أريام

72 29 43
                                    

آدم

وسام: كان من الأفضل أن تبقى اليوم أيضًا مستلقيًا على السرير.

-أنا مبروء.

وسام: على الأقل لم يكن عليك أن تذهب إلى المقهى في هذه الساعة المبكرة.

-لا عليك، الأهم أن تُعلمني عن المستجدات لاحقًا.

وسام مُجيبًا: 
-لك ذلك…

وأضاف إثر أن القى نظرة على الغيوم:
-يبدو أن الطقس سيكون سيئًا لليوم أيضًا، أين سنذهب لا مفر فهذا طقس طوبى المعتاد.

-عن أي طقس سيئ تتحدث؟ وهل حر الشمس هو الطقس الجيد؟

وسام: لا أعني هذا، ولكن الطقس المشمس يجعل من الأجواء مشرقة غير كئيبة، خلاف الطقس الغائم.

-أُباينك الرأي، نقيض حديثك هو الصحيح.

وسام: أيضًا الأمطار تُسبب الأمراض.

-وضربات الشمس أيضًا.

وسام: تُدافع عن الأمطار، وكأنها محبوبتك.

-وهيَ كذلك.

عندما وصلنا ترجلنا من العربة، وولجنا للمقهى لتتلفظ بيسان:
-هل تعافيت؟ كنت أبتغي زيارتك، ولكن وسام قال لي أنك لا تحبذ ذلك، كذلك أريام أخبرتني أنها تبتغي زيارتك، ولكنّي قلت لها ماقال لي وسام.

وسام :أريام؟ من تكون؟

وضعت بيسان الطعام على الطاولة أمامنا، وقالت بابتسامة خبيثة:
-إنها معشوقة آدم.

صاح وسام موجهًا حديثه لي:
-هاااا! هل تملك محبوبة؟!

-لا تُصدق كل ما يقال يا وسام.

بيسان: إذا رأيته يا وسام وهو ينظر إليها لأوقات طويلة ستعلم صدقي.

-أنا لا أنظر إليها بل إلى الكتاب الذي في يدها.

بيسان: لأكثر من نصف ساعة؟ 

-أملك بصر ضعيف، ولا يتضح لي العنوان بيسر.

بيسان: يال صبرك! تقضي نصف ساعة في محاولة قراءة عنوان كتاب!

وسام مخاطبًا بيسان:
-هل تحدثوا من قبل؟ ومنذ متى وهذا يحدث؟

بيسان تقعد على أحد المقاعد، وتضع مرفقها على الطاولة لتسند خدها على كفها، وتقول بينما ترمقني بنظرة خبيثة من حين إلى حين:
-نعم، لقد تحدثوا كثيرًا، وهذا يحدث منذ زمن طويل، ولكن أريام دائمًا ماتنقطع زيارتها إلى المقهى فجأة، ويتحدثون في كل مرة تحضر.

-حديثنا يقتصر على الكتب فقط لا شيء أكثر.

يضحك وسام ويهتف بحماسة:
وسام: إذن أنت أيضًا أحد الحمقى يا آدم!

بيسان: أي حمقى؟

-أنهم المحبون، ووسام أحدهم لذا يبتغي ضمي إليه.

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن