تعديلات

42 23 43
                                    

وسام

أريام: لا شيء.

-لا أظن ذلك، أنا أُخاطبكِ منذ مدة ولكنكِ لا تستمعين لي.

أريام: أعتذر.

-أنتِ شاردة الذهن منذ الأمس…لن نستطيع أن نُكمل عملنا هكذا.

أريام: آسفة…يمكنك إعادة قولك الآن.

-وبعد دقائق ستفقدين تركيزك، يجب حل المشكلة قبل البدء.

أريام: لا يوجد أي مشكلة.

كنت أعلم يقينًا ما يجول داخل أريام، فأفصحت عنه بقولي:
-إن كنتِ قلقة على نِبراس فلن يُصيبه أي مكروه.

أريام: ومن قال بأني قلقة عليه؟

وسام: هل أنتِ متأكدة؟

أريام: نعم، يُمكنك أن تُكمل.

-ماذا عن الأميرة الجميلة جيلان؟

أدى قولي إلى امتقاع وجهها لتهتف دون تحفظ: 
-هل هي جميلة؟

ثم أردفت معتذرة فأكملت حديثي:
-يُقال بأنها أجمل امرأة في تاريخ مملكة فيافي.

اشتد امتقاع وجهها، لتبدأ بالطرق بسبابتها على فخذها بسرعة فأردفت:
-هل رأيتِ؟ ألم أقل بأنك قلقة على نِبراس؟ لا تقلقي لن يحدث شيء مع نِبراس، وجيلان.

انفعلت أريام للمرة ثانية فقالت:
-وما أدراك؟!

-أعلم ذلك، وفقط.

أريام: إن لم تملك شيء تستند عليه فصمت.

-لقد قلت ما فيه الكفاية، وتأخرنا عن العمل. نِبراس لن يقع في حب جِيلان، ولكن نحن وجميع سكان طوبى سنقع في الهلاك إن لم نكمل عملنا.

في تلك اللحظة طُرق باب منزل أريام ليلج أركان ويقول:
-الأحاوذ في الخارج. 

قلت مخاطبًا أريام:
-أين هي التصاريح؟

أريام: بحوزة والدي.

-ولماذا ليست معك؟

أريام: هي معه منذ عودته في البارحة هو ومساعده إثر أن حصل على الختم.

-ولماذا لم تأخذيها منه؟

أريام: لقد كنت نائمة.

-أين هو الآن؟

أريام: الساعة الآن الخامسة فجرًا، لم أستطع إيقاظه إلى بعد جهد كبير. سيستحم وياتي.

إثر قولها مباشرة، ولج إلينا رجل معصوب العينين يتكئ على عصاً خشبية، ليقول:
-أعتذر عن تأخري.

-لا مشكلة.

كان مِعوان يسير بيسر كالبصير، ليقعد على الأريكة المقابلة لي واضعًا أوراق عليها ويقول:
-مرحبًا بك يا بُني.

-مرحبًا.

أردفت وأنا آخذ الأوراق من على الطاولة:
-هل هذه هي التصاريح؟

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن