الفصل الرابع {يكذبون}

259 24 28
                                    

"يوجد خط رَفيع بين الحقيقية و الكَذب، يُمكن بكلمة أن تُصبح الكذبة حقيقة و العكس، لكن الفَيصَل بينهُما هو عقلُك الذي يَجبُ أن يجد خَيط الحقيقة من بين بكَرة الكَذب"

(داخل المستشفى)

كانَ يَقف "چيمي" أمام "غَيث" الذي ينظُر له بِجُمود بعدَ تلك الجُملة التي القاها بِوجهه مُنذ لحظات، هل يُعقل أنه يعلم من هو في الحقيقة و أنه من يبحث عنه والده، ظلَّ الصمت سيد الأجواء حتى تحدث "چيمي" بنبرة تُماثل ثَبات خاصته قائلاً:

_ مدام أنتَ عارف متقول ليه.

أجابهُ الأخر بعدما هدأت ملامحه قائلاً:

_ عشان فكرك بـ صالح إلي أتخانقت معاه قبل كده.

ظلَّ "چيمي" على وضعُه يُفكر من أين عَلِمَ ذلك، و كأن الأخر رأى تعابير وجهه و فَهِمَ ما يُفكر به و أردفَ قائلاً:

_ معرفش خدت بالك ولا لأ بس أنا زبون شبه دائم في الرُكن الهادئ، أحب أعرفك بنفسي "غَيث الهاشمي".

رمقَ "چيمي" يده الممدودة لِدقائق حتى شَعَرَ "غَيث" بالحرج و همَّ بِسحب يده لكن مدَّ الأخر يدهُ مصافحًا له قائلاً:

_ چيمي.

_ عارفك مظُنش أن في حد هناك ميعرفكش.

_ فعلاً!! مكُنتش أعرف أني مشهور أوي كده.

_ مش مسألة شهرة بس شكلك مُلفت.

تأمل "چيمي" نفسه و رَفَعَ رأسه له بمعنى "حقًا"، ضَحِكَ الأخر بصوت عالي قائلاً بعدما التَقطَ أنفاسه:

_ لا لا مش قصدي كده، قصدي شكلك عامةً، لبسك الأسود، قناعك كل حاجة فيك مُلفتة.

_ يادي النيلة يعني الواحد يلبس قصير و مكشوف مش عاجب، يفَيم نفسه زي العربية مش عاجب، أعمل أيه عشان أترحم من عيونكم أمشي مَلط.

لم يَتمالك"غَيث" نفسه و أنفجرَ من الضحك، و "چيمي" الذي فعلَ كل هذا كي يُبعد تفكيره عنهُ و عن ما يفعله، هدَأ "غَيث" من نوبة الضَحك التي أصابته و تحدث قائلاً:

_ لا ده أنتَ مشكلة بجد، كُنت حاسس شوية و هتقول أحنا في زمن وحوش، عمومًا يا سيدي ألبس براحتك محدش لي عندك حاجة و....

_خيانة

أنتفضَ الأثنين على صوت "إياد" صديق غَيث الذي أتى و وجدهُما يضحكان سويًا فصَرخَ قائلاً:

_ بقى أنا جاي على ملا وشي عشان أشوف أبوك الجريح الاقيك بتخوني و واقف مع واحد غيري.

صُدِمَ الأثنين من حديثه و تحدث "غَيث" وهو يضع يده على فم صديقه قائلاً:

_ يخربيتك أهلك هتفضحنا في المستشفى أكتم

_ أه قول كده بقى، أنتَ عايزين أقفل على الحوار و أسكُت ده بعينك والله لفضحك أنت وال...

الطفرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن