الفصل التاسع عشر ( ما يحدث في الخيال يحدث في الواقع )

75 8 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم انصر المُسلمين وفُرج عنهم ما أهمٌهم "

لا تنسوا الدُعاء لأخواتنا في فلسطين والسودان 🙏

______________________________

أن تضحى محاطًا بالمخاطر من كل حدبٍ وصوٌب، لهو أمرٌ عسير، لكن أن تضحى جاهلًا بالذنب الذي اقترفته حتى تأتي هذه المخاطر، لهو أمرٌ أكثر عُسرًا....

وقف الجميع عن الحِراك، باتت أجسادهم تتقهقر للوراء حتى تدثروا خلف الجدران البشرية، كان يجب أن يرحلوا قبل فوات الأوان، فها هُم الآن أمام العساكر تتجهم وجوههم وتطغي الرهبة على كيانهم، يزدردون ريقهم في خوٌف ويُفكرون في أقل المخاطر، فإن كان العساكر قد أتوا في باديء الأمر من أجل فلين، إلى أنهم الآن أتو من أجل الجميع، فلين وحكيم وسامي وربما الفتيات أيضًا، فاعتدائهم على الشرطة كان سببًا في ذلك رغم حُسن نيٌتهم، حسنًا ليس من حُسن النية بالمعنى الأدق، ففي النهاية كانوا يساعدون أحد المجرمين على الهرب، لكنهم فعلوا ذلك التزامُا بقواعد الحكاية حتى يستطيعوا الهرب، يعرفوا أنهم لا يجب أن يضحوا هنا من البداية، لكن لا وقت للتحسُر الآن، عليهم الهرب بأي ثمن، وبأية طريقة.

توٌغل الجنود أكثر داخل المقهى فتراجعت أقدامهم تباعًا وباتوا يختبئون خلف الجُدران البشرية أكثر، كان الزعيم قد تعاطف معهم وآشار لهم بسبابته حتى يتبعونه، فما إن فعلوا ذلك حتى جذب إحدى المُحركات لينشق الجِدار ويظهر من خلاله بابًا سريًا قد يساعدهم على الهرب، أخبرهم بصوٌتٍ خافتٍ أن يُسرعوا الخُطى ويهربوا من تلك البوابة بينما يقوموا هُم بإلهاء العساكر، وبالفعل استجاب له سامي أولًا وهرع بشجاعة نحو الباب لتتبعه كاتي وبقية الفتيات ثم الأميرة ويوجين، وأخيرًا حكيم الذي كان يلوٌح لهم ببلاهة ويلتقط المصباح السحري وهو يقول لهم أنه يتمنى رؤيتهم مجددًا وكأنهم أصدقاءه الجُدد.

كان الظلام دامسًا يُغطي طريقهم وهم يسيرون بحركاتٍ سريعة داخل الكهف، تحرك سامي نحو كاتي ومعه المصباح الذي يُنير به الطريق، كان يرى عوالم القلق طاغية على وجهها وكأنها تنتظر كارثة أخرى، الأمر الذي جعله يحاول الحديث معها بهدوءٍ لعله يُطمئنها أو يطمئن عليها :

- جيدٌ أننا التقينا مُجددًا .... اعتقدتُ أننا سنفترق كما يحدث بجميع الحكايات

أنهى حديثه ببسمة هادئة جعلت نبضات قلبها تهدأ وتوٌاصل سيرها بجواره في صمتٍ، وبعد فترة وجيزة وجدته يسأل :

- لماذا لم تشاركي بتلك الأغنية .... أليس لديكِ أحلام ؟

كان يقصد امتناعها عن الغناء حينما أجبر جميعهم على المشاركة وإظهار أحلامهم للجميع، فكان حكيم يُغني عن رغبته بالشُهرة والنجومية وغيٌد عن رغبتها في العيش بسلامٍ وهدوءٍ وميليندا التي تُريد أن تضحى عالمة مشهورة وهو الذي اكتفى بالحديث عن رغبته بمعيشة جيدة وأموال كثيرة، لكنها لم تتحدث ولم تُغني وبقيت مُتدثرة خلفهم تراقبهم من بعيد وعلى ملامحها بعض اليأس، لا يعلم إن كان هذا دليلًا على أنها لا تتملك أحلامًا، أم لأنها تخجل من الإفصاح عنها، فهو أيضًا لم يفصح عن جميع أحلامه، ربما حتى تكلم عن أحلامًا لا تخصه ولم تعُد تهمه، فما رآه هنا وما شهده معهم جعل نظرته للعالم تتغيٌر مئة وثمانون درجة.

مهمة في فيلم كارتون ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن