"فقدتُ قدرتي على التحمل، كأن هناك سباق بيني و بين الحياة أنا أريد الوصول أولاً للنجاة بما تبقى لي، وهي تريد الوصول قبلي حتى لا يكون هناك نهاية"
يقود السيارة وهي لجواره وعلى غير العادة سقطت في ثبات عميق، كان يتأمل ملامحها بين الفينة و الأخرى متعجبًا من حاله، متى و كيف أصبح يهتم لأمرها و يخاف عليها و.... يحبها.
_ بحبها؟!!!
نطق تلك الكلمة بصدمة مما أوصل به تفكيره، أيعقل أنه يحبها! كان يظن أنه منجذب لها ليس أكثر ولم يكن متوقعًا أن يصل الأمر لتلك النقطة و يقع بحبها، ولكن... ولكن كيف يتأكد من ذلك؟ كيف يعرف حقيقة مشاعره؟ عاد بذاكرتها قليلاً للماضي و بالتحديد في بداية العام الأول له بالجامعة.
كان يهندم ثيابه أمام المرآة رامقًا نفسه بفخر لتجاوزه تلك المرحلة الصعبة و وصل لكلية أحلامه، دلف والده الغرفه بعدما طرق الباب قائلاً:
_ ما شاء الله فرحنا كأنك رايح تتجوز مش رايح جامعة.
أردف غيث بسعادة:
_ أصل حضرتك مش فاهم انا متحمس قد أيه حاسس أني أتنقلت نقلة كبيرة و خلاص مفيش تعب ولا فرهدة، ده غير أني متحمس للناس الي هشوفها هناك.
أقترب منه حيدر يمسك يده يجذبه بهدوء نحو الأريكة قائلاً:
_ كدة بقى لازم نتكلم مع بعض شوية.
عقد غيث ما بين حاجبيه تعجب قائلاً:
_ نتكلم في أيه؟
تنهد حيدر بعمق قائلاً بنبرة حنونة:
_ حابب أتكلم معاك في كام نقطة كدة عشان دنيتك متبوظش هناك.
_ أتفضل أنا سامعك.
_ بص يا غيث، أولاً فكرة أنك خلاص مش هتتعب ولا هتعافر تاني دي غلط تمامًا، كل مرحلة في حياتك لازم تعافر و تتعب فيها لأن الأنسان مأمور دايمًا بالسعي، ربك محددش وقت للسعي أمتى يبدأ و أمتى ينتهي، بس الفرق أن في أوقات بتكون محتاج تبذل جهدك كله فيها و تعافر لأخر نفس، وفي أوقات بيكون مجهودك فيها بسيط بس يوصلك للي نفسك فيه و لازم تكون عارف أن مش كلنا عندنا نفس الجهد أو قوة التحمل، في حاجات أنت تقدر تتحملها و تتأقلم عليها بس غيرك لأ و العكس،كل واحد فينا عنده قدرته فاهم قصدي؟
حرك غيث رأسه بنعم فأكمل حيدر قائلاً:
_ أما بقى بالنسبة للناس الي هتقابلهم هناك عايزك تخلي بالك جدًا من النقطة دي وهي أن مش كل الزمايل تنفع تبقى صحاب ومش كل الصحاب ينفعوا يكونوا أصدقاء.
أردف غيث بملامح بلهاء قائلاً:
_ هما مش التلاتة واحد ولا أيه؟
ضحك حيدر على تعابيره قائلاً:
_ لا مش واحد يا غيث، الزميل هو الي معاك في نطاق دراستك أو شغلك و يقدر يساعدك فيهم وقت ما تحتاج حاجه تكلمه لأنك عارف أنه هيفيدك، بس ده مش معناه أنك تكون مصلحجي زي ما بتطلب المساعدة تقدمها برضو و في الحالتين بأحترام.
أنت تقرأ
الطفرة
Mystery / Thrillerعندما تُحاسب على ما لا ذنب لك به و تُلقي بك الدنيا أنت و من تحب في غَياهب الطُرُقات، وقتها تعلم أن لا يوجد سبيل أخر للفوز غير القتال و السير فوق أجساد من يعترضوا طريقك. هي فعلت ذلك و هو قام بمساندتها و مضوا قُدُمًا لتحقيق العدالة ورد الحقوق إلى أصحا...