وسام
-هل أنت على يقين؟
عزام: بلا أدنى شك.
-ولماذا قد يتم القبض عليه؟!
عزام: عندما سمع عن القانون الجديد جُن جنونه، ليقول بأنه لن يصبر إلى أن تُصدر الأوامر، وشرع بتوزيع السكاكين الغير مصرحة، والتي قُمنا بشحذها. لم يكن يحمل الكثير منها، ولم يكن ينقل بعشوائية مُطلقة، حتى أنهُ لم يبدأ بالسيوف، إلا أنهُ قد تم القبض عليه في إحدى النقلات المسائية في البارحة.
-لماذا تتحدث، وفي حديثك شيء من التبرير له؟ قد يكون أدهم صديقًا لك، ولكن لا أُريد مثل هذه العواطف أن تظهر في عملنا.
عزام: لك ذلك.
-الشيء الأهم كيف سمحت له أن يفعل ذلك، وهو تحت إمرتك؟!
عزام: لم أكن أعلم هذا الشيء، لقد تستر عنه الذين كانوا معه حين عزم على فعل فعلته.
-هل أمور المخازن سليمة؟
عزام: من حسن بختنا نعم.
حدث القبض عليه لم يكن بالشيء المقلق فأنا أثق تمام الثقة باستحالة كشف أدهم لأمرنا مع أنه قام بهذا السخف، إلا أنهُ ليس بغباء فضح كل شيء، الشيء الذي كان يُثير قلقي هو والده؛ أعلم يقينًا بأنه لا يملك شيئًا في رأسه، لا يُفكر بتاتًا. كان ذلك هو ما جعلني أطرح هذا السؤال وأنا أخشى الإجابة عليه:
-ماذا عن والده؟
عزام: أقسم قسمًا غليظًا بأنه إذ لم يعد ولده الليلة، سيبوح بكل شيء يعلمه.
-سارى ماذا يمكنني فعله، يمكنك الذهاب وضع في بالك أن لا يتكرر هذا الإهمال منك إطلاقًا.
عزام : أمرك!
قال ذلك وخرج إثرها، بينما أخرجت أنا السجائر من معطفي لأُدخن…نعم أنا أتعاطى السجائر، وهذا ليس شيء جديد بل منذ القدم، ولكن لا أحد يعلم بذلك؛ فلم أُخبر أحد، ولا أنوي إخبار أحد، فلا أجد التدخين أمر هين يمكن الحديث عنه، بل مجرد بلية ابتليت بها، وأبغضها.
حين أردت إشعال السيجارة لم أجد علبة أعواد الثقاب، أدى ذلك إلى قلبي للغرفة رأسًا على عقب بحثًا عنها، إلى أن وجدتها فوق المنضدة، وقد كانت أمامي منذ البداية إلا أنّني لم ألحظها. تغاضيت عن عما حدث، وقمت بما كنت أبتغي فعله، ولكنّي أفرطت في ذلك، فقد تعاطيت ثلاث سجائر دون أن ألحظ ذلك، لأرمي العلبة على السرير، وأخرج من المنزل مهرولًا لأخذ العربة من العم نعمان صاعدًا لها متوجهًا إلى المقهى.
أنت تقرأ
مملكة الجور
Fantasyلا أحد سيقبل أن يفقد إحدى حواسه وإن كان المقابل مبالغ طائلة، ولكن ماذا إن كانت حواسك ليست ملكك؟ بل ملك المملكة، ويجب عليك دفع ضرائبك كل عاقبة الشهر حتى لا تفقد إحداها؟ تدور أحداث الرواية في مملكة طوبى وهي إحدى ثمان ممالك مكتنفة بجدار قاري ضخم، ويتوس...