الفصل التاسع والعشرون ( الجانب المُظلم لعالم الأطفال )

77 5 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم يا من لا يُهزم جنده ولا يخلف وعده، ولا إله غيره، كُن لأهلنا عوٌنًا ونصيرًا، ومُعينًا وظهيرًا "

لا تنسوا الدُعاء لأهالي فلسطين والسودان ولبنان وسائر البلاد العربية 🙏

___________________________ 

لا ينجلي اليقين بمعرفتك الحقيقة فقط، بل ينجلي في سيرك بالاتجاه الصحيح، اتجاهك صوٌب الضوُء رُغم ظُلمة الطريق، صوٌب الفرج رغم تكالب الهموم على الأكتاف، باختصارٍ شديدٍ، اليقين الحقيقي هو أن تتحدٌى الشك، لا أن تضحده فقط....

صرخاتٌ عالية أصمت أبدانهم وجعلت رجفة خافتة تتسلل إليهم، صوٌت صديقهم يُشق هدير الأجواء وهو يطلب النجدة وكأنه يقف أمام ليثٍ شرسٍ على شعرة من افتراسه، حسنًا، كان من الأفضل أن يضحى واثبًا أمام ليثٍ بدلًا من الحقيقة !!

- يا إلهي ما الذي يحدث ؟

نبست غيٌد هذه الكلمات المذعورة وهي تهرول خارج الحُجرة بعد أن تناست عراكها الصبياني مع حكيم، وكان الآخر يتبعها يُريد أن يفهم لماذا يصرخ مارك بهذه الطريقة وهو داخل منزله، لوهلة ظنٌ أن والده أوٌقعه بإحدى مقالبه أو أن الثريا الثمينة سقطت على رأسه وجعلته مُضرجًا بدماءه، وعندما توٌقفت أفكاره عند هذه النُقطة؛ وجد قدماه تهرولان ونبضاته تتسارع في هلع، تبعه كذلك كلٌ من سامي الذي كانت ملامحه مُقتضبة وكاتي التي انتفضت في قلقٍ وهي تهرول نحوهم.

أصوات الصُراخ والاستنجاد تنبعث من فوهه وتختلط مع نداءات ميليندا المُطمئنة والتي يزجرها مارك ويسبها كما لو أنها هي من تسببت بذعره، وبين هذه الفوٌضى، كانت القهقهات الساخرة تنبعث من حِكمت الصغيرة وهي تُقرب هرها الصغير من مارك فيزداد ذعره ليتشبث بسور الدرج وهو يصرخ ويتوٌسلها أن تبتعد، وكان رفاقه بين هذا كُله يُحدقون به ببلاهة حتى انفجر حكيم بالضحك وأخرج هاتفه فوٌرًا ليُسجل ما يحدث متجاهلًا تذمرات مارك وتوٌعده له هو وشقيقته.

- ابتعدي .... ابتعدي أيتها الـ_

كاد يسبها سبة بذيئة لكنه توٌقف في اللحظة الأخيرة ليتذكر أنها مُجرد طفلة صغيرة لا يجب أن تستمع إلى هذه الكلمات، بل يجب أن يقبض على رقبتها حتى تختنق أو يُلقيها من النافذة حتى تتهشم عظامها وينتهي من مشاكستها ومحاولاتها المُستميتة لاستفزازه، كما يفعل شقيقها بالضبط.

- ما الذي تفعله مارك ؟ .... هذه مُجرد قطة 

قالتها ميليندا بنفاد صبرٍ من حركات مارك الناجمة عن رهبته من هذا الحيوان الأليف، حيث كان يتشبث أكثر بالسوٌر متفوٌهًا بذعر :

مهمة في فيلم كارتون ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن