" لستُ ضعيف أو متخاذل، لم أهرُب يومًا من معركة حتى لو كانت الخسارة هي أخرُ طريقي، لكن تلك المرة غير فالفَقيد كان صديقي"
كان نائمًا بعمق لا يشعر بشيء حوله وبالأخص ذلك المتسلل الصغير كان "زياد" يتحرك بهدوء و حذر يقترب من السرير و بيده كوب من الماء المثلج، صعد فوق ظهر أخيه ثم سكب الماء فوق رأسه بحركة لم يعرف عواقبها إلى بعدما وجد نفسه يهوي من فوقه ساقطًا على الأرض بقوة بسبب أنتفاض جسد "إياد" الذي أستيقظ بفزع قائلاً:
_ لا مش عايز أغرق دلوقتي، أروح روما الأول.
وجد وسادة ترتطم بوجهه فجأه، نظر خلفه و رأى شقيقه متمددًا على الأرض يرمقه بحنق قائلاً:
_ يا أخي بيقولوا كل الطرق تؤدي إلي روما إلا طريقك، روما عرفت غرقتك أنت و هو.
أقترب منه "إياد" يساعده على النهوض قائلاً وهو يضحك:
_ والله عندك حق، روما خلاص جابت أخرها نشد الرحال على أطلب العلم ولو في الصين.
أردف "زياد" وهو يهندم ثيابه قائلاً:
_ متخليك في أم الدنيا بدل أم الفرهدة دي.
_ تصدق كلام موزون.
طبع قبلة على وجنته ثم قام بحمله فوق ظهره قائلاً:
_ يلا بينا بقى ننزل نفطر قبل ما أمك تطبق معانا قانون الغايب ملوش نايب.
هبطوا سويًا الي الأسفل وجدوا والدهم يجلس على الطاولة يقرأ الصحيفة اليوميه و والدتهم تأتي بأخر صحن من المطبخ تضعه على الطاولة قائلة:
_ كويس أنك عرفت تصحيه يا زياد هعملك كيكة شوكولاتة زي ما أتفقنا.
نزل الصغير من فوق ظهر أخيه وهو يصفق بحماس ثم جلس على الطاولة جوار والده، بينما تعجب "إياد" من حديثها قائلاً بصدمة:
_ هو صحياني بقى مهمه صعبة لدرجة أنك تعمليله كيكة شوكولاتة مكافأة ده أنا بقالي شهر بطلبها منك.
_ لا و أنت الصادق دي مهمة مستحيلة، ده يروح يهد سور الصين العظيم أسهل.
كان ذلك حديث والده الساخر فأردف "إياد" بغيظ وهو يجلس بالمقعد المقابل له قائلاً:
_ماشي يا عم علي واحد صفر ليك بس خليك فاكرها قشطة.
_ القشطة دي هطفحهالك لو مسكتش يا أبن نرمين.
شهقت "نرمين" بصدمة قائلة بعدوانية:
_ ومالها نرمين يا أبن أم علي.
ضغطَ "علي" على شفتيه بغضب فهي تعلم أنه يتضايق من تلك الكلمة فأردف بهدوء:
_ ملهاش يا بنت سيد كشري.
شهقت "نرمين" مرة أخرى بصدمة بينما نهض "زياد" و جلس جوار أخيه قائلاً بهمس:
_ تفتكر مين هيكسب، أم علي ولا الكشري؟
![](https://img.wattpad.com/cover/374163976-288-k896597.jpg)
أنت تقرأ
الطفرة
Mystery / Thrillerعندما تُحاسب على ما لا ذنب لك به و تُلقي بك الدنيا أنت و من تحب في غَياهب الطُرُقات، وقتها تعلم أن لا يوجد سبيل أخر للفوز غير القتال و السير فوق أجساد من يعترضوا طريقك. هي فعلت ذلك و هو قام بمساندتها و مضوا قُدُمًا لتحقيق العدالة ورد الحقوق إلى أصحا...