مملكة فيافي

21 8 29
                                    

آدم

أيقظني مياس لأجد بأنا قد ولجنا مملكة فيافي فقلت:
-هل استغرقنا خمس ساعات كما ذكرت؟

مياس: بل سبع ساعات ربما بسبب حمولتنا الثقيلة.

مؤخرًا لم أكن أستطيع النوم بيسر، وها أنا الآن أنام كل هذا الوقت دون أن أشعر بشيء. أخذت الحقيبة وقمت بتغيير ملابسي في مؤخرة العربة، وبعد دقائق معدودة وجدنا أنفسنا أمام القصر الملكي ليستقبلنا الحارس بوابل من الأسئلة.

الحارس: من أنتم؟

مياس: رُسل نحمل ودائع.

الحارس: من أين قدمتم؟

مياس: مملكة طوبى.

تعجب الحارس إثر سماعه "مملكة طوبى" ولكنه أخفى ذلك ليستطرد:
-ما الذي تحملوه في العربة؟

مياس: عسل.

الحارس: وما مبتغاكم؟

مياس: سمو الملك رافل.

الحارس: من مقدمها؟

مياس: الملك هجرس.

أيضًا في تلك اللحظة تغيرت ملامح الحارس متعجبًا، ولم يعقب أيضًا ليتلفظ:
حسنًا انتظروا هنا، سأذهب وأرى رد الملك.

بقينا ننتظر أمام الجنود الذين يكتنفون القصر بالكامل. بين كل متران ستجد حارس يقف ثابتًا كالتمثال. لقد كان ذاك القصر الملكي ضخم، ذو لون أبيض يتوسطه ساحة زراعية، بها من أجمل النباتات، وفي داخل تلك الساحة كان هُناك رجلان أحدهم أبيض البشرة، والآخر حنطي، كانوا يقومون بتنظيف سيارتين لم أرى مثلهما في مملكتنا، كان تصميمها مختلف تمامًا. انقضى وقت انتظاري في تأمل ذاك المنظر إلى أن عاد الحارس؟ وأمر بفتح البوابة، لتُفتح، ونلج فيردف مُشيرًا إلى رجل كان يقف جواره:
-ترجلوا من العربة، واتبعوا هذا، وبعد أن نقوم بتفتيش العربة سنرسل حمولتها بأنفسنا إلى سمو الملك.

لم نعقب على حديثه، وإثر أن تم تفتيشنا تبعنا ذاك الشخص الذي بقي صامتًا. لنمر من مرر طويل فيه جمال يسر الناظرين، بتفاصيله التي تتشابه مع قصر مملكة طوبى، ولكن لا عجب فقد تم تصميمهم من قِبل شخص واحد.

لم يكن ذاك المرر فارغًا كما كنت أتوقع، بل كان به الكثير من الخدم الذين كانوا يُلقون علينا نظرات الدهشة، كل شخص مررنا من جواره كان يقف، ويُلقي نظرة علينا من رأسنا حتى أغمص قدمينا إلى أن وصلنا إلى حجرة ضخمة لنجد امرأة شنباء عيطبول قد أقبلت، ينسدل شعرها الأسود الطويل على فستانها الأبيض، وكما اسمها كان جسدها. لم يكن هناك داعي لتقديم نفسي، فقد تعرفت عليّ من فورها لتتلفظ بشجن:
-نِبراس!

ثم أردفت إثر أن همعت عينها:
-لم تتغير ملامحك!

-أنتِ أيضًا.

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن