الفصل التاسع عشر {حرب طاحنة}

165 18 3
                                    

"الغضب كالبركان الثائر، يغرق كل ما حوله بحممه. فاعلم أن عبثك معي له عواقب؛ فلا تلمني، فالخطأ أنك أثرتني ولم تحتمِ."

قبل يومين من اللقاء، وصل إياد الي منزل غيث و وجده يقف منتظرًا إياه عند البوابة، تعجب من الأمر ثم ترجل من سيارته يتجه نحوه قائلاً:

_ واقف هنا ليه يا بني مش بيتك ده ولا أيه؟

_ أبويا.

_ مات؟!!

نطق بها ببلاهة فضربه غيث في كتفه بغيظ قائلاً:

_ فال الله ولا فالك، أنت أيه بلاعة، متنقي كلامك يا أخي.

تأوه إياد بوجع قائلاً:

_ ما هو يا إما مات و أنت واقف مصدوم يا إما طردك و مستني شنطة الهدوم.

مسح غيث وجهه بغيظ شديد ثم أردف:

_ لأ مطردنيش هو هيعمل الأوسخ من الطرد.

_ أيوة بقى ليه ده كله أفهم و أنا مال...

_ بابا عرف موضوع جمرة و صحابها.

جملة أوقفت حديثه و أوقفت قلبه معها، أردف إياد وهو يحرك أهدابه ببلاهة:

_ بابا مين؟

_ لأ مش طلبة غباء خالص دلوقتي، صحصح معايا بقولك أبويا عرف كل حاجة.

رمقه إياد للحظات دون أستيعاب ثم ما لبث حتى بدأ يضرب وجنتيه بكفيه قائلاً بفزع:

_ يا مصيبتي، يا مصيبتي، هتروح فطيس يا ديدو هتروح فطيس.

أستمر بضرب وجنتيه حتى أمسك غيث يده قائلاً بصرامة و غضب من تصرفاته:

_ أقسم بالله يا إياد أن ما بطلت عبطك ده هعمل فيك حاجات أنا نفسي هزعل منها فاهم.

حرك إياد رأسه بهدوء بينما تابع غيث حديثه قائلاً:

_ خلاصة الموضوع أسماعيل أتكلم مع أبويا و قاله كل حاجة ليه معرفش و هو دلوقتي عايزنا عشان يعرف أحنا أيه الي ورطنا معاهم.

ظل إياد ينظر له بملامح بلهاء فقام غيث بجذبه من ذراعه يتحركان داخل المنزل و فور دخولهم توجهوا لمكتب والده، طرق غيث الباب ثم دلف و وجد والده يجلس خلف مكتبه و أسماعيل أمامه و كلاهما ينظر صوب الباب، رمقهم إياد ثم نقل بصره لغيث و أعاده مجددًا لهم قائلاً:

_ شكله يوم عناب و بقعته هتبقى هباب.

اردف أسماعيل قائلاً:

_ تعالوا يا ولاد اقعدوا.

أقتربا و جلس غيث على المقعد المقابل لأسماعيل و احضر إياد مقعد و جلس جواره، دقائق مرت حتى تحدث حيدر قائلاً:

_ أسماعيل قالي كل حاجة، دلوقتي انا عايز أعرف منكوا ازاي اتعرفتوا على العيال دي؟ 

نظر غيث لـ أياد الذي نطق بخوف:

الطفرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن