سلالة...

44 18 55
                                    

آدم

أكملت عملي صامتًا أُفكر في ماجريات الأمور مؤخرًا، إلى أن انقطع حبل تكفيري عند لمحي خبرًا في جريدة المسن خبرًا كالصاعقة، كان فحواه: بأنه قد تم القبض على أحد التجار إثر اكتشفوا بأنه يقوم بتهريب ألآت التصوير، وتم الحكم عليه بالإعدام. صعقت بشدة من الخبر، احتجنا لثلاثة أعوام للبحث عن تاجر نستطيع من خلاله تهريب قطع السلاح، وعند عثورنا عليه يُعدم!

هذا الخبر لم يأخذ مساحة كبيرة من الجريدة، لربما كان هذا سبب كون وسام قد فهد عنه. ما الحل؟ 

إثر أن تخلصت من التفكير السابق ظهر هذا الحدث ليشغل تفكيري تمامًا حتى بأني لم أقدر على سماع صوت بيسان إلا بعد أن قامت بهز كتفي متسائلًا:
-هل أنت بخير؟

-نعم.

بيسان: حدثتك أكثر من مرة ولكنك لم تُجب، هل أنت على ما يُرام؟

-نعم.

بيسان: أتمنى ذلك، إن كنت بخير قم بتحضير كوب القهوة لأريام التي أفزعتها بشرودك.

نظرت إلى أريام لأرى نظرات مرعوبة، فأومأت لها برأسي لأبدأ بتحضير القهوة على عجل، وبعد أن وضعت الكوب على الطاولة تلفظت أريام بصوت خافت:
-هل أنت بخير؟

قلت إثر أن قعدت على الكرسي المقابل لها:
-نعم.

لم تُحرك أريام ساكنًا بينما كانت تنظر إلي لبضع دقائق، فتحدثت أبتغي إخراج نفسي من دوامة الأفكار السلبية، ومن تلك النظرات المقلقة:
ماذا قرأتِ مؤخرًا؟

أريام: لا شيء.

-حقًا؟

أريام: لم أجد وقت للقراءة. 

-هل مرض عمك؟

أريام: لا إنه بخير…

توقفت أريام عن الحديث ثم نظرت إلي بنظرة جادة فقلت مستفسرًا:
-ماذا حدث؟

أريام: لا أعلم هل يجب عليّ إخبارك أم لا.

-ماذا يقول لكِ عقلكِ؟

أريام: أن التزم الصمت.

-إذن استمعي إليه.

غمغمت أريام بصوت خافت:
ولكن…

-ولكن؟

أريام مغمغة إثر أن اصطبغت وجنتاها بالخجل:
-ولكن أشعر بأن قلبي يرفض ذلك.

انتفض قلبي حين رأيت تلك النظرات الخجولة، وسمعت تلك الكلمات المعسولة. أنا سيئ جدًا في الرد على مثل هذا القول، فماذا إن كان مصدره من استحوذت على قلبي؟ سيُشل لساني وتتناثر كُليماتي. لم يكن أمامي حلًا سوى التظاهر بعدم سماع شيء، فأردفت أريام إثرها:
-سأقول لك، ولكن قد يطول الحديث.

أخذت نظرة استطلاعية حولي ثم قلت إثر أن وضعت قدمي فوق الأُخرى:
-المقهى فارغ إلا من عميلة ستدبر بيسان أمرها، يمكنك الحديث.

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن