صوت أجش

50 17 53
                                    

وسام

التقط بنطال من على الأرض، وقميص كان بين الملابس التي من المفترض أنها في انتظار التنظيف، لأخرج مُهرولاً من باب الخروج الذي يؤدي إلى الشارع مباشرة متوجهًا نحو إسطبل نعمان الذي يقوم برعاية أحصنة الحي بالكامل بمقابل مادي بسيط، وحصاني من ضمنها.

-صباح الخير أيه العم نعمان!

نعمان: صباح الخير يا بُني، هل تُريد خطروف؟

كان ذلك الاسم الذي أطلقه العم نعمان على حصاني، صراحةً لا يروق لي الاسم، ولكنيّ أتغاضى عن ذلك.

-نعم، حبذا أن تُسرع فقد تأخرت.

أخذ نعمان نفس من غليونه، وقال:
-ألا ترى أمامك؟ إنه ينتظرك منذ الصباح.

كان الخيل قد جهز على العربة بينما يأكل بعض الحشائش الذي قدمها له نعمان. صحت قائلًا إثر أن صعدت العربة:
-أتمنى لك نهارًا سعيدًا!

اكتفى نعمان برفع يده فتحركت مسرعًا نحو منزل آدم.

منزل آدم ليس ببعيد من منزلي، وينطبق هذا على جل منازل، وحوانيت جنوب مملكة طوبى؛ فجنوب طوبى منطقة صغيرة، خلاف بقية المناطق.

بالمناسبة اسم مملكتنا "طوبى" أو بالأصح الاسم السابق، فبعد انتزاع هجرس للحكم قام بكل وقاحة بتبديل الاسم لتصبح مملكتنا "مملكة الجَور" يقوم بتغيير الاسم السابق الذي كان تسمية هذه المملكة منذ الأزل، ليُسميها باسم مشؤوم مثل هذا، ومن ثم يدعي أنه أتى لإصلاح ما أفسده الملك صلاح على حد قوله! سحقًا لهذا الوضيع!

عندما وصلت لم يكن آدم ينتظرني خارجًا كما جرت العادة، وهذا أمر بديهي فقد تأخرت ساعة ونيف عن الموعد المعتاد لحضوري؛ عندها ترجلت صاعدًا إلى منزله، وبعد بضع دقائق من الطرق دون أي إجابة هبطت السلم بغية الذهاب إلى أدهم الذي مررت جواره قبل أن أرتقي الدرج:
-متى خرج آدم؟ وهل استقل أية عربة؟

أدهم: لم يخرج حتى اللحظة.

-هل حقًا ما تقول؟!

أدهم: مؤكد.

عُدت صاعدًا، وقبل أن أقوم بأي طرقة، وضعت يدي على المقبض فاتحًا للباب الذي لم يكن مغلق لأجد آدم مستيقظًا، ولكنه لا يزال مستلقيًا على السرير، لم يثر هذا دهشتي بقدر ما دُهشت من شيء آخر فقلت متعجبًا:
-إنها صدمة العمر!

قال آدم بصوت مرهق:
-ما بك؟

-ما الذي ترتدي؟

ألقى آدم نظرة إلى جسده ثم قال:
-ملابس.

-لا أعني هذا أيُه الفطن، لم أرك من قبل، وأنت ترتدي ملابس بهذه الطريقة السيئة، ولكن هذا ليس الشيء المهم، فمما يبدو من معطيات المنزل الغير مرتب، ومن ملابسك، واضطجاعك على السرير حتى اللحظة، وملامح وجهك جميعها تقول بأنك لست على ما يُرام.

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن