الفصل العاشر ( ضياع الفُرصة الأخيرة )

66 5 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم احفظ اهلنا في فلسطين والسودان، اللهم هوٌن عليهم مصابهم، اللهم اربط على قلوبهم، اللهم ثبٌتهم، وأيدهم بنصرٍ من عِندك، اللهم اشفِ مرضاهم، اللهم ارحم شهدائهم، اللهم ارزقهم الصبر والسلوان "

لا تنسوا الدُعاء لإخواتنا في فلسطين والسودان  🙏

______________________________

البشر ينقصمون إلى الأخيار والأشرار، لكن .... هل جرٌبت يومًا أن تضحى الاثنين ؟؟

هكذا كان مارك وهو يتجوٌل يمينًا ويسارًا داخل منزل الأقزام الذي أضحى نظيفًأ، يتحرك بقيادية كما لو أنه ملكهم، يطغي التبهنس على جنباته حتى يجعلك تظن لوهلة أنك تحادث إمبراطورًا عظيمًا.

كانوا قد اتفقوا على حبس الأميرة بالحجرة حتى يعثروا على عِقابٍ مناسبٍ لها، وبالطبع حدث ذلك وفقًا لمشورة مارك، فلو لم يكن موٌجودًا لعاملها الأقزام بكل لينٍ ولُطف، لكن يبدو أن مارك خالف جميع القواعد وقرر أن يبسط سلطته بسبب طبيعته المتبهنسة وانتهازه لهذه الفرصة، فهو يشعر بالانتشاء حينما يُعظمه أحد.

- سنُقطع جسدها قطعًا صغيرة .... وسنُلقي كل قطعة في نهرٍ مختلفٍ حتى لا يعثر أحدٌ على أشلائها

قالها بسادية ونظراتٍ غاضبة أمام الحيرة والارتباك الطاغيان على الأقزام حتى تدخلت غيٌد لتحاول إنقاذ الموقف للمرة التي لا تعلم عددها :

- مارك هذا فيلمٌ للأطفال .... لا يجب أن يضحى بهذه السادية 

اقتنع مارك بحديثها فأطلق زفرة سائمة من جوٌفه قبل أن يُعدل من خطته :

- أه ... حسنًا .... سنُقطعها لأشلاءٍ فقط، وسنُلقيها في نهرٍ واحد

ضربٌت غيٌد رأسها وحركته بخيبة أمل، ثم أخذت أدراجها بعيدًا عن هذا الاجتماع السادي الذي يُجريه مارك بكرهٍ يتقاذف من عينيه، تكاد تتيقن أنه مُختلٌ عقليًا، فهو يُريد أذية النساء بأي طريقة.

صعدت الأدراج المتهالكة النظيفة وحاولت التحرك بانسيابية حتى وصلت إلى حُجرة الأميرة، آرادت فقط أن تُخلصها من قبضة مارك حتى يأتي بقيتهم ويحاولوا إعداله عن الأمر، فهي لا تستطيع إقناعه أن هذه هي الأميرة، هو لا يُصدقها ولا يستمع لها، وهذا فقط لأنها فتاة.

طرقت الباب بضع طرقاتٍ ثم فتحته بهدوءٍ ليخترق أذنها صوٌت بكاءها الذي يكاد يُمزق نُياط قلبها، شعرت لوهلة بالشفقة على تلك الشخصية الخيالية التي تتكوٌم على نفسها بالفراش وتبكي بحرارة، فحتى الخيال لم يسلم من الشرور والقسوة.

مهمة في فيلم كارتونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن