الفصل السابع عشر ( اللصوص والبطة السعيدة )

57 6 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم أنت الناصر وأنت المُعين وأنت على كل شيءٍ قدير، انصر إخواننا المُسلمين في كل مكان "

لا تنسوا الدُعاء لأخواتنا في فلسطين والسودان 🙏

____________________________

لا تعتقد أن ما تراه خلف الشاشات ورديًا مليئًا بالسعادة والابتهاج، فبالرغم من أنه عالمٌ خياليٌ ليس له وجود، إلى أنه من صُنع البشر الذين أرهقوا من تخبطات الواقع الأليم ....

تيبست أجسادهم على الأرض غير قادرين على التنفس حتى، العديد من السيوف الحديدية يتم إشهارها أمام أعينهم حتى شعروا أنهم أمام جلادهم الذي أتى ليُنفذ عليهم حُكم الإعدام، تقهقروا بضع خطواتٍ للوراء ليصطدموا بالمزيد من الجدران البشرية والمزيد من السيوف المُتعطشة لنحر أعناقهم، بدأت أجسادهم تنتفض بلا هوادة وقلوبهم لا تتوٌقف عن الطنين وكأنها ستُسلم الراية وتتوٌقف عن العمل، بدأت الفجوة تتقلص ما بينهم وبين العساكر حتى أصبحوا محاصرون من كل حدبٍ وصوٌب، لم تكن معركة متكافئة بالمرة، فأجسادهم الضئيلة لا تتماشى مع أجساد العساكر الضخمة وأسلحتهم وخوٌزاتهم، أي أنهم هالكون لا محالة، لا يوجد أمامهم سوى حلٌ واحدٌ فقط .... نعم، الفرار !!

رفع الجُندي سيفه وكاد يهوي به على رأس يوجين الذي انتهز الفُرصة وخفض جذعه مُخترقًا الحارس عن طريق المرور بين فتحتي قدميه ليتبعه مارك بنفس الطريق وينتهز سامي تشتت العساكر فيقبض على ذراع الجُندي الذي يقف خلفه ثم يركله بقدمه في منطقة حساسة جعلت الجُندي يتقوٌس بألم وسامي يهرول بأقصى ما لديه هو وحكيم.

ركضوا بأقصى ما لديهم في هذه الرُدهة حتى وجدوا يوجين يقفز من النافذة التي تطل على بهوٍ عريضٍ ينتصف السجن، قرر سامي وحكيم أن يتبعاه لعلهما يستطيعان الهرب من هذا المكان، لكنهما ما كادا يتحركان خطوة واحدة حتى قطعهما جُنديان طويلان القامة يحملان زوٌجًا من البنادق ويُهددانهما بنظراتهما المُتجهمة؛ ازدرد حكيم ريقه وهو يتراجع للوراء بينما كوٌر سامي قبضته وأخذ يرمقهما بنظرات مُتحدية انتهت بإطلاقه صيحة عالية من جوفه واندفاعه كالفهد نحو الجُندي خافضًا جذعه وهو يضرب معدته برأسه الذي أضحى شبيهًا بالكرة الحديدية، وعندما رآه حكيم، غمرته بعض الشجاعة وهو يُقلد سامي وينقض على الجُنديان ليضربهما ضرباتٍ عشوائية بدت أشبه بضربات فتاة آتية من طبقة أرستقراطية وتتعارك مع زميلتها التي ترتدي نفس رداءها.

دفع سامي الجُندي فاصطدم ظهره بالحائط ثم قفز من النافذة ليتبعه حكيم ويُدركان فيما بعد أن المسافة بين النافذة والبهو لا تتعدى بضعة أمتار، الأمر الذي جعلهما يواصلان الهرولة خاصة عندما استمعا إلى صوٌت صمام الأمان الخاص بالبنادق التي يحملها العساكر بدلًا من السيوف التي لم تعُد تُجدي نفعًا، استمعا إلى صوٌت طلقات نارية تنطلق مباشرة صوٌب أربعتهم وهم يهرولون في هذا البهو بحثًا عن أي مخرجٍ من هذه الغُمة، كان سامي يُحيط رأسه بيديه وهو يهرول حتى لا تُصيبه هذه الطلقات بينما كان حكيم يتحرك باطمئنان لم يكن يفهمه سامي، وكان يوجين ومارك قد سبقاهما ببضعة أمتار.

مهمة في فيلم كارتون ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن