اكتنع القواد

22 11 27
                                    

آدم

-ماذا نفعل هُنا؟

وسام: ألم تقل بأنك تُريد مقابلة القادة؟

-بلى، ولكن في مكان يتبعنا.

وسام: هذا المكان يتبعنا.

-أتعني بأن رائد، وبيسان في صفنا؟!

وسام: نعم، عندما انضموا لنا أخبرتك في اليوم ذاته بأنك قد تود حقًا معرفة اسماء المنضمين الجدد، إلا أنك رفضت ذلك.

-ما هو منصب رائد؟

وسام: كنت أبتغي أنا والقائد أريب أن نجعله في منصب عال لما يمتلك من حنكة، وانضباط، وقدرة على التأثير في الآخرين، ولكنه أبى ذلك.

-وصفك دقيق، ولكن لم قد يرفض؟

وسام: قال بأنه لم يعد يستطيع حتى رؤية ابنته العزيزة إلا في أوقات وجيزة؛ بسبب أشغاله، فلا يريد أن يُضيف مسؤوليات إلى مسؤولياته السابقة.

-له الحق في ذلك، ماذا عن بيسان؟

وسام: لقد دُربت في السابق على الإسعافات الطبية، وستنضم للفريق الطبي.

-دعها تنضم إلى أحد المشافي المسجلة لديك؛ لكون ذلك أكثر أمانًا لها.

وسام: أمرك.

-أيضًا رائد أجعله قائد للرجال الذين سيهجمون على المشفى الجنوبي.

وسام: ولكنه لا يقبل القيادة!

-قد ذكرت سبب عدم قبوله قبل برهة، ولن يحتاج رائد أن يقتص لمهمته هذه أي وقت قبل الانقلاب، فقط يقودهم في اليوم ذاته.

وسام: حسنًا.

-إذن قبل أن نلج، هل هم يعرفون حقيقتي؟

وسام: رائد، وبيسان؟

-أجل.

وسام: لا.

-ولماذا لم تُفكر بأنّي هُنا أيضًا قد أحتاج إلى حماية كما تدعي؟

وسام: أنت لا تبقى هُنا كثيرًا، وأيضًا هُنا المكان مزدحم فلا يُمكن أن تتعرض لمجرم بسهولة.

-منطقك عجيب.

ترجل وسام من العربة الذي كنا قد تركناها خلف المقهى في مكان مغلق داخل محيط من الخشب الذي يصل إلى منتصف الجسد، ثم تحرك مسرعًا حتى لا يبتل من قطرات المطر إلى باب مكتب رائد، يبتغي أن يلج منه إلى المقهى، فقلت متسائلًا:

-هل لديك المفاتيح؟

وسام: نعم.

أصابتني الدهشة من تأكيده؛ فمن الصعب أن يترك رائد مفتاح مكتبه لأي أحد كان. تجاهلت هذا الشيء العُجاب، وولجت إثر وسام إلى المكتب الفارغ من كل شيء عدى منضدة خشبية قديمة، وكذلك كرسي متاخم لها، كان هُناك كوب ضخم يعتلي المنضدة، وأوراق كُثر متطايرة في جُل الحجرة. هذا فقط ما كان يوجد في المكتب. عندما جلت بنظري فيه وجدت بأن هُناك ستائر مبطنة معلقة على النافذة، كانت تحجب الرؤية بالكامل، حتى بأنها تمنع الضوء من البروز فيها، وكذلك عندما كنت خارجًا رأيت المقهى مظلمًا بالكامل. من الجلي بأن وسام قد وصى على تلك الستائر حتى لا يرى أحد شيء من الخارج، لييدو المقهى فارغًا حتى للمار من جواره، ولم ألبث إلى أن أكد لي وسام عن اصراره لوجود تلك الستائر وأضاف:
-وكما ترى بأن الغيوم قد وقفت إلى جانبنا فبسبب أمطارها الشارع فارغ من الدواب، كما شاهدت قبل دخولنا.

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن