الفصل الثالث ( الوحوش ليست بأشكالها )

152 10 18
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" يا رب.... نحن غائبون عن المشهد لكن عينك حاضرة لا تنام، مُطلع على أحاول أهلنا في غزة والسودان، تسمع استغاثاتهم وآناتهم، اللهم لبٌ نداءهم، صُن أرواحهم، اكلأهم بكلئك، حِفٌهم بمعيتك، أنزل على قلوبهم السكينة والآمان والطمأنينة لتغفو عيونًا طال سهادها، اللهم أدفئ أجسادًا يدكُ البرد عظامها، وانصرهم على شر عبادك يا رب العالمين "

لا تنسوا الدعاء لأهالي فلسطين والسودان 🙏

____________________________________

تدفعنا أقدامنا نحو الكوارث، ويدفعنا عقلنا لتكرار الكوارث ألف مرة، ونحن بين كل ذلك، فقط نُريد الهرب قبل الغرق في مستنقعٍ سحيق.....

لم تكن هذه الحجرة فسيحة وأنيقة كالتي بقي فيها النساء، بل كانت حُجرة صغيرة ضيقة تنبعث منها الروائح الخنيقة والأضواء الخافتة، حتى أن حجارتها الصلبة غمرت كل مكانٍ حولهم وجعلت البرودة تتسرب من تشقاقتها وتضرب أبدانهم، كان مارك يجلس على الأرض مُتربعًا يلوح الغضب على وجهه، فهو يعتقد أن الوحش قد حرر الفتيات وأطلق سراحهن فقط لأنهن نساء، أصبح يكره النساء أكثر ويتمنى زوالهن عن العالم، فلا يأتي من ورائهن سوى الكوارث من وجهة نظره.

أما حكيم، فكان يتمدد على الأرض بإعياءٍ أخذ معه يُحرك هاتفه المُعطل على الأرض ويتمنى أن يستيقظ من ذاك الحُلم الذي لا ينتهي، فأولًا مطاردة الذئاب، ثم سجنهم في تلك الحجرة، وهذه فقط كانت البداية.

وسامي على مقربة منهما يتجوٌل في الحُجرة وعقله شاردٌ في العديد من الأفكار أهمها كيفية الرحيل من هنا والتبرير لمُديره بالعمل حتى لا يطرده لأنه آضاع ماثيو، وبعد برهة من التفكير، انتصرت حاجته للنكوتين على أفكاره ليتذكر أنه لم يُدخن لفافة تبغه بعد، فربما هذا ما يُشعره بالصُداع بالإضافة إلى معدته التي تتضوٌر جوٌعًا، فهذا الطعام الذي أدخل إليهم كان باردًا لا مِذاق له، فقط كسرة من الخُبز مع حساءٍ لا يعرف مكوناته ولا يعرف إن كان حساءً من الأساس أم لا.

أخرج لفافة تبغٍ من جعبته ثم تبعها بإخراج قداحته وإشعالها حتى يستنشق هذه الأدخنة السامة ثم ينفثها فتنتشر رائحتها بتلك الحُجرة الضيقة، الأمر الذي بدوٌره جعل مارك يشتاط من الغضب ويثب عن الأرض عازمًا على توبيخ سامي، وكأنه انتهز الفُرصة ليُفرغ من ضيقه.

- أنت أيها الأحمق .... ألا ترى أننا في حُجرة أشبه بعُلبة السردين ؟؟

رمقه سامي ببرودٍ استنشق معه بعض الأنفاس من لفافة تبغه وأخرجها على هيئة أدخنة كثيفة قبالة مارك وكأنه يُثير حنقه، خاصة مع كلماته الباردة :

مهمة في فيلم كارتون ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن