الفصل الثاني{من الفاعل}

429 30 28
                                    


" تظُن أنكَ تعرفُني و تعلمُ خُطواتي، ولكنكَ لم تَحزر فأنا كذئب مُراوغ يتلاعب بِصياده مُقنعًا إياهُ أنه صياد بارع وهو في الأصل فريسة سهلة المنال "

(داخل إحدى الجهات الأمنية)

كانَ يسير بِوقار و كبرياء لا يَليق سوا بهِ فهو اللواء"حَيدر الهاشمي" كانَ جميع من يراه يقفُ ثابتًا يؤدي التحية العسكرية له، دَلفَ إلى غرفة الأجتماعات يترأس الطاولة التي تجمع أمهر رجال المُخابرات و أكثرهم ذكاءً، سادَ الصمت في الغرفة لِبضع دقائق عقب دخوله ثم نطقَ قائلاً:

_وصلتوا لي أيه؟

جملة بسيطة لكن أثرها مُرعب داخلهم، إلى ماذا توصلوا؟ سؤال يعلم الجميع إجابته بما فيهم هو، رأى الصمت يعُم الأجواء فأجاب بِملامح مُتجهِّمة:

_كالعادة، كالعادة هلاقي صمت منكم و محدش عنده كلمة واحدة مُفيدة وده ليه؛ لأن قدامي شوية فشله.

أجابه أحد الجالسين يدعى "وائل" بهدوء و بنبرة مرتجفة:

_ سيادتك الموضوع مش كده المشكل....

قاطعه ضاربًا بيده على الطاولة صارخًا بهم:

_ أمال أيه الموضوع يا سيادة المقدم، حتة عيل زي ده يخليكم تلفوا حوالين نفسكم ومش عارفين تمسكوا حاجه عليه.

أجابه أخر من الجالسين:

_يافندم والله أحنا بنحاول بس حضرتك عارف أحنا بقالنا تلات سنين بندور وراه ومش عارفين نوصل لحاجة لأن معناش شيء رسمي ندور وراه بي.

تنفس يحاول تهدأت غضبه قائلاً:

_ أه قصدك يعني نخبط دماغنا في الحيط و نطنش أن في واحد بيخترق أجهزتنا و يعرف المعلومات بتاعت العمليات الخاصة إلي المفروض تكون سرية و مقتصرة على الأشخاص إلي في الغرفة دي بس صح.

أجابه "وائل" بهدوء:

_بس مش بيستخدمها ضدنا هو بيبعتلنا بعد كده كل المعلومات عنهم و تفاصيل شحناتهم و بنروح نقبض عليهم.

نظر له الجميع شَزرًا مما تفوه بهِ، ثم نقلوا أنظارهُم لرئيسهم الذي نطقَ بِسخرية لاذعة:

_ لا والله كتر خيره فعلاً كنا هنضيع من غيره. أنت بتهزر يا سيادة المقدم مش مقدر حجم الكارثة إلي أحنا فيها، واحد زي ده مجهول الهوية ومش عارفين ناوي على أيه لو أستخدم المعلومات إلي معاه دي في شيء يضُرنا البلد كلها هتضيع يا شوية بهايم.

أخفض الجميع رأسهم بخزى فهم بالفعل يعملون بجد لكن بلا فائدة لم يعثروا على شيء. نطق اللواء مُنهيًا الحديث قائلاً:

_ الواد ده يتجاب يا أما محدش فيكم هيكمل فيها مفهوم، لازم نعرف هو مين لازم.
___________________________

_أنا

دلف "وادي" إلى المقهى مُهرولاً صوب طاولة أصدقائه قائلاً:

الطفرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن