<اليوم الثاني>
صحت ترف على اتصال عزام لها ، رفعت الجوال على اذنها ونطقت بنعاس وهي تدعك راسها الي صار يصدع بكثير خلال هالفتره : هلا ؟
عزام : صباح الخير ، حّي ها الصوت وراعيته ،
ترف ابتسمت : صباح النور ،
عزام : ها جاهزه امرك ؟
ترف هزت راسها: يلا انتظرك ،
قفل الخط وراحت تغسل وجهها وتصلي ، طلعت للصاله تشوف ابوها يتابع الاخبار وبدر منسدح بجنبه ، سلمت عليهم وتوجها تسوي الفطور ، حطت لهم الفطور ونطقت وهي تاكل : يُبه ؟
ابو بدر : لبيه ،
ترف : بطلع مع عزام مشوار وممكن نتاخر لا تنتظرني ،
ابو بدر : بحفظ الله يا بنيتي انتبهي على نفسك ،
وقفت تبوس راسه وتسلم على بدر وتودعهم ، طلعت برا وشافت عزام ينتظرها ركبت معه مُنطلقين لوجهتهم ،<وتين ~ صقر >
غمض عيونه بانزعاج من الضوء الشديد الي على عيونه ، تحرك بشويش وفتح عيونه يشوفها امامه على السرير وتحط ميكب ، ومولعه اللمبات وفاتحه الدريشه ، لفت عليه : صح النوم ،
تثاوب صقر : كم الساعه ؟
وتين ناظرت جوالها : الساعه ١٠ الصباح ، قوم جيب لي فطور جوعانه ، وبعدها نمر أهلك وتسلم عليهم ،
وقف صقر ياخذ له شاور وطلع واتصل على أداره الفندق وطلب لهم فطور ، رجع يجلس عندها وشعره مُبلل ، وشافها كيف متكشخه ومضبطه نفسها ،
نطق : لمين كل هالكشخه ؟
وتين قالت : بروح لاهلي عيب اجيهم وانا عروس ولا تكشخت ،
صقر : ما شاء الله وانا عندي ما تتزينين تقول جعفر ؟
وتين ترسم الايلاينر : تكفى اسكت خليني ارسمه زين ،
تنهد يرجع راسه على السرير وفتح عيونه بعد دقائق يشوفها تلمس شعره ،
ونطق : وش تبين ؟
وتين : شعرك يهببل تكفى بستشوره !
صقر : بـ ،،
قاطعته وهي تشغل الاستشوار وتأشر على التسريحه: امش ،
تنهد وراح يجلس على كرسي التسريحه ووتين خلفه ، قعدت تستشور شعره ونطقت : صقر ،
صقر : هـمم ؟
وتين : ليش شعرك كذا مره ناعم ما شاءالله ، وش تحط عليه انت ؟
صقر ابتسم : ما احط شي فيري ينظفه لي تنظيف ويخليه يلق لق ،
ضيقت عيونها ،
ليضحك : امزح معك شامبو يعني وش بحط بشعري مثلاً ؟
وتين بتعجب : يعني ما تستخدم كريمات او شامبو معين ؟
صقر بنفي : لا مربع ،
ناظرته بجمود وقال : امزح يا بنيه اي شامبو احطه على شعري ما فيه شامبو مُحدد ،
ابتسمت تشوف شعره كيف صار ناعم وطفت الاستشوار : خلصت ،
رفع راسه يشوف شعره نازل على جبينه بطريقه حلوه ومسح عليه يرجعه على ورا : والله من زمان ما صار شعري كذا ، استشوريه لي دايم ،
وتين ابتسمت : تم تم ،
لفت على صوت الباب الي يطق ووقف صقر يفتحه ، اخذ الفطور وحطه بالصاله ، جت وتين تجلس بجنبه : الله يشهي ،
اكلوا وبعد ما خلّصوا ركبوا السياره رايحين لاهاليهم عشان يسلمون عليهم ويودعونهم لأنهم بيسافرون ،
،<عند ابطالنا>
وصلوا لـ بيت ام مزون والساعه كانت تشير لـ ٧ مساءً ، نزلت ترف ولفت على عزام : اذا خلصت اتصل عليك ،
هز عزام راسه ومشى ، اخذت نفس تطق الباب ، ثواني لـ يصلها صوت مزون ، ألي تسال : ميين ؟
اجابتها : ترف ،
فتحت الباب بسرعه وشافت مزون الي مبتسمه : تررروففيي ،
دخلت ترف وحضنتها مزون : وحشتيني مررره وينك سحبتيي علينااا ؟
ترف بادلتها الحضن : والله اسفه انشغلت ،
ابتسمت مزون تسحبها : سلمي على امي وتعالي قولي لي وين اختفيتي ،
سلمت ترف على ام مزون وسحبتها مزون لـ غرفتها وقعدت تسولف معها ، ونطقت ترف : وين ام همام ؟
مزون : تقصدين امك ؟
تنهدت ترف : ابي اقابلها مزون ،
مزون هزت راسها بتفهم : حظك عاد امي اليوم عازمتها ،
جلسوا يسولفون ورن الجرس لتقف مزون : وصلت !
وقفت ترف بتوتر تناظر من الدريشه ، شافت ام مزون الي تفتّح الباب وتسلم على ام همام ، وهمام دخّل يسلم على خالته ، ارتجف قلبها تشوفه ، تشوف توأمها وتوأم روحها ، شخص كبرت معه ببطن واحد ، عضّت شفتها تكتم شهقاتها ، شافتهم يدخلون ويجلسون بالحوش ، وهمام عندهم ، مزون تقدمت لها : ترف ؟
ترف أخذت نفس : نازله لهم ،
مشت ومزون تناظرها بحزن ، نزلت مع الدرج وقلبها يرقّع طبول ، متوتره مره ، بتقابل امها ! امها الحقيقيه ، امها الي حملت فيها ٩ شهور ، امها الي انحرمت منها من صغرها وانخدعت من الناس الي عندها ، كل خطوه تنزلها تحس الدنيا تدور فيها ونفسها يضيق ، الموقف صعب جدًا عليها ، وصلت لباب الحوش وشافت امها ، ام همام جالسه والطرحه على اكتافها ، شافت تجاعيد وجهها من الدنيا الي رسمت أثارها على وجه امها ، تلحظ نظراتها الحزينه ، حست بشوق ودها تركض لامها وترمي بحضنها ، ما يحتاج تسوي فحوصات لتأكيد شكوكها ، من يوم ناظرتها عرفت انها امها ، وخصوصا الماضي المشابهه لماضيها ، والي اكد شكوكها هو شبه همام الكبير بينهم ، بلعت ريقها وكفوفها ترجف ، تقدمت تمشي بخطاها وعيونها ما طاحت عنهم ، امها واخوها ، بنص خُطاها وقفت من شافت ام همام الي ناظرت ترف وشهقت بقوه ، ترف شدت على كفّها وغرزت اظافرها بكفّها تكتم غصتها ، لكن ؟ ام همام اندفعت لها بسرعه تحتضنها بقوه ، حضن تروي فيه شوقها لـ بنتها ، بنتها وصغيرتها إلي انحرمت منها سنين طويله ، بنتها الي تبكي عليها كل ليله وتدعي ربّها يجمعها معها ، تقف امامها الان وهي بخير ، كانت دائمًا متفائلة وما يأست ولو لمره انها ما بتشوف بنتها ، موقنه بالله ، تدري ربّي بيعرضها العوض الجميل ، تغورقت الدموع بعيونها ونطقت بصوتها الي حرك مشاعر كثيره بـ ترف : بنتي ؟
ترف ما تحملت ونزلت دموعها ، حضن أمها بعثرها وجدد الحياه بداخلها تحس بزهور تُزهر بداخلها وأبواب السعاده تُفتح لها ودربٍ مُزهر بجميع مشاعر السعاده والفرح ، شقهت تشد على حضنها : يُمه يُمه ،
ام همام ابتسمت بين دموعها : عيون امها سمّي يا نبضي ،
ترف بدموع : يُمه !
ام همام : لبييه يا يُمه لبييه يا بنتي ،
تراجعت ام همام للخلف ومسكت وجه ترف ترفعه وتلاقت اعينهم ، بين أعين ام همام المشتاقه وبين أعين ترف الحزينه ، ام همام بحزن : وربي انك بنتي ، ااه يالترف ااه وين كنتي يا قطعه قلبي ؟ ويينك كلل ليله ابكي وادعي ،كلل ليله ادعي على ابوك الي احرمني منك يا نور العين ، ماني مصدقه والله ماني مصدقه ،
ترف زادت دموعها من كلام امها ورجّعت تحضنها من جديد ، ها قد التم لمّ الاسره ، بين ام فقدت طفلتها ، ونشاءت الطفله بعيدًا عن امها ، ام شعرت بمراره الفقد ام فقدت طفلتها بغير ذنب ، وبين طفله عاشت بين عائله مُزيفه جاهله حقيقتها وانها مو بنتهم ، وبعد معرفتها بالحقيقه طُردت وشُردت وجُرحت لتسوقها الأقدار ويتم لقاءهما معًا ، ها قد التقت الأم بطفلتها المفقوده ، وها قد التقت الطفله بوالدتها الحقيقه ، استشقت ترف رائحه امها ، حست إنها تجددت واصبحت بخير بمجرد لقائها بامها ، ام همام حاوطت اكتاف ترف ولفوا على ام مزون الي عيونها تدمع تاثراً من هالمشهد ، وهمام على ثغره أرتسمت أبتسامه توحي بسعادته ، تقدم همام وابتسم يتأملها ، كيف لها ان تكون شبيهه له لهذه الدرجه ولا تكون اخته ؟ المجنون سيدرك ، والاحمق سيفهم ، والغبي سـ يستوعب ، من المستحيل ان يرى احدً ما هذان الاثنان ويشك للحظه بأنهما ليسا توأمين ، نسخه مطابقه للاخرى ، كانها تقف أمام مرآه ، لكنها مرآه تشاركها الدم ذاته ، اسرع بخُطاه ليعانقها بشده ، عناق اخ لاخته ، اخ يُقابل اخته بعد سنواتً طوال ، بينهم أفكارًا مشابهة ، كيف لا وهما قد كبرا بجانب بعضهما البعض برحم والدتهما ؟ شعرت ترف بمشاعر تغزوا فكرها ، هذا هو اخوها ، سندها ، عضيدها ، اخوها بالمعنى الحرفي ، بنفس الدم والافكار والمشاعر ، اخ يشابهها بكل شي ، تؤامها ، اتعرفون معنى التؤام ؟ اتعرفون شعور ان يشاركك الشخص نفس الافكار ، والشكل ؟ مفهوم التؤام اكبر بكثير من ان تستوعبه عقولنا البسيطه ، همام مشاعره مُختلطه ، بين فرحه وشوق لاخته المفقوده ، وبين عتاب على والده ، كيف له ان يحرّمه ويحرمها هذه المشاعر الاخويه ؟ كيف استطاع قلب والده ان يفرق بينهما ؟ شد على حضنها ودفن رأسه بشعرها لتصله رائحتها ، رائحه من الخالق جل جلاله ، بلا اي عطورات او مستحضرات من صنع البشر ، اتسعت ابتسامه همام ، تشابهه بـ الرائحه ايضًا ؟! رص على أسنانه بغضب وكرهه لابوه يشتعل من سمع شهقاتها بحضنه ، كيف عاشت حياتها ؟ كم مره بكت ؟ كم مره تسألت عن حقيقتها وعن عائلتها الحقيقه ؟ كم مره ضربت وتألمت بعيًدا عنهم ، ام مزون انسحبت من المكان ، تحس ماله داعي وجودها بهذه اللحظات ، دخلت لـ غرفتها وشافت مزون فاتحه ملف كبير ومليئ بالصور ، ابتسمت تجلس بجانبها : وش تسوين ؟
مزون : يُمه هذا الملف حق ايش ؟
ناظرت ام مزون الصور الكثيره الي بالملف لتبتسم : هذا ملف حياتنا ، من صغرنا واحنا نلتقط كل ذكرياتنا ونضعها هُنا ،
مزون بحماس قلبت الملف وشافت فيه ظرف ، اخذته تفتحه وشافت صور كثييره لاطفال صغار ابتسمت : هذي انتي يُمه ؟
ام مزون ناظرت الصوره : لا هذي صوره اختي ام شداد ،
مزون : تشبهك حييل حييل ،
ام مزون اشرت على صوره : هذي انا ،
مزون ناظرت الصوره بصدمه : انتيي ؟ يُمه وربي ما عرفتك ،
ام مزون ابتسمت : كلهم يقولون اني متغيره ،
مزون قلبت صفحات الملف لتقع عيناها على ظرف اخر ولكن كُتب عليه <زواج حوريه ~ محمد> ونطقت بحماس : زواج خالتي ام شداد ؟؟
ام مزون : اي شوفيه ،
فتحت الظرف لتتساقط الصور ، مسكت صوره بيضاء فارغه لتقلبها وناظرت صوره محمد<ابو شداد> واقف بجانب جدها وبجانبهم ابوها <سطام> كشرت بكره ورجعت الصوره ،
اخذت صوّره اخرى وتوسعت عيونها بصدمه ، أهدابها ارتجفت بصدمه ، لتهمس : يُمه ! مين هذا ؟
اشرت على صوره لشخص ونطقت ام مزون : ايييه هذا زوج اختي ام همام اسمه فهاد خلف ،
مزون وقفت بصدمه ومسكت راسها ، فُتحت عيونها على حقيقه كانت غافله عنها ، طلعت من الغرفه بسرعه وتنهدت ام مزون : ربي يعين بقعد اجمعهم ،
![](https://img.wattpad.com/cover/371534976-288-k771467.jpg)
أنت تقرأ
يا عواصف الدنيا هُبي..وطيري مع هبوبك سنيني
General Fictionالقصه : [اب مجهول يقف امام احدى غرف المستشفى ينتظر ولاده زوجته ويدعي انها ما تلد بنت ، تخرج مُمرضه من الغرفه وقالت له زوجتك جابت بنت وولد توأم، انصدم واخذ ابنته الرضيعه ليرميها امام المسجد ويبتعد ، خرج شخص من المسجد يشوف الطفله الرضيعه واشفق عليها...