" كيفَ بنظرةٍ واحدة تسرقين أنفاسي، و بحروفك البسيطة تُحركين إحساسي، على درايةٍ أنتِ بما حدثَ لي، فقد تاهَ عقلي و غابَ عن كل الناسِ"
الساعة التاسعة ونصف صباحًا وهو الأن في طريقه لمطار القاهرة ليكون في أستقبال صديقتهم المجهولة، أمسك هاتفه و قرر الأتصال بها ليعلم كيف سيعثر عليها، مرت ثواني حتى أتاهُ الرد فتحدث قائلاً:
_ السلام عليكم، أنا غَيث صاحب چيمي، بلغني أني هستقبلك في المطار.
أستمع إلى تلك النبرة الهادئة التي تحدثت بها قائلاً:
_ عليكم السلام، أه چيمي قالي عليك، بس أنا طيارتي وصلت بدري عن معادها؛ فهكون مستنياك قدام المطار مش جوا، معلش هتعبك أول ما توصل ترن عليا تاني.
_ ولا يهمك مفيش تعب ولا حاجه، خلاص تمام أول ما أوصل هتصل بيكي، مع السلامة.
أغلق الخط و عقله مشغول بصوتها، يشعر أنه أستمع لتلك النبرة من قبل ولكن أين؟ وصلَ أمام المطار و قامَ بمعاودة الأتصال بها، لحظات و ردت قائلة:
_ وصلت؟
_ أه واقف قدام المطار، أنتِ فين؟
_ أنت إلى لابس بنطلون و قميص لونهم أسود و عليهم بليزر بيچ طويل؟
_ أه أنا ده أنتِ فين بقى؟
_ بص على يمينك هتلاقيني بشاورلك أهو.
_ الدنيا زحمه مش شا....
توقف عن الأسترسال في حديثه فور ما وقعت عيناهُ عليها، فتاة طويلة القامة ترتدي بنطال أسود من القماش و كنزة شتوية من الصوف الأبيض و الأسود، و شعرها الكستنائي الغجري الطويل ينسدل حول وجهها كأنه يفرض ملكيته له، تقترب منه و هي تحمل حقيبة كبيرة بيدها و تبتسم بهدوء و عينيها..... يا الله ما تلك العيون سبحان الخالق الذي خلقَ فأبدع، كان يهمس بذلك داخله فور ما رأها، ظلَّ يحدق بها ولم يستطع إبعاد عيونه عنها، كانت تتحدث لكنه كان بعالم أخر، لكن ضربَت ذاكرته جملة "چيمي" عندما قال (مش عايز بحلقة كتير ها) عادَ لرشده فور تذكره حديثه و أفاقَ على صوتها، فتحدث بنبرة مُغيبة:
_عفوًا مسمعتش بتقولي أيه؟
أعادة حديثها بأبتسامة هادئة:
_ مفيش كنت بشكرك على حضورك و أستقبالك ليا و أكيد تعبتك معايا بس شكلك سَرحت في حاجة.
أنهت حديثها بأبتسامة مُشاغبة، بينما هو شعَرَ بالإحراج الشديد لعدم تحكمه بنفسه عندما رأها فأردفَ بنبرة حاولَ جعلها ثابتة بقدر الإمكان:
_ لا أبدًا أنا بس كنت بفكر في حاجة كده، عمومًا مفيش تعب ولا حاجه يا أنسة...
أردفت وهي تمُد يدها له قائلة:
_ جَمرة... جَمرة آدم.
نظرَ ليدها الممدودة للحظات ثم قامَ بمصافحتها قائلاً:
أنت تقرأ
الطفرة
Mistero / Thrillerعندما تُحاسب على ما لا ذنب لك به و تُلقي بك الدنيا أنت و من تحب في غَياهب الطُرُقات، وقتها تعلم أن لا يوجد سبيل أخر للفوز غير القتال و السير فوق أجساد من يعترضوا طريقك. هي فعلت ذلك و هو قام بمساندتها و مضوا قُدُمًا لتحقيق العدالة ورد الحقوق إلى أصحا...