطاولة خلفه و هجوم "چيمي"ينهالُ عليهِ باللكمات قائلاً بغضب:
_ لو فكرت تلمسه مرة تانية مش هخليهم يعرفوا يلموا جُثتك عشان يكفنوك.
أخيرًا تحرك أحد أصدقاء "چيمي" الجالسين و يُدعى "رَاكان"و هو يُحاول سحب "چيمي" بعيدًا عن الرجل قائلاً:
_خلاص يا بوص هيموت في إيدك سيبه هو عرف غلطه.
نجح في أبعاده عنهُ و جلسوا على الطاولة بينما قام أثنين من العاملين بالمقهى بحمل الرجل الذي أصبح جثة هامدة و ألقوا بهِ خارج المكان و عاد الجميع كما كانوا بكل هدوء، وذلك الذي شبه أعتاد المشهد لتكرُره دائمًا هنا يرى "درويش" يقترب منهم يُرَبت على كَتف "چيمي" ناطقًا بكلمات هدأت من تشنج أعصابه، ألقى عليهم نظرة أخيرة ثم رحل من المكان بأسره مع رغبة في العودة لاحقًا.
___________________________داخل بيت"تُوليب" كانت تجلس على فِراشها تقرأ كتاب كعادتها و تضع سماعات الأذن تستمع للموسيقى. قاطع كل ذلك دخول والدتها الغرفة دون أستئذان قائلة بتهَكُم:
_ هتفضلي قاعدة كده لا شُغلة ولا مَشغلة سيبي الزفت ده و قومي يلا
تأففت"تُوليب" فهذه هي طبيعة أُمها لا يُعجبها أي شيء تقوم به، فنهضت من السرير قائلة:
_أنا خلصت كل حاجه برا و الشِّقَّة نظيفة و خلصت مُذاكرتي مقعدش براحتي ليه بقى!
جاوبتها الأخرى بسُخرية:
_ تقعدي معانا مش تفضلي في أوضتك زي المتوحدين يلا أقفلي الزفت ده وتعالي عشان باباكي جيه.
خرجت من الغرفة صافعة الباب خلفها، فألقت " تُوليب" الكتاب بغضب فهذا هو طبع والدتها دائمة التذمر و الشكوى منها، على عكس والدها الذي يدعمها دائمًا وبالطبع ليس حبًا بها؛ بل لأنها تدرُس نفس مجاله وهذا يشعره ب أنتصاره على والدتها و يستمر الصراع بينهم وهي الطرف الخاسر دائمًا. فاقت من شرودها و تابعت والدتها إلى الخارج حيثُ يجتمعون في غرفة المعيشة، عانقة والدها و جلست بجانبه في هدوء، فبدأ والدها الحديث قائلاً:
أنت تقرأ
الطفرة
Mystery / Thrillerعندما تُحاسب على ما لا ذنب لك به و تُلقي بك الدنيا أنت و من تحب في غَياهب الطُرُقات، وقتها تعلم أن لا يوجد سبيل أخر للفوز غير القتال و السير فوق أجساد من يعترضوا طريقك. هي فعلت ذلك و هو قام بمساندتها و مضوا قُدُمًا لتحقيق العدالة ورد الحقوق إلى أصحا...