مهمة في فيلم كارتون ( مكتملة )

الفصل الحادي عشر ( ليس مُجددًا )

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم إننا موٌقنون بوعدك فاغسلنا ببرد الصبر، كب عليهم وعلينا جلدًا من جلد أولي العزم "

لا تنسوا الدُعاء لإخواتنا في فلسطين والسودان 🙏

__________________________

تجاهد وتثابر آملًا بالوفاق، لكنك في المقابل، لا تجد سوى الفُراق، تجوب وتبحث طوال الوقت عن الحميم، لكنك في النهاية، تجد ذاتك داخل الجحيم ....

سقطت التفاحة بجوف البئر، وسقط معها آخر أملهم في النجاة، باتوا يتبادلون النظرات في تيهٍ وضياع، لا يعرفوا ما العمل، لا يعرفوا أي طريقة أخرى للرحيل عن هذا العالم المجنون، أصبحت وجوههم أشبه بمن فقد فقيدهم، وفقيدهم في هذه اللحظة هو الأمل.

- هل سنعلق هنا للأبد ؟

سألت غيٌد بخيبة أملٍ بعد رحيل الأرنب وتجمعهم حوٌل بعضهم في حلقة لمناقشة هذا الأمر، بالطبع تشاجروا وألقوا التهمة على بعضهم وتوٌعدوا لهذا الأرنب، لكنهم في النهاية جلسوا على الأرض والطير يُحلق فوق رؤوسهم، يجاورهم اليأس والضياع وكأنهما أصدقائهما الجُدد.

- لا يُمكن أن تضحى هذه هي النهاية ..... متأكدة أن هناك طريقة أخرى ونحن لا نعرفها 

قالتها ميليندا ببعض الأمل بينما تبادلت نظرات حكيم بينهم، وكان على عكسهم تمامًا، نظرات الرضا والراحة تلوحان على وجهه لأنهم لن يُسمموا الأميرة، أو قطعة الحلوى كما يُسميها داخل عقله.

- ماذا بكم يا رفاق ..... ها نحن هنا نجلس بأريحية 

رسم بسمة بلهاء على ثغره وهو يتابع الأميرة من بعيد وهي تتمايل داخل المنزل وتحادث العصافير كعادتها، صك سامي على أنيابه من برودته مما جعله يجذب حكيم من ياقة ثيابه ليعتدل ويعود إلى أرض الواقع، فما إن استجاب حكيم لتحركاته بتذمرٍ حتى تلاشت بسمته البلهاء وبات يستمع إلى حديث سامي مُرغمًا :

- لن نستسلم بعد كل هذا .... سنحاول تسميمها بطريقة أخرى ... حتى لو اضطررنا لوضع السُم بشطائر التوت التي تصنعها 

جحظت عينا كاتي فجأة وكأنها توٌصلت إلى فكرة ما كان سامي هو السبب بها رغم حديثه العفوي الحاد، غرقت في وحلٍ من الصمت لفترة قصيرة أخذت معها تُتمتم بصوٌتٍ خافت :

- شطيرة !! ....

رفعت نظراتها نحوهم لتُخبرهم بحماسٍ وسبابة رفعتها لأعلى :

- وجدتها !!....

______________________________

عليك أن تعرف يا قارئي العزيز أن أكثر الأشرار خطورة، هم من كانوا أخيارًا ودفعتهم الحياة لهذا الاتجاه الأسوٌد، فأصبح قلبهم رماديًا يمتزج فيه الأبيض والأسود، الخير والشٌر، ورغم أنهم يلعبون الآن دوٌر الأشرار، إلى أننا لا يٌمكن وصفهم بذلك أبدًا، بل أن وصفهم بالأشرار يُعد إهانة لعالم الشرٌ بأكمله...