الفصل الأول الجزء الثاني

150 2 0
                                    

كانت واقفه بتحضر شنطة هدومه و هي بتعيط و صوت شهقاتها عالي
دخل الاوضه بتاعته و اتنهد بحزن من اصعب الاشياء اللي ممكن يعيشها بكاء و الدته اقرب حد ليه قدامه بالشكل دا
اتكلم بحنان و هو بيقعدها على السرير و بيعقد على الارض تحت رجليها
= ماما مش كفايه كدا بقى و الله استقيل خالص من الشغلانه دي و لا اني اشوف دمعه واحده من عينيكي
مسحت دموعها و اتنهدت بحزن
= انا مش عايزاك تستقيل انا عايزاك متبعدش عني هو الاقسام خلصت من القاهره كلها عشان تروح تخدم في الصعيد يا تميم و تبعد عني بقالي دلوقتي اربع سنين قلبي وجعاني انا عايزكم كلكم جانبي يحبيبى دا انت ابني الكبير و سندي من بعد ابوك

تميم بحنان و هو بيقـبل.. رأسها
= طب و يرضيكي اسيب هناك و هناك محتاجلي اكتر انتي عارفه الجو في الصعيد بيكون عامل ازاي و انا هناك ظابط الامور لو مشيت الدنيا هتخرب يرضيكي يعني انا حلفت القسم اني احمي بلدي و يوم ما بلدي تحتاجني امشي كدا ينفع
بقلمي يارا عبدالعزيز
قامت وقفت و اتكلمت بغضب مفرط
= مفيش فايده فيك طالع دماغك ناشفه زي ابوك روح يا تميم
دخل ريان و اتنهد بقلة حيلة
= كل اما يجي اجازه تنكدي عليه و هو ماشي كدا!
و بعدين ماله ابوه يعني يقلب ريان
سبيه يعمل اللي يريحه يحياة
حياة بصتله و اتنهدت بغضب و خرجت من الاوضه كلها
اتكلم تميم و هو بيبص لطيفها بحزن
= طب اعمل ايه قولي انت!
ريان بهدوء = سبها عليا و يلا عشان متتأخرش بس استنى اتغدى الاول معانا عشان امك متقلبهاش نكد و تعقد تقول مشي من غير ما ياكل و الطريق طويل عليه
ابتسم تميم باصطناع و مفيش في دماغه غير حياة و في نفس الوقت مفيش قدامه اي حل هو تم نقله للصعيد لكافئته و احتاجيهم ليه و هو ميقدرش يقولهم لا لأن دا شغله حتى انه رافض اي وسطه من ريان لانه متعودش انه هياخد وسطه من اي حد في شغله و عايز يوصل لاي حاجه بكافئته هو مش لانه ابن ريان النصراوي
في الصعيد
و بالتحديد في محافظة سوهاج
في منزل كبير البلد ” عاصم الجابري ”
كانت قاعدة بنت في عمر التاسعه عشر عام و دموعها على خدها

دخلت امها و اتكلمت و هي بتطبطب عليها و بتاخدها في حضنها اتكلمت بحنان ممزوج بحزنها على حال ابنتها
= مش كفايه بقى ما قولتلك هحلها انا
بصتلها رحيل و اتكلمت ببكاء و شهقات
= ازاي يا ماما!
ازاي و خلاص الفرح بكره دول بيجهزوا لكل حاجه تحت
كملت و هي بتفتح دولابها و بطلع منه فستان زفاف و بتتكلم ببكاء مفرط
= حتى شوفي شوفي يا ماما مرات عمي جابتلي دا و قالتلي عايزكي زي القمر عشان تبسطي ابني على الاخر ابنها اللي انا مش بطيقه ابنها القاسي اللي كل يوم في خما.ره و ميعرفش ربنا اللي عنده علاقا.ت بعدد شعر راسه عايزين يجوزهولي و كل دا عشان الورث عشان ورثي من ابويا ميطلعش لحد برا العيله اعمل ايه بس اعمل ايه يا ربي
ايه اللي رجعكم ما كانا عايشين في القاهره كويسين ايه اللي جابكم هنا ايه اللي خلى بابا يمشي و يسبنا من بعده احنا مبقاش لينا ضهر و كل من هب و دب بيجي علينا يا بابا ارجعلي يا بابا و وقف المهزله دي
روان بصتلها بحزن و دموعها نزلت على خدها بتلقائية و اتكلمت بحزن
= ربنا يرحمه يحبيبتى لو كان موجود مكنش سمحلهم يعملوا كدا فينا بس احنا هنعمل ايه منقدرش نقول حاجه قصادهم و لا حتى نقدر نخرج برا الثرايا دي
تعالي يا رحيل ارمي الفستان دا من ايديك و تعالي هنا يحبيبتى عايزكي
رميت الفستان من ايديها بغضب و جريت على روان و حضنتها و اتكلمت بشهقات
= مش عايزه اتجوز أسر يا ماما مش عايزه اتجوزه انا كدا بدمر و الله
روان بحنان و هي بتربط على ضهرها

أمل حياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن