الفصل الرابع عشر ( لوسيفير )

62 6 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم إن لنا أخوة صامدون صائمون، أروِ ظمأهم وبلل عروقهم وثبت أجرهم وأمدهم بنصرك .... واغفر لنا تقصيرنا وقلة حيلتنا "

لا تنسوا الدُعاء لأهالي فلسطين والسودان 🙏

___________________________

حياتنا ظالمة لدرجة تجعل المسالم يتحوٌل إلى ظالم، والظالم يتحوٌل إلى مهزوم، أما الأحمق، فهو لا يتم وضعه في هذه الحٍسبة من الأساس...

يرتجف بدنه وهو يطالع نظراتهم الجحيمية التي كادت تقتله وتُرديه صريعًا، ابتلع ريقه وهو يثب بهدوءٍ عن مقعده عازمًا على الفرار، سينشطر إلى نصفين إذا بقي لثانية أخرى أمام نظراتهم الجحيمية، لكنه لم يحسب حساب ثوٌرتهم التي انفجرت بوجهه كما انفجرت قُنبلتي هيروشيما وناجازاكي، هروٌل حكيم بأقصى ما لديه داخل الحديقة وهروٌل بقيتهم وراءه والسبابات تنطلق من أفواههم، وكان حكيم يهرول كفريسة تهرب من صيادها.

- ظننتها مسحورة ... أقسم أنني ظننتها مسحورة ...

بقي يُرتل هذه الكلمات المتوٌسلة وهو يهرول في الحديقة حتى أمسكه سامي من تلابيبه وكاد يُمزق ثيابه وهو يدفعه للأمام والخلف راميًا إياه بنظراتٍ رعدية كادت تُذيب الآخر رعبًا، بقي حكيم يعتذر لهم بتوٌسلاتٍ عِدة جعلتهم يتحلوٌن بالهدوءٍ تدريجيًا لتبقى نظراتهم الحادة فقط هي ما تصوٌب نحوه كالسهام المارقة.

تركه سامي وشأنه واكتفى بسبه بصوٌتٍ خافتٍ ثم وضع يده على خصره هاتفًا بتذمر :

- ما الذي سنفعله الآن ؟

حاول حكيم ضبط ملابسه التي كادت تتمزق بينما تنهدت كاتي وغرقت في تفكيرٍ عميق أنهته بسبابة مرفوعة وكلماتٍ واثقة :

- لدي فكرة أخرى .... لكنها ستتطلب بعض الجُهد

انتبه الجميع لحديثها فرفعت ذراعها لأعلى وأخذت تلوٌح به وهي تشرح خطتها :

- سننقسم إلى ثلاثة فرق .... أنا وسامي، سنذهب إلى الأمير ..... غيٌد وميليندا، سيذهبان إلى الأميرة ..... وحكيم ومارك، سيذهبان إلى الملك ..... علينا أن نُعيد الحكاية من بدايتها، لكن على طريقتنا !!

_________________________________

ساد الصمت بينهما أثناء طريقهما إلى قصر الأمير، لا تعرف لماذا اختارته ليرافقها في مهمة كهذه، كان يُمكن أن تختار ميليندا أو غيٌد لكنها خشت من تعلق الأمير بإحداهما ويتدهوٌر الأمر أكثر، كان من الممكن أيضًا أن تصطحب حكيم أو مارك لكنها لا تجدهما مناسبان لمهمة كهذه، ربما لأنها تشعر بالراحة أكثر وهي مع سامي، أو ربما لأن سامي هو أكثر من يفهمها، أو لأنها تُريد إخباره عن سبب ما فعلته مع الأمير ولماذا استسلمت له وهي تعرف عواقب ما تفعل، لا تعرف حتى لماذا تُريد إخباره، لكنها تشعر بالرغبة في فعل ذلك، كما تشعر أيضًا أنه يحمل كنزًا من الأسرار يخشى إظهارها أمام الجميع، وما أكد شكوكها هو تلك النظرات المُترددة في عينيه، نظرات من يُريد أن يبوح بشيءٍ ما لكنه لا يعرف، أو لا يجد الفُرصة، لذلك قررت أن تبدأ الحديث أولًا قبل أن يظهر أمامهما الأمير، فهما يقفان على مقربة من القصر يتابعان الشرفة من بعيدٍ حتى يقف الأمير داخلها ويبدأا الخطة.

مهمة في فيلم كارتون ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن