42- لا مكان في هذا العالم

448 44 42
                                    

بدأت عينا ليلى ترتجفان وهي تراقب تعبير كايل الجامد، ووجهه الشاحب، وملابسه وشعره المبعثران "لا تتصرف هكذا، كايل. دعنا فقط-"

"لنذهب إلى مكان ما. أي مكان" تمتم بصوتٍ خافت. كان وكأنه لم يسمعها تتحدث "فقط نحن الاثنان. دعينا نذهب إلى مكان يمكننا أن نكون فيه سعداء. هيا" ثم أمسك بيدها وبدأ يسحبها و هو يشرع في المشي.

حاولت أن تقاوم، لكنه لم يكترث و استمر في المشي بخطوات طويلة.

"سيد ريمر! سيد ريمر! انظر هناك! شخص ما يسحب ليلى بعيدًا!" صرخ أحد عمال حديقة بيل الذي كان يعمل بالقرب.

بمجرد أن نظر بيل في الاتجاه الذي كان يشير إليه العامل، احمر وجهه من الصدمة. رمى مقصاته على الأرض و ركض بجنون خلف كايل.

سرعان ما انضم إليه عماله المذعورون في المطاردة.

"كايل إتمان! اترك يدها فورًا!" صرخ بيل بصوت غاضب و مزلزل تردد صداه في كل مكان. بحلول الوقت الذي لحق به، كان كايل لا يزال ممسكاً بيدها. رفع قبضته الضخمة و لكم كايل في وجهه.

تعثّر كايل و بدأ يسقط، لكنه ما زال لم يترك يدها. وهكذا، جُرِفت ليلى معه و سقطا كلاهما في سرير الورد.

"ليلى!" صرخ بيل وهو يركض نحوها ويساعدها على النهوض. كانت وجنتاها ويداها مغطاتين بخدوش من أشواك الورود.

بدأت عينا كايل تستعيدان التركيز أخيرًا. نظر برعب إلى الخدوش الدامية على وجه ليلى و هو يقف يقف. "لـ- ليلى! هل أنتِ بخير؟ أنت تنزفين..."

"أنا بخير" ردت، و هي تدفع يده بهدوءٍ عن وجهها "أنت مصاب أكثر مني"

"لا. أنا..." فقط حينها لاحظ الدم الذي يتدفق من يديه، والبقع الدموية على قميصه. شعر بألم حاد في خديه ورقبته، لكنه لم يهتم.

"أنا بخير، عمي بيل" قالت ليلى بسرعة، ملاحظةً أن بيل يبدو مستعدًا للاقتراب من كايل مرة أخرى. "كايل" قالت، و هي تنظر إلى كايل بعينيها المنتفختين واللامعتين "لا يوجد مكان كهذا" تشكلت شفتاها إلى ابتسامة حزينة واهنة. كانت وجنتاها متوهجتين، لكن صوتها كان هادئًا "لا يوجد مكان في هذا العالم يمكننا أن نكون فيه سعداء معًا، نحن الاثنان فقط"

"ليلى..."

"إذا استمريت في التصرف هكذا، سيكون الأمر صعب جدًا عليّ. لا أظن أنني سأتمكن من تحمله"

"ليلى، رجاءًا"

"لذا، اعتنِ بنفسك، وسأعتني بنفسي"

"كيف يمكنني فعل ذلك بدونك؟"

"يجب أن تذهب إلى الجامعة كما كان مخططًا في الأصل. حافظ على صحتك و ادرس بجِد، حتى تتمكن من أن تصبح طبيبًا جيدًا" استمرت في الابتسام حتى عندما رأت الألم في عينيه. بدأت رؤيتها تتشوش من الدموع المتساقطة من عينيها. "كايل. أين الصديق الطيب الذي كنت أعرفه؟ هكذا أريد أن أراك"

ابكي ، أو بالأحرى توسليحيث تعيش القصص. اكتشف الآن