مفاوضة

14 11 13
                                    

وسام

خرجت لأصعد العربة وأعود إلى الإسطبل، واضعًا العربة فيه، مكتفيًا بخطروف كما أطلق عليه نعمان. لم أكن بحاجة لتناول الغداء بما أنّني لا أزال شبعانًا من الفطور الذي لم اتناوله مع آدم، وتناولته قبل وقت ليس ببعيد، فهممت بفعل ما يجب عليّ فعله لألكز الحصان متوجهًا إلى منزل عزام، وعندما وصلت أمطرت الباب طرقًا إلى أن فُتح إثر وقت ليس بهين، ليظهر عزام وآثار النوم تعلو وجهه، فقلت متسائلًا:
-هل عدت للنوم؟

تثاءب عزام وأجاب:
-نعم، هل حل صباحًا جديد؟

ولجتُ إلى الداخل وقلت موبخًا:
-يا لك من نوام رفيع.

ارتمى عزام على الأريكة قائلًا:
-أشكرك.

ثم صاح مُردفًا:
-أسمهان! أين الغداء؟

-ويحك! هل أنت مخمور؟ ألم تترك زوجتك قبل عام؟ 

أجاب عزام مُشيرًا بيده بلا مبالاة:
-إذن أين هي زوجتي الأُخرى؟

أخذت كوب الماء من على المنضدة، وقمت بصبه من على رأسه لينتصب واقفًا مُطلقًا الشتائم، وعندما نظر إلي اعتلت ملامحه الدهشة فأردف:
-القائد وسام! أعتذر بشدة لم أكن أعلم بأنك هُنا! ولكن كيف ولجت؟

-هل أنت سكران؟

عزام: بتاتًا سيدي.

-ما الذي يحدث لك فور استيقاظك؟ أنك لا تكاد تعي ما تفعله.

عزام: لا أعلم، هذا يحدث لي منذ الصغر.

-دعك من هذا الآن، هيا ستأتي معي.

عزام: إلى أين؟

-سنذهب أولًا إلى منزل ربئ، هل حصانك جاهز؟

-نعم، تركته على حاله عندما عدت.

-فلتُسرع إذن.

امتطى كلٌّ منّا حصانه، وقصدنا منزل رُبى، والذي لم يكن ببعيد ولم نستغرق إلا ثلاث دقائق للوصول، لنطرق الباب ولم نلبث إلا بضع ثوان حتى فُتح من قبل رُبى، والتي دعتنى للدخول ثم أغلقت الباب، لتقول مخاطبة عزام:
-هل تناولتم الغداء؟ 

لا أعلم مابال هذه الشابة كيف لها أن تخاطب عزام، وتتجاهل من هو أعلى رتبة منه؟ قلت مجيبًا عليها:
-نعم، لدي مهمة لكِ، ألا وهي الاعتناء بامرأة مُسنة، لقد قمنا بحجز ولدها الذي كان ينوي إفشاء أمرنا، ومهمتك الحقيقة بجانب الاعتناء بها هو التأكد بأنها لن تُفرج عنه.

رُبئ: أمرك، كم سأبقى؟

-لا أعلم، ولكن ستقطنين هُناك إلى أن ننهي ما يجب علينا فعله.

رُبى: ولكن ماذا عن والدتي؟ 

-هل أُختك الكُبرى في المنزل؟

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن