المملكة المهجورة

26 11 12
                                    

آدم

وسام بعد أن ضرب الحصان بعِنانه بلطف:
-هل سرقت شيء؟

-هل ضربت رأسك؟

وسام: لا.

-جيد.

وسام: أنا جاد، هل سرقت شيء؟

-على ماذا تستند تُهتمك؟

وسام: كُنت أسترق السمع في الخارج، وقد كان هُناك سؤال غريب من جساس.

-وما شأن سؤاله بتهمتك؟

وسام: لقد سأل عن شاب ثري ظهر مؤخرًا.

-هل تعلم شيئًا؟

وسام: ماذا؟

-عند نجاح انقلابنا لا يجب عليك أن تمس القانون قط.

نظر وسام نحوي وقال: 
-أنت تعلم ما يمكن الاستنتاج من ذاك السؤال.

-وهل يجب أن تكون هُناك علاقة لي بذاك السؤال؟

وسام: لقد كان يسأل عنك، لا شأن لأحد غيرك به.

-حسنًا…

صمت لبرهة، وأردفت على مضض:
-عند هروبي من القصر مررت بحجرة الخزينة، وأخذت بعضًا من سبائك الذهب، وقبل أن تقول شيئًا لقد أخذتها من حساب أبي الخاص، مع أنه كان مُخصص لترميم إحدى القُرى. العجيب معرفة جساس لهذا الذهب! فمن المستعصي معرفة كمية الذهب في تلك الحجرة؛ فغالبية سكُان المملكة يحفظون مالهم، وذهبهم هُناك.

وسام: ولكن في العاقبة نُهب مالهم بالكامل من قبل هجرس، وبما أن جساس قد علم عن الذهب المفقود هذا يعني بأنه كان يخطط لنهبه منذ البداية.

-هذا منطقي.

وسام: لماذا لم تُخبرني من قبل عن الذهب؟ هل خفت أن يقوم شخص مثلي بسرقته؟

-ما هذا الحديث الذي يُثير الاشمئزاز؟

وسام: لماذا إذن؟

-وهل يوجد فرق إن أخبرتك أم لا؟

وسام: في الحقيقية لا، ولكن كان يجب أن آخذ حذرًا أكبر في حماية منزلك.

-لا فرق، ومن ثم هل كنت تعتقد حقًا بأني استطعت دفع ضرائبك حين كنت على حافة الانهيار، وبأني قمت بشراء العربة، والحصان وأنا مجرد حوذي؟

وسام: لقد راودتني الشكوك، ولكني تغاضيت عنها، لا تنسَ بأنك تشتري الكثير من الكتب، والملابس..لا يمكن لحوذي فعل هذا تحت ظل هذه الظروف.

-من الجيد بأنك فكرت بالأمر.

وسام: وصلنا.

قلت هازئًا:
-أحقًا ذلك؟!

وسام: كفاك سُخرية! ما الذي ستقوم به الآن؟

تلفظت وأنا أسير نحو المنزل:
-لا أعلم، هيا يجب عليك أن تتبعني حتى تستبدل ملابسك المبللة بملابس جافة.

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن