ماضٍ عابس

28 10 32
                                    

آدم

عاد منبهي للعمل إثر أن أُفرج عن كُليب الذي تأكدنا بأنه لم يعد يبتغي البوح بشيء بعد خروج ابنه، صحيح بأن أدهم لم يخرج سليمًا إلا أنه استطاع إقناع والده بأن هذا أمر مفرغ منه.
ارتديت ملابس بعد أن استحممت، وأخذت معطف من على الأريكة لأخرج إثرها، وأجد وسام الذي كاد أن يترجل من العربة.

وسام: يبدو بأنك عدت لتستيقظ أسرع من آخر يومين.
أجبت بعد أن صعدت العربة الذي بدأت بالحركة:
-لقد كان منبهي مُعطل، ولكنه أُصلح.

وسام: خبر جيد، لم أعد بحاجة لانتظارك ردحًا من الزمن.

-هل من مستجدات؟

وسام: صحيح لم اُخبرك.

-بماذا؟

وسام: هناك شُعبة من رجالنا صرحوا بأنهم قد يتمردوا علينا.

-ولماذا؟!

وسام: إن لم نباشر بالهجوم قبل تنفيذ القرار الجديد سيهجمون بمفردهم؛ فقد أصبحوا تحت خط الفقر، وهم يُفضلون أن يُقتلوا وهم في ساحة المعركة، على أن يأخذوا عقوبات عضوية، أو يُعدموا. هذا ما قالوه.

-أخبرهم بأننا، وبلا أدنى شك سنقوم بالانقلاب قبل تنفيذ القرار.

وسام: أمرك.

عند وصولنا، وإثر أن بدأنا بتناول الفطور باغتت بيسان وسام بقولها:
-هل يُمكنّني أن أسأل سؤالًا قد يكون مُتأخرًا؟

وسام: نعم.

بيسان: ما علاقتك بآدم؟ كيف التقيتم ببعض؟ المعذرة، ولكن لماذا قد يقوم شخص بإيصال أحد إلى عمله كل يوم دون مقابل؟

وسام: لقد انتشلني من الموت.

لم أكن أُريد أن يحكي وسام ما قد يحكي، ولكن هذا أفضل من أن يُكشف أمري.

بيسان: وكيف ذلك؟

وسام: كما تعلمين لقد أُعدم والداي...

بيسان: هذا كل ما أخبرتني به بأن والديك قد أُعدموا لمصلحة الطاقة، ولكن لم تُخبرني القصة كاملة.

وسام: لم أحكي ذلك لأي أحد.

بيسان: وهل ستقُصها لي؟!

تردد وسام ثم أجاب:
-نعم.

بيسان: أجزل الشكر...يمكنك البدء أُذني صاغية.

وسام: لقد كان والدي ممن يُتاجر بآلات التصوير، وعندما حدث ذاك اليوم المشؤوم أُصدر بعدها بأيام قرار منع آلات التصوير -كما تعلمين فقط على العامة- وإثر أن تنفيذ القرار تمت مصادرة جميع آلات التصوير في المتاجر، إلا أن والدي كان يحتفظ بواحدة في المنزل، ولم يُحدثهم عنها، لقد كانت والدتي تحثه على تسليمها لهم في نفس اليوم، ولكنه أبى ذلك فقد كانت تلك الآلة تحمل له الكثير من الذكرى.

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن