الفصل السادس عشر ( أميرة البُرج )

78 8 5
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم مكنٌ للمرابطين في غزة والسودان من رُقاب أعدائهم وثبٌت أقدامهم، وزلزل الأرض من تحت أقدام أعدائهم، اللهم استر عوٌراتهم وآمن روٌعاتهم، واجعل النار بردًا وسلامًا عليهم "

لا تنسوا الدُعاء لأهالي فلسطين والسودان 🙏

_______________________________

ربما محاولاتك للنجاح قد تؤتي ثمارها، لكن محاولاتك لألا تفشل قد ينجم وراءها فشلًا ذريعًا....

أصبح اللون الأخضر مصدر يأسهم الجديد، فرغم أنهم في باحة واسعة وسط الأشجار الكثيفة الشاهقة والصخور المُتعرجة، إلا أنهم لا يزالون مسجونون في هذا العالم، مسجونون في حُجرة واسعة لا يوجد بها سوى ضروٌبٌ من الجنون والحماقة، حتى أن هذا الجنون وهذه الحماقة قد طغت على شخصياتهم وجعلتهم يفعلون ما لا يفعلونه في عالمهم الطبيعي.

- هلا أخبرتنا هذه الحكاية .... قبل أن نفتعل أية كارثة 

وجهت غيٌد سؤالها نحو كاتي التي كانت تتجوٌل بجوارها تُدثر قدميها داخل الحشائش الكثيفة وتتلفت حوٌلها بحثًا عن أي خيٌطٍ يوٌصلهم بالبرج حتى يراقبوا الفيلم من بعيدٍ ويستعدوا للنهاية دون أن يتدخلوا.

- حسنًا .... تتحدث هذه الحكاية عن فتاةٍ ذات شعرٍ طوٌيلٍ للغاية يمتلك قوة خاصة .... لذلك سجنتها الساحرة في هذا البُرج الطوٌيل وأوهمتها أنها والدتها التي تُريد حمايتها، ثم سيأتي رجلٌ يُدعى يوجين وسينقذها من هذا السجن.... 

توٌقفت كاتي عن السير لتوٌجه حديثها صوٌب كلٌا من غيٌد وميليندا وسامي الذي ينصت لها بإمعان بينما كان مارك يجلس في بقعة أخرى ينشغل بضبط إعدادات هذا الجهاز حتى يستطيعوا العوٌدة بالمرة القادمة، وحكيم الذي أخبرهم أنه سيذهب لقضاء حاجته في بُقعة متدثرة.

- وكيف سنعثر على ذاك المدعو بيوجين ؟

سأل سامي بنظراتٍ جادة ورغبة عارمة بالعثور على طريقة للعودة، الأمر الذي جعل كاتي تُجيبه :

- لن نبحث عنه .... هو سيأتي وحده، عندما يهرب من الشُرطة 

قطبت ميليندا حاجبيها وهي تُعلق بغرابة :

- مهلًا .... لماذا يهرب من الشُرطة ؟

- لأنه لص

صمت الجميع وتبلمت وجوههم إثر الصدمة، هذه أول مرة يضحى أمير الحكاية لصًا، أو أنه حتى ليس أميرًا.

تحركت كاتي بعد حديثها باتجاه القصر الذي يظهر طيفه بين الغيوم وبدا واضحًا بالنسبة لهم أنهم واثبون على تلة شاهقة تقترب من ارتفاع البُرج، فما يرونه فقط هو قبته المثلثية، طفقوا يتحركون في صمتٍ حتى تبعهم مارك وهو لا يزال يعبث بالجهاز وميليندا التي كانت تُحدق بمَ يفعله حتى يُزمجر بوجهها ويُخبرها ألا تتدخل، وكاتي التي كانت تتحدث مع سامي في ما يخص الفيلم فقط لرغبتهما في تجنب الحديث عن واقعهما الأليم، أما غيٌد فكانت تتأمل الغابة بذهولٍ ورغبة جامحة بتصوٌير إحدى تقاريرها الصحفية في هذا المكان.

مهمة في فيلم كارتون ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن