الفصل الرابع والعشرون ( أصبحنا عبيدًا )

47 7 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

" اللهم عليك بعدوٌك، يارب احفظهم وثبتهم وآمن روعاتهم، وتقبل شهدائهم، وأنزل السكينة على ذوٌيهم، فأنت حسبنا ونعم الوكيل "

لا تنسوا الدُعاء لإخواتنا في فلسطين والسودان ولبنان واليمن وسائر الدوٌل العربية 🙏

_____________________________

ربما من الأجدر لهم ألا يثقوا بالحياة مُجددًا، فها هي كارثة أخرى تحلٌ على رؤوسهم وتدفعهم إلى الهاوية، والهاوية هذه المرة قريبة للغاية، وربما سقطوا بها مُنذ فترة طويلة.

جحظت عيناهم في صدمة ما إن بصق مارك هذه الكلمات المُترددة أمامهم، مزيج من الغضب وعدم التصديق كان يلوح على وجوههم ويجعل عقلهم يكاد ينفجر، توٌقفوا عن مرحهم وراحتهم قصيرة المدى وانتهبوا إلى تلك المُعضلة التي على الأحرى سُتنهي حياتهم ومستقبلهم للأبد.

وضعت ميليندا شطيرتها على الطاولة لتثب على الأرض والوجوم يُلطخ ملامحها، كانت الأكثر غضبًا من بينهم لأن مارك أخبرها أنه سيُحافظ على الجهاز وها هو قد أضاعه وربما يتسبب بعلقهم هنا ... في هذا العالم المجنون !!

- أضعت الجهاز !! .... هل تمزح معنا مارك !! .... هذه وسيلتنا الوحيدة للرحيل من هنا 

أحنت غيٌد رأسها وبدأت تضرب على جبهتها وهي تقول بخيبة أمل :

- يا إلاهي .... هل سنعلق هنا لهذا السبب في النهاية !!

بقيت كاتي في حالة من الصمت تتابع صدمتهم وتحاول التفكير في هدوء بينما تجهمت عوالم سامي وهو يقف أمام مارك متسائلًا بنبرة تكاد تقترب من الانفجار :

- أين أوقعته ؟ .... هل سقط ونحن بالكهف ؟

كان القلق بادٍ على وجهه لكن مارك نفى برأسه بسرعة حتى يُطمئنه :

- لا ... أقسم أنه لم يكن معي وقتها، لأنني أعلقه على خصري

- إذا أين تركته ؟

سألته غيٌد بُفقدان أملٍ ليغرق مارك في وحلٍ من التفكير والاستذكار، بدأ يتذكر بداية رحلتهم وجميع الأحداث التي مرٌوا بها بتفاصيلها الدقيقة، بداية من شجارهم مع الأمير أحمد وهروبهم من العساكر، ثم بقائهم بالزنزانة و...

توٌقف عن التفكير مرة واحدة وكان الوميض ينبعث من عينيه وكأنه عثر على ضالته، فقد كان يرفع رأسه نحوهم متفوٌهًا :

- تذكرت .... ونحن بالزنزانة .... وضعتُ الجهاز بجواري على الأرض، كُنت أحاول تصليحه لعله يُساعدنا على الرحيل .... لكنني فقدتُ الأمل ووضعته جانبًا

مهمة في فيلم كارتون ( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن