كشف هوية

30 10 27
                                    

آدم

إثر وصولنا بمدة، وضع وسام كوب الشاي الفارغ جانبًا وقال:
وسام: ماذا ننتظر؟

احتسيت رشفة من القهوة ثم قلت:
-ستأتي في أي لحظة.

وسام: أريام؟

في تلك اللحظة طُرق الباب لينتصب وسام فيرى بنفسه من ننتظر. عندها تلفظ بقوله:
-لقد عادت إذن.

-نعم.

أومأت لأريام بالجلوس في الكرسي المقابل، وقلت:
-هذه المرة لم تستغرقي وقتًا طويلًا كالمرة السابقة.

أريام: في المرة السابقة لم تصف لي المنزل جيدًا عندها أُضطررت إلى سؤال العامة، وكان من بينهم رَجُل ثرثار وهو سبب تأخري.

-من الجيد بأن الأمر لم يتكرر هذه المرة أيضًا. 

ثم صمت أُفكر فيما أنا مُقدم عليه، وهل حقًا يجب عليّ أن أتبع شعوري كالعادة؟ ظللت أُفكر صامتًا إلى أن تلفظت أريام مُتسائلة:
-هل أنت بخير؟

-نعم…نعم.

ثم أتبعت بعد أن أتخذت قرار اتباع شعوري كالمعتاد:
-أرجو أن تستمعي ليّ جيدًا.

أريام: قل ما عندك

-لا أحد يعلم ما سأبوح عنه الآن، سوى شخصان فقط، أحدهم وسام.

نظر إلي وسام متسائلًا فأومأت بالإيجاب، وأكملت:
-أنا نِبراس.

لم تنبس أريام بكلمة، وظلت صامتة تنظر إلي، بينما تعلو محياها الدهشة، لتتسع حدقتا أعينها أكثر حين قمت بفتح ثلاثة أزرار من أعلى قميصي، ثم أظهرت كتفي فرأت الدليل القاطع لصدقي، العلامة البيضاء الصغيرة التي تشبه السيف، العلامة التي لا أحد يعلم لماذا، ولكن أفراد عائلتي تتوارثها منذ القدم.

أردفت إثر أن أغلقت الأزرار:
-أنا الوريث الشرعي للملك، وأنا القائد للانقلاب الذي سيحدث قريبًا.

تفوهت أريام بسؤال غريب من أثر الصدمة بقولها:
-منذ متى وأنت الأمير نِبراس؟!

فأجبتها بسخرية:
-منذ لحظات، شعرت بأنّي أُريد ذلك، فقلت لما لا؟ فحدث.

ضربت أريام على جبينها بلطف قائلة:
-أعتذر لم أتمكن من استيعاب ما يحدث.

-وأنا أعتذر. ولكننا لا نملك الوقت لذا عليكِ التركيز معي.

أريام: حسنًا…حسنًا أكمل.

مدت يدي إلى رف المكتبة لأخذ بعض الأوراق المطوية ثم ألقيتُها على المنضدة أمام أريام وقلت موضحًا:
-في هذه الأوراق يوجد معلومات عن الرجال الذين ستقومين بتوظيفهم كأحاوذ حتى يتمكنوا من استعمال عربات شركتكم في التوزيع، ونقل الأسلحة خاصتنا…كم عدد العربات التي استطعتِ تدبيرها لخارج المملكة؟
أريام: خمس عربات لليوم الواحد.

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن