قابض روحك

26 7 53
                                    

جساس: مرحبًا. 

الرجل: ماذا تريد؟!

جساس: أريد طرح بعض الأسئلة عليك.

يبسط الرَجُل كفه قائلًا:
-كم لديك؟

جساس: ماذا؟

الرجل: ماذا؟ أحقًا لم تعلم ما أعني؟ حسنًا…على ماذا سأحصل لقاء الإجابات؟

جساس: حياتك.

الرجل: ها؟!

انحنى جساس ليقترب من الرجل القاعد على كرسيه، وأظهر له فوهة مسدسه من معطفه، ليقول:
-تُجيب عليها؛ تحتفظ بحياتك، لا تُجيب؛ يكون هذا الكوب جوارك آخر ما شربته.

انقبض صدر ذلك الرجل فزعًا حينما رأى المسدس، ولكنه لم يُظهر فزعه وقال:
-لا بأس، سأُجيب عنها تكرمًا، لا شيء آخر.

استقام جساس ثم تلفظ:
-أنا أبحث عن شاب غريب، لا يعرف أحد عائلته.

الرجل: كلنا غُرباء…ولكن هُناك شخص غريب حقًا، لم أستطع أن استسغه، ولا أحد يعرف عائلته.

جساس: وكيف يكون غريبًا؟

الرجل: كل شيء فيه غريب.

جساس: مثل ماذا؟

الرجل: كما تعلم الجميع يملك علاقات مع جيرانه، يذهب أفراحهم، ويسعد معهم، يخرجون سويًا، ويتحدثون عندما يتقابلون، ولكن هذا الشاب، لا يفعل أي شيء من هذا، يستيقظ مُبكرًا، ويصعد عربة تأتي كل يوم لتُقله، ولا يعود إلا بعد الظهيرة. ألا ترى بأنه شخص غريب، لم يستقبل أ…

قاطع جساس حديثه بحنق:
-هل تملك شيء قيم غير هذه التُرهات؟!

الرجل: حدث شيء شاذ قبل أيام.

جساس: وهو؟

الرجل: كما حدثتك بأنه لا يستقبل أحد في منزله، سوى ذاك الأعور صاحب العربة، ولم نره يومًا مع أي امرأة؛ لذا اعتقدنا بأنهُ شخص مهذب ذو أخلاق حميدة، إلا أنهُ -كما ذكرت لك- قبل أيام حدث أمر شاذ، فقد قدمت لي امرأة ثرية فائقة الجمال، وأنا في نفس هذا المكان تسأل عن منزله، وعندما أخبرتها عنه توجهت إليه لتلج إلى منزله بمفردها، ولم أعلم متى خرجت فقد كان لديّ عمل مهم يجب عليّ القيام به فذهبت، ولكن هذا الشيء لم يغرب عن بالي لقد كنت أعتقد بأنه لا يهتم لأمر النسوة، إلا أنه كان يبحث عن ما هو أكبر، عن امرأة جميلة، وثرية كتلك. ياله من وغد!

كان جساس قد طفح كيله من ثرثرة ذلك الرجل، إلا أنه عزم على سؤاله عن تلك المرأة، فإن كانت تملك علاقة مع نِبراس فمن المؤكد بأنها ليست بشخص عادي، فرمى سؤاله بدايةً:
-وكيف علمت بأنها ثرية؟ 

الرجل: لقد كانت ترتدي ساعة باهظة الثمن.

جساس: وما أدراك أنها ثرية ربما قامت بسرقتها.

الرجل: كنت سأعلم ذلك من تصرفاتها، فلا يستوي الغني، والفقير.

جساس: صفها.

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن