الختام p29

14.4K 524 121
                                    

ركض بسرعه يركب سيارته متجه لذاك المكان ، وصل وجسده تبلل لكنه ما اهتم كان المكان بيت شكله بسيط والسماء مغيمه ، لكن البيت دور واحد والمبنى قديم نوعاً ما لكنه حلو ، وقف يطق باب البيت لتفتح له البنت الباب وابتسم من لاحظ عيونها البُنيه وبروز غمازتها يوم نطقت : تاخرت !
اقترب و يتقدم يحضنها : الطريق كان زحمه ، اسف آمالي ،
ابتسمت آمال : لا عادي يا خالي ، تعال خالتي لارا تنتظرك وتعبانه مره اتوقع بسبب البيبي يعورها  ،
ابتسم يحاوط كتفها ويمشي معاها ، دخل للصاله و شاف لارا <زوجته> منسدحه ويدها على بطنها ، اقترب يجلس وجلست آمال بجنبه ونطق : شلونك ؟
لارا همست : تعبانه مره ،
آمال بحماس : خالو خاله لارا البيبي الي ببطنها يتحرك انا حطيت يدي وحسيت فيه يتحرك ،
ابتسم همام ونطقت لارا ببسمه مُتعبه : اي شقي الله يصلحه ، تعالي يا امي آمال جيبي لي مويا من المطبخ ،
هزت آمال رأسها لتوقف : من عيوني يا خاله ! ،
مشت للمطبخ و اردفت لارا : همام ؟ شفيك ضايق ؟
همام تحدث بِهم : لارا ، انا احس بالمسؤؤليه اتجاه آمال ، أخاف احسسها بأنها يتيمه ، هي بنت اختي ترف الله يرحمها و وصيتها لي ، اخاف تفقد اهلها و تحس بانها بلا اهل ، ما ودي تحس بهالشعور شعور ان ما يكون لك ام او اب او سند ، شعور الضياع أسواء شعور واخاف تعيشه آمال بيوم من الايام ،
تنهدت لارا بضيق ورفع همام راسه يسترجع ذكريات طواها الزمن  :
- قبل 8 سنوات بالضبط ، قبل وفاه ترف باسبوع ، كانت ترف جالسه بالصاله عند امها بعد ما طلبت من عزام تقعد عندهم وما تبيه بسبب الوحام ، تنهدت بضيق وسرعان ما فزت من حست بشيء ينزل منها
لتصرخ بخوف  : يُممه يُمه !
جت ام همام بخوف وقلق : وشوو وش فيك يا يُمه ؟ ؟
ترف بدموع : بولد يا يُمه الحقينييي بووولد  !!!!
ام همام بصراخ : همام الحقق اختك بتولدد شغغل السيارهه ،
ركض همام يشغل السياره وقربت ام همام لترف تمسكها مع كفها و كتفها : بشويش يُمه بشويش ،
ترف ببكاء : ماما مقدر يعووورني مرره احسس بموت ،
ام همام شدت على كتفها : بسم الله عليك ، تقدرين تمشين؟؟
تمالكت ترف تعبها و وصّلت للسياره تركب وهي تشهق وتبكي ، ام همام باستعجال : عجل يا يُمه همام عجل البنت تعبانه !
همام شغل السياره و حرك بسرعه ، ازداد صراخ ترف : يُمه ببموت بمووت بطنيي ،
ام همام : استعجل يا همام اسرع ،
همام دعس على البنزين بقوه و بربكه وهو يسمع صراخها ، ابتسم براحه من شاف المستشفى يظهر لهم لكنه انصدم من صرخت ام همام : اسرع اسرع ولددت ،
لف بخوف يشوف المرتبه الي تغطت بالدماء وترف الي تبكي : يُمه دم دم دمم !
وصلوا للمستشفى واخذوا ترف بالنقاله و ودوها غرفه العمليات ، بعد ساعتين من صراخ ترف وبكاءها انفتح الباب اخيرا لتخرج منه الدكتوره وبين يدينها طفله رضيعه تبكي ، تقدمت ام همام تبتسم بفرح و دموعها بعيونها : ولدت ولدت ؟
الدكتوره ابتسمت : اه الحمدلله ، والست بخير بس دلوقت هي نايمه علشان المخدر ،
قرب همام يناظر الطفله الرضيعه الي بين احضان امه ونطق: بنت ؟
الدكتوره هزت راسها و أبتسم يناظرها ،
- بعد يوم كامل :
صحت ترف وحركت راسها بصعوبه لتهمس : مويا
مويا ،
قربت الدكتوره تعطيها مويا و تشربها : اشربي بشويش ،
شربت ترف وعدلت جلستها لتستند على السرير بتعب : وينها ؟ وينها ؟؟
ام همام قربت ببسمه : هذي هي يا ترف الحمدلله على سلامتك يا عيون امك ،
رفعت ترف انظارها للطفله و مدت كفوفها : عطيني اياها ،
قربت ام همام تحط الطفله الرضيعه بين احضان ترف وابتسمت ترف بدموع من بكت البنت : بس بس يا ماما ،
همام قرب يبوس راس ترف : الحمدلله على سلامتك ،
ابتسمت ترف : الله يسلمك ،
ام همام بدموع : يا الله قديش هي صغيره وش بتسمينها يا ترف ؟
ترف مدت كفها تلامس وجهه طفلتها لتهمس : آمال ،
بسميها آمال ،
همام : اسم حلو والله ، بروح ابشرهم ،
التفت بيمشي لكنه توقف من مسكته ترف : اصبر ، لا تقول لهم شي !
همام استغرب و نطقت ام همام بتعجب : وليش يا يُمه من حقهم يعرفون !
ترف بتردد ما تدري تقولهم عن مرضها بالسرطان ولا تسكت لكنها فضلت السكوت ونطقت : لا تقولون لاحد ، انا بروح لعزام ، ودوني لبيتنا ،
همام عقد حواجبه : انتم مو متهاوشين؟
ترف هزت راسها : صح متهاوشين لكني بروح له ابي اقول له شي ضروري ،
ام همام : على راحتك يُمه لكن ارتاحي يومين ،
ترف وقفت بصعوبه تمشي ومدت طفلتها لهمام : آمال امانه عندكم ، لا تخلونها اهتموا فيها لا تبكي ولا تحزن هذي بنتي و جزء من روحي ،
همام نغزه قلبه و نطقت ام همام : بسم الله وشوله هالكلام وين بتروحين انتي ؟
ترف بكذب ابتسمت : لاني بطول شوي عند عزام بس لا تقولون لاي احد عن بنتي تكفون لفتره بس ،
هزّوا رؤؤسهم بتعجب وما تكلموا ، اكملت ترف مشيها و جت الدكتوره تستوقفها : وين رايحه ست ترف ؟ انتي تعبانه اوي !
ترف بهمس : تكفين يا دكتوره خليني اروح ، ما اقدر اصبر ،
تنهدت الدكتوره : اي دا انتي عنيده كتير ، بس ماشي لكن لازم توقـ ،،
قاطعتها ترف : اخوي بيوقع خليني اطلع ،
ابتعدت الدكتوره وقربت ترف تلبس عبايتها ولفت على همام : مشينا ،
ام همام برفض : يا امي انتي تعبانه ارتاحي ،
ترف بتعب ابتسمت : ما فيني الا العافيه بس بقول لعزام شي ضروري ،
لفت تمشي وهي تمشي كان همام متقدم عليها بكذا خطوه ، فجاءه صارت رؤيتها ضبابيه ومدت كفها تدعك عيونها ولكن بقعه سوداء غطت عينها اليمين ، ارتجفت وهمست : لا يا رب مو الحين لا ،
مدت كفها ومسكت تيشيرت همام من الخلف ولف همام عليها وخاف من شافها تفتح عيونها وتغمضهم ، قرب يمسك كتوفها : ترف ؟
رفعت راسها تناظر له وصداع رأسها يزداد : ما فيني شي بس حسيت بدوخه بس بمسكك ،
همام بخوف : ارتاحي يا بنت لا تعاندين واضح انك تعبانه !
ترف بترجي : طلبتك يا همام وهذا اخر شي اطلبه منك انك توديني لبيتي ، تكفى يا اخوي ،
تنهد : لحول من يومك عنيده ، امسكيني لا تطيحين ولا يصير لك شي ،
تمسكت بكتفه تمشي معه و وصلوا السياره ، ركب وركبت معه ومشى لبيت ترف وعزام ، وصلوا ونزلت ترف وقبل تسكر باب السياره لفت على همام : مشكور يا خوي ما عمرك قصرت معاي عرفتك من فتره قصيره لكنك كنت فعلاً خير الاخ و شكراً يا أخي على تلك الابتسامة اللطيفة ، الي تشق بجمال نورها ظلام قلبي و تمسح ما فيه من هموم، وشكراً على تلك اللمسة الحانية ، التي تفجر في قلبي ينبوعاً من الأمل في هذه الحياة القاسية ! انت الجبل الذي أسند عليه نفسي عند الشدائد يا عزوتي، يا ضحكتي وبكاي، يا من على فزعتي يمينه في يمناي، مَن لي سواك اللي على أكتافه أرتكي، أنت العضيد اللي أشد فيك الظهر يا همام ،
تعجب همام من اسلوبها وجديتها بالحديث ونطق بتوجِس  : ترف قولي لي ، فيك شي ؟
ابتسمت ترف تهز راسها بالنفي تحاول نفي شكوكه : لا ما فيني شي ، مُجرد مشاعر عابره ،
سكرت الباب قبل تسمع اي رد منه وتوجهت للبيت وهي تزفر بحزن ،
_
سنين تمضي بنا ، أيام تسير وتعصف بحياتنا ، ذكريات تُنسى وعمر يُفنى ، نكبر يوما بعد يوم ويقل عُمرنا ، بعد سنين طوال ، وبعد زمن بعيد جدًا ، بعد 18 عامًا ،
- تبوك ،
خرجت فتاه بشعر بُني مُبعثر ووجهه ناصع البياض والنمش تناثر على وجهها ليزيدها جمالا ، خرجت من المدرسه ببسمه بعد ما لبست نقابها و ارتدت عبائتها و رفعت جوالها تتصل ليصلها صوته : ارحبي ،
ابتسمت : البقى ، خلصت دوامي متى تجي ؟
سكت لثواني ونطق : شوفي يسارك؟
لفت يسارها وضحكت من شافته واقف بين السيارات وياشر لها ، قربت منه ومد كفه ليمسك كفها و يمشي : كيف الدوام الجديد ؟
ابتسمت : مرره وناسه يا عوضي ! احس صدق صرت معلمه ،
ضحك بخفه يفتح لها الباب و نطق : تفضلي ،
ركبت السياره و ركب بجهه السائق وحرك سيارته ونطقت فجاءه : وين امير ؟
عوّض : خليته عند امي وتين ، حلفت يقعد عندها ،
هزت راسها بتفهم و اكمل : شرايك نتغدا ؟
اجابت بنفي : ما اقدر مواعده خالي اتغدا عنده ، وقت ثاني !
عّوض : خير تراني اشوفك صرتي لازقه فيه و ساحبه علي وانا زوجك ؟
هزت اكتافها : ياخي احبه شسوي؟
مد يده وباس كفها : وانا احبك ،
ابتسمت تسند راسها على كتفه ، ونطق بعد برهه : آمال ؟
ردت برد يشابهه رد ابوها المتوفي : عيونها ؟
عوّض ببسمه : يا زين هالكلمه من شفاتك ، تسلم عيونك بسألك عن حور بنت بدر خالك وش صار عليها عساها انقبلت بوظيفتها ؟
آمال بغيره : وانت شدخلك فيها ؟
عوّض هز اكتافه : لاني مواعد عمي بدر اني اوظفها بشركتي لو ما توظفت ؟
آمال : لا لا معليك ابشرك امس راحت لهم و قبلوها ،
عوّض : الله يبشرك بالخير ،

يا عواصف الدنيا هُبي..وطيري مع هبوبك سنينيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن