الفصل الثالث و العشرون{أنفجار}

158 15 0
                                    

بعتذر منكم جدًا عن تأخيري، وده مش تقليل منكوا والله ولا حتى فقدان شغف مني، بالعكس الشغف و الأفكار موجودة، بس أنا الفترة الي فاتت كنت في حالة جسدية سيئة و بجد مكنتش قادرة أكتب، الحمدلله بدأت أتحسن و أول حاجه عملتها كتبت الفصل، بعتذر لكل حد كان مستني، انتوا وجودكوا غالي عندي جدًا و أنا بحبكوا و بقدركوا، و الحمدلله انا بقيت احسن ومش هيبقى في حاجة تاني تعطلني، و أرجو كمان أن شغفكوا أتجاه الرواية ميقلش، بحبكوا قوي ♡🎀
___________________________________

"هناك لحظات تُثقلها الحقيقة، تُحركها نغمة خفية، حيث تختلط الرغبة بالخوف، ويصبح الاختيار حافةً بين الخلاص والضياع."

كان الضباب يغمر الغابة كما لو أنه ستار ثقيل يفصل العالم عن الحقيقة. صوت خطوات غيث يتردد بين الأشجار العالية، وملمسها البارد يلامس بشرته كأنه يودعه في كل خطوة. كان المكان يعج بالصمت، لا يسمع سوى صوت أوراق الشجر المتساقطة والخطوات التي تحاول شق طريقها وسط المجهول.

وقف لبرهة، محاولاً التقاط أنفاسه، ثم سمع صوت الماء المتساقط. اقترب بخطوات مترددة، عينيه تبحثان وسط الضباب الكثيف، حتى ظهرت أمامه هيئة امرأة تجلس على حافة شلال. كانت جمرة، بشعرها الكستنائي المتطاير وملامحها التي تحمل حزنًا لا ينطفئ.

"جمرة!"

ناداها بصوت ملؤه اللهفة و خطواته تسارعت نحوها. وقفت مكانها تنظر له بهدوء، وكأنها تمثال منحوت في قلب المشهد.

وصل إليها، يداه امتدت لتحتضنها بشوق كمن وجد ضالته بعد فراق طويل.

"ليه بعدتي عني؟ ليه اختفيتي و سيبتيني؟"

قالها بعتاب وهو يضمها له أكثر.

تركت نفسها بين ذراعيه للحظة قصيرة، ثم انسلت من بينهما بهدوء غريب و عينها تلمع تحت الضباب.

"مش أنا اللي بعدت يا غيث..."

قالتها بنبرة هادئة مشوبة بالأسى، ثم أكملت وهي تنظر إليه نظرة تخترق صدره:

"إنت اللي بعدت عني كل حاجة بحبها."

تجمد غيث في مكانه، كلماتها كالسكاكين في أذنه. نظر لوجهها بملامح تتراقص بين التعجب والألم.

"إنتِ بتقولي إيه؟ أنا عمري ما كنت...."

لكن قبل أن يكمل جملته، شعر بألم مفاجئ يمزق جسده. نظراته انخفضت إلى بطنه، حيث وجد خنجرًا مغروسًا في جسده، الدم يسيل ببطء على يدها التي تمسكت بمقبضه.

"جمرة..."

همس باسمها بصوت مبحوح، عيناه تملؤهما صدمة ووجع. رفع بصره إليها، لكن ملامحها بدأت تتغير. تشوهت ملامح وجهها الجميل، جلدها تآكل وكأن نيرانًا داخلية تحرقها، وعيناها أصبحتا سوداوان بالكامل، ينزف منهما دم أسود كثيف.

الطفرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن