الفصل الثامن و العشرين

120 18 12
                                    

الفصل الثامن و العشرين 28

أسبوع... أسبوعان... ثلاثة أسابيع... أربعة أسابيع..  مرت الأيام بسرعة بالنسبة للبعض لكن بالنسبة لبطلنا و اصدقائنا مرت كالدهر.. تقريبا كل يوم يتحدون مع يوكي عبر الهاتف عدى يوم أو يومين عند. انشغالها.. و من المفروض غدا موعد عودتها.. اتصلت اكيو بيوكي تضع مكبر الصوت كالعادة كون الجميع هنا.. اعتادو في هذا الشهر على قص أحداث يومهم و الضحك على ما يفعلون.. ماذا فعلو مع من تقاتلو ماذا أكلو حتى موعد نومهم و استيقاضهم.. من يراهم سيظن أن يوكي والدتهم لا فتاة في الثامنة عشر من العمر. احدهم حبيبته و اخرين اختهم و صديقتهم..
ايزانا: ثم ضربته و قد ساعدتني كايا.. حسنا بعد كل شيئ لم تكن سيئة..
يوكي: أحسنت صنعا أخي العزيز أنا فخورة بك.. كايا شكرا لك..
ارتفع انف ايزانا بغرور و فخر من مدح يوكي على فوزه بالقتال كطفل صغير بينما ضحكت كايا بخفة. 
كايا: لا عليكي يوكي.. انا هنا للعائلة بالمرصاد..
يوكي: صحيح.. لأنكي جزء منها..
ابتسمت كايا بدفئ و امتنان.. تشعر بالسعادة... كايا طفلة متبناة تخلت عنها عائلتها بميتم خارج اليابان..بعد تبنيها تم استغلالها و صارت قاتلة بسن صغير.. و بعد مقابلة يوكي تخلصت منهم و صارت جزئا منهم.. لطالما احترمت كايا يوكي.. يمكن القول كفارس يكرس نفسه لملكته.. هذا هو... لهذا فهي تعتز بهاته العائلة التي قدمتها لها يوكي.. ستكرس حياتها من أجلهم.. و اكثرها بسبب ايزانا.. الفتى الذي وقعت بحب ارجوانيتاه.. اذا طلبت منها التغزل به ستقول كلمتين..

"الأشياء السمراء مغرية.. كالقهوة و الشكولاتة و أنت"

" لا شقراء و لا حمراء.. الوسامة خلقت للفتى الأسمر صاحب الأعين الأرجوانية و غير هذا كل كلام بلا معنى"

و صديقنا الأسمراني المعروف بقوته اتضح أنه يستطيع الخجل ما يدفع كايا لمضايقته اكثر.. تجد احمرار رقبته و اذناه محببا جدا.. فدائما ما تمسك قلبها تردف بدرامية:
"لا أعرف القنابل النووية.. لكن أعرف شعرك الابيض و عيناك الأرجوانية"
ما يزيده خجلا ليخرسها بقبلة ما يجعل قلبها يتضخم أكثر بالسعادة و الحب ما يدفعها لمعانقته تضع ذقنها على صدره تنظر له بعمق و حب شديدين.. رغم كونه شهر فقط.. الا انها وقعت له و بشدة أيضا! دائما ما تنظر لعيناه التي أسرتها.. تُحدث قلبها
"هل أنت متعب.. أنظر لأرجوانيتيه... هل أنت غاضب.. أنظر لعيناه... هل تشعر بالملل.. أنظر لمرجه الأرجواني... هل تشعر بالحزن..أنظر لجوهرتيه... هل تشعر بالسعادة..هذا بسبب عيناه"
كايا: ايزانا..
همهم ايزانا بينما يمسح على شعرها ينظر لها بعمق.. لتردف بخفة و همس قرب فكه..
كايا: و في غرام عيناك أنا و قلبي انهزمنا..
عبس باحراج ما جعلها تبتسم لتستقيم تقبله بخفة بينما الاخر ابتسم وسط قبلتها يبادلها يمسك خصرها بملكية يقربها الى صدره.. ايزانا اذا أحكم على شيئ بين قبضتيه تملكه و صار ملكه للأبد كعصفور في القفص لن يحرره أبدا.. لكن هذا ما يظنه أسمرنا.. فكايا نفس الشيئ.. يمكن القول أنهما طنجرة وجدت غطائها.. كايا تضع الكناري الاسمر خاصتها في قفص بقلبها.. ايزانا يضع عصفورته الرمادية في قفص في صدره.. كل واحد منهما يمتلك الاخر حذر من الهرب محكم عليه..
نعود الان حيث الجميع يدردش مع يوكي..
اكيو: كيف حالك لم تتركينا نسألك عن حالك..
يوكي: عندما تكونون مرتاحون أكون و كأنني بالنعيم لذا انا بخير ما دمتم سعداء بخير بصحة و عافية.
ابتسم الجميع بسعادة دون وعي منهم.. لينطق أحدهم من هاتف يوكي.
•••:  سيدتي دائما سعيدة معكم و بسببكم.
يوكي بهمس و غضب: اللعنة عليك روبرت
قهقه روبرت بانتصار بينما فجر قنبلة في قصر عائلة كينا..
الجميع: روبرت!!!(بصراخ و دهشة)
اكيو: هل انتي في اليابان؟!!!..
مايكي: هل عدتي؟!!
ايزانا:متى هذا؟!
كازو: لما لم تخبرينا؟!!
تنهدت يوكي بينما تتوعد لروبرت الذي بدوره يبتسم بشر و انتصار..
يوكي:اعتذر لكن أردتها أن تكون مفاجئة.. لقد عدت اليوم أنا في طريقي لطوكيو الان..
اكيو: هذا حقا مفاجئ..
قهقهت يوكي تدردش معهم.. لكن ما سيحدث.. سيكون حدثا صادما و بشدة... ليوكي خطأ و هو فادح.. عندما تكون معهم أو تتكلم معهم.. الحماية التي من المفترض ان تقدَم لها تنقلها لهم هم و تترك نفسها.. بينما روبرت يقهقه ينظر للمرآة اتسعت عيناه عندما لمح ثلاث سيارات سوداء و من المؤكد ليست لهم.
روبرت: سيدتي!!!
يوكي: ماذا هناك روبر~
لم تكمل كلامها و إذ ب~~
اكيو: يوكي هل سمعتي عن~
صوت ارتطام حاد و تقلب الحديد خرج من الهاتف و انقطاع صوت يوكي و روبرت.. مرت دقيقتين كاملة على هذا الصوت الذي جعل من دمهم يتجمد بعروقهم و اتساع أعينهم و تصنم أجسادهم.. دوى صوتهم و صراخهم يكلمون الهاتف و كأنه اخر سبيل لهم.. و كأنه خيط الحياة الذين يسيرون عليه ان سقطو لقو حتفهم.. دوى صوت خشخشة و انفاس لاهثة تحاول التمسك بروحها.. صمت حل بالصالة يسمعون ما يحدث ليظهر صوت ضعيف شبه هامس يتحدث..
يوكي: ر روبرت.. روب.. روبرت... استيقظ.. أفق... أكك.. هذا مؤلم أشعر بجمجمتي متضررة.. اللعنة..
حيث يوكي خرجت من السيارة تزحف وسط دمائها و رأسها الذي ينزف بشدة تحاول بجهد ايقاظ روبرت هي بالكاد تستطيع الحراك.. لقد كان فخا.. سيارات سوداء.. شاحنة مسرعة ظهرت من العدم.. من فعل هذا.. لا يزال الوقت مبكرا لتموت.. اتكأت على السيارة تمسك رأسها و ذراعها تإن بألم تلهث تسحب الهواء بقوة.. لتسمع خطوات قادمة خلفها.. حاولت سحب مسدسها لكن لا جدوى
•••: أخبرك أنه سيعود لكنكي تركتي دفاعك يا لعنة كينا..
يوكي: أنت... سأقتلك و أقتله... أخبره بهذا*مؤلم.. اللعنة!*
•••: أخبريه أنتي...(ابتسامة خبيثة و شريرة) إن بقيتي حية.
صوت طلقتين.. انفجار.. انتهت المكالمة.. هذا ما سمعه رفاقنا التي ملامحهم شاحبة و سيباس و ماري بأجسادهم المتصلبة و أعينهم المتسعة.. اسرع سيباس باخراج هاتفه. و الاتصال بالفريق عندما دوى صوت صراخ الرفاق.. اكيو التي تعود للخلف بخطى بطيئة تشعر بعالمها ينهار تمسك صدرها جهة قلبها الذي سيخرج من مكانه تتنفس كأنه اخر نفس
اكيو:*لهذا السبب آلمني قلبي قبل قليل؟ هل هذا هو السبب؟ ماذا حدث؟ كيف حدث؟ هذا~*
شعرت بنفسها تنهار و جسدها يتثاقل و تشوش نظراتها.. استدار باجي لمايكي الشاحب لكن اتسعت عيناه اكثر يسرع لذلك الجسد الذي يدوي للأرض... متى اخر مرة بكى فيها؟ لا يذكر.. ربما منذ حادثة الطائرة التي سببت ندبتين لسانزو؟ أم حادثة شين يوم اقتحامه و كازو متجره و موته؟ أم يوم معركة فالهالا حيث جرح كازو جانب اكيو.. يطبطب وجنتها يترجاها بيأس لفتح عيناها .تقربيا كلهم لم يشعرو بأقدامهم تحمل اجسادهم. خرج مايكي بسرعة من القصر يتجه للطريق السريع.. لن يصدق.. سيبحث عنها.. خرج خلفه دراكن و ميتسو بينما دموعهما نزلت عندما كانو في القصر.. يجرون خلفه يحاولون اللحاق به.. و باخر لحظة انقذوه من تلك السيارة القادمة التي تلعنهم عند خروجهم فجأة بطريقها.. يجلس مايكي على ركبتيه و شعره يغطي عيناه و قد تبلل بسبب المطر و كأنه يبكي بحرقة على حالهم.. امسكه ميتسو من ياقته يرفعه بغضب بينما دراكن ينظر بصدمة و هدوء.. اخوة التنين.. دراكن يمثل النار و ميتسو الجليد.. لكن.. هل انقلبت ادوارهم؟
ميتسو: ما لعنتك هاه؟! ماذا كنت ستفعل؟! اتريد قتل نفسك!؟
مايكي: لا~
ميتسو: اذا ماذا؟!!
صاح ميتسو بغضب يخنق ياقة الاخر لكنه جفل عندما لمح دموع الأشقر تنزل بغزارة.. ينظر له بسوداويتاه التي تلمع بيأس و قهر.
مايكي: أقنع قلبي الذي يتمزق و يتألم أن ما سمعناه كان مجرد خيال.. أقنع روحي التي تكاد تخرج من جسدي أن تعاود الدخول لأن كل هذا مقلب و مزاح ثقيل.. اخبرني انه ليس حقيقي.. أنا أحلم و سأستيقظ بفزع أجدها امامي تنظر لي بقلق تمسح عرقي تقبل جبيني ثم وجنتي ثم ارنبة انفي.. ثم تهدئني بقبلة دافئة.. أخبرني. كن صادقا..
تحدث مايكي بغصة و يأس بينما ابتعد ميتسو ينظر له بعيناه متسعة و قد ركع الأشقر على قدميه ينزل رأسه يلتحم مع الأرض بينما قبضته تشبعها ضربا و قد دوى صراخه اليائس المكان الذي هم فيه.. جلس ميتسو يمسك وجهه يخرج انفاسه هو الاخر.. على من سيكذب. هو لا يزال يحبها... لطالما احب ميتسو يوكي.. اعتبرها تقريبا كل شيئ. أحب مشاعر الأمومة اتجاه اختاه و هم. أحب تصرفاتها الحنونة.. القوية.. اللطيفة.. الباردة..اتجاه أي أحد دون مقابل.. التقى بها هو الأول.. إذا لما اختارته هو؟. لأصدقكم القول قد كره مايكي في ذلك الوقت.. لكن مشاعر الصداقة تغلبت على كرهه و دهس على حبه متقبلا اياه... التقى بيوزو قيل لربما ينسى يوكي.. أحب ميتسو يوزو من قلبه.. لكن جزء منه لم يستطع تخطي حبه الأول مهما فعل..
٠
٠
مرت ثلاثة أيام و لا يزال البحث قائما.. الكل بمنزله مكتئب.. اكيو التي تخزن نفسها بغرفتها تتجنب كل شخص و كل طعام و شراب و ترفض تناول دوائها بعد استيقاظها قبل يومين اثر انهيار عصبي و صدمة كبيرة.. باجي للآن أحرق 100 سيارة و الشرطة تبحث عنه.. كازو يخرج ليلا يضرب من أمامه لينفس عن غضبه ثم يعود و يجلس بغرفته طول النهار.. حتى التوأم هايتاني مكتئبين لم يحطمو أحدا للآن.. الاخوة كاواتا لم يفتحو المطعم يجلسون قرب النهر ينظرون للفراغ. فويو لم يقرأ أي مانجا لدرجة من شدة غضبه و كآبته مزقها كلها رغم عشقه لها و أهمل قطته. تويا المسكين لم يرد اللقاء بحبيبته يجلس بمفرده... تاكي الذي صار منزله مكب مهملات شاحب الوجه متعب من قلة النوم لم يلتقي بهينا منذ فترة يتسطح على سريره لا يزال ينظر للسقف... ايزانا الذي لم يخرج من غرفته يرتمي في أي مكان حتى انه سئم من الحياة و سئم من كاكو المسكين..كايا للان تبحث عنها في اليابان كلها لم تنم أو ترتح.. ايما التي يحاول جدها ابهاجها بشتى الطرق لكن هو أيضا يحاول الإبتهاج من أجل أحفاده.. فقد واحدا و الان فقد يوكي.. الرحمة على هذا العجوز من فضلكم.. تايجو الذي لم يصرخ على أحد أو ينفعل.. سينجو التي تصعد للسطح تنظر للا مكان تتذكر أول لقاء بيوكي.. تاكيومي الذي صار يشرد بكثرة ينتظر من احدهم ينقر رأسه مناديا اياه ب"يومي تشان~" ثم يبدأ شجاره ليوقفه واكاسا و بينكي.. سانزو الذي ينظر لهدية عيد ميلاده يتلمسها بينما ينظر لهم بيأس و حزن..العم ستيف و زوجته لوسي و ابنهما جوش و هم خارج البلاد لا بد أنهم لم يسمعو عن الأمر كونه قد بقي سريا..إيكو الذي بحظن ري في منزلها مكتئب و هي الأخرى تاركا عمله.. مايكي الذي لم يظهر للآن..
ماذا فعلتي لهم يوكي؟..(تنهد عميق) هل جعلتهم يتعلقون بك ثم تذهبين؟ أم جمعتهم ليكونو مع بعضهم بعضا كل واحد يجد الاخر في ظهره و كتفه يساندون و يسعدون و يتكؤون بعضهم بعضا؟.. لكن لما كل واحد منهم مكتئب بسببكي يبكي و يقوم بكل شيئ بسببك؟ لما؟.

حبيبي رئيس تومانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن