مخطط الانقضاض

23 9 19
                                    

آدم

طلبت من مياس الذي كان ينتظر في الممر أمام الحجرة، أن يذهب ليتفقد بقية الأحاوذ، فذهب معه ثلاثة جنود للمساعدة، وإثر ساعة على وجه التقريب كُنا قد اجتمعنا أمام مستودع ضخم يكتنفه الجنود الملثمون من كل جانب، وحينما ولجنا إليه وجدنا آلاف القطع من الأسلحة النارية فقلت محدثًا هُمام:
-الكمية ضخمة، ولكنها لا تكفي لتعبئة مئة عربة كما ذكرت سابقًا، هذا ليس كل مخزونكم أليس كذلك؟

هُمام: مؤكد، وأنت تعلم بأنه من الغباء وضع جميع المخزون في مكان واحد، فإن أصابه مكروه فقدت المملكة سيفها ودرعها.

ثم استطرد إثر أن ألقى نظرة على العربات مخاطبًا الأحاوذ الذين حضروا بصحبة مياس:
-إذن قد ابتاع كلٌّ منكم الأقمشة التي سنُخفي بها الأسلحة، ولم تهدروا الوقت.

ليعود ويستطرد مرة أُخرى موجهًا حديثه لي:
-ما نوعية الأسلحة التي تُريدها؟

-لنبدأ بالبنادق.

هُمام: أمرك.

فصاح في جنوده ليبدأوا بتزويد العربات بها، وعندما انتهوا من فعل ذلك صعد كل سائق عربته، والذي  كانوا كما تعرفت عليهم: عزام، وعاكف، وفرهود، وظافر، ومن قدم معي مياس. وقد ذكر لي مياس بأنهم  خيرة الرجال وقد انتقاهم عزام بموضوعية.

قلت مخاطبًا مياس كونه من الشمال:
-فلتذهب هذه الحمولة بالكامل إلى مخازن الشمال.

مياس: أمر سموك.

تحركت العربات مبتعدة فتلفظ هُمام إثر أن صعد السيارة:
-هيا سموك، سنعود إلى القصر فقد جُهزت وليمة الغداء، وسمو الأميرة تنتظر، سنُكمل حديثنا على المائدة كما أمرت.

-اتمنى أن لا يكون هُناك أحد على المائدة عدانا.

هُمام: وهذا ما سيحدث.

ثم استطرد مفترّ عن نابه:
-فقد علمت سمو الأميرة بأنك لن تُريد إلا شخص واحد لتُحدثه، ولا تُريد عدد كبير يضايقك. 

لا أعلم ما بال هذا الشاب! يتحدث بدماثة، وفجأة يختفي ذاك الاحترام، ليقول كلمتان، أو يبدل من نظرته، أو كما فعل الآن من فتره لنابه بطريقة غريبة، ولكنّني لا أشعر بالعداء منه، وأيضًا أشعر بأنه قائد لا يُستهان به وكذلك قد وصفته جيلان بالأحوذي وهي لا تُخطئ وصف الشخص.

بعد دقائق كنا نقعد أمام طاولة طويلة فيها من الطعام الشهي، زكي الروائح. لم تقبل جيلان الجلوس في مقدمة المائدة، تاركة ذلك المقعد لي، فقعدت فيه عقب أن استقبلت إحدى نظرات هُمام الحادة. ليجلس كلٌّ منهما على جوانب المائدة على الكرسيان الأقرب لي، فقلت محدثًا إثر أن بدأنا بتناول الطعام:
-لا يوجد لديّ الكثير لقوله، سأقول فقط رؤوس أقلام، وأدع الباقي لهُمام.

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن