الفصل العشرون ( الثقة توٌلد الحماقة )

60 6 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم أنت الناصر وأنت المُعين وأنت على كل شيءٍ قدير "

لا تنسوا الدُعاء لإخواتنا في فلسطين والسودان ولبنان 🙏

_____________________________

سيأتي الوقت الذي تكتشف فيه أنك لست ضعيفًا مُسالمًا، فأنت في حقيقة الأمر، شيطان الحكاية !!...

كانت الحقيقة صعبة عليهم، جعلت الخوف يزداد أضعافًا، عالقون الآن بين شقي الرُحة، فأما يُقتل أصدقائهم أم يُقتلوا هُم، أي في جميع الأحوال هالكون، لن ينجو هذه المرة رغم ما نجو منه بالمرات السابقة.

لاح الصمت على وجوههم وهُم يقفون وسط هذه العُتمة التي تُشبه عُتمة قلوبهم، ترتعد فرائسهم من الخوف لكنهم يحافظون على ثباتهم قدر المُستطاع، عليهم التفكير في طريقة للنجاة رغم عدم توافر الاختيارات.

- ما العُمل ؟ .... هل ننُفذ ما تقوله ؟

سأل حكيم وفؤاده يرتعد من الخوٌف، يتمنى أن يعود إلى قصره الفاره ويطوف بسيارته حديثة الصيحة، تمنى لو لم يدلف هذه الحُجرة أبدًا، أو أنه لم يُسافر مُنذ البداية، لكن أمنياته مع الأسف لا تتحقق، فيبدو أن القدر ساقه إلى هنا، إلى هذه التجربة الغريبة التي ربما تحمل معها نهايته.

- نعم .... ليس لدينا حلٌ آخر

قالها سامي ونظراته المُستسلمة يصوٌبها لأسفل، فاختياراتهم بالفعل مُنعدمة، وهو الذي ظنٌ أن الخير ينتصر دائمًا هنا.

- هل هكذا تضحى النهاية ؟

نبس مارك بهذا السؤال وهو يطالعهما بقلة حيلة، يتعجب استسلامهما بهذه الطريقة، لا يزال يعتقد أن هناك أملٌ بتلك المُعضلة، فدائمًا ما يجدوا حلًا لأي مشكلة توٌاجههم، أما الآن، يبدو أنهم سأموا المقاومة، ولم يعُد أمامهم شيءٌ سوى الاستسلام، فكان سامي يوميء رأسه إيجابًا والحزُن يتقاطر من عينيه، لكنه يُمني نفسه أن الأمور ستضحى على ما يُرام، على الأقل أفصح عن مشاعره أمام كاتي، وهذا يكفي بالنسبة له.

وكان حكيم في عالمٍ آخر يكاد يذرف الدموع وهو يُحدق بالأرض، بقي على تلك الحالة حتى اقترب نحوه مارك وآحاطه بذراعه ليُهديء القليل من رٌوعه، فقد كان الأكثر ثباتًا من بينهم، ربما لأنه السبب في هذا من البداية، أو لأنه اعتاد الشعور بالاستسلام والنهاية مُنذ نعومة آظافره.

- لا بأس .... على الأقل سنموت معًا .... ميليندا ستستطيع إعادة الفتيات

تنهد بحسرة ثم أبعد يديه عن حكيم ليطفو الندم على جنباته وهو يقول :

مهمة في فيلم كارتون ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن