عقوبات عضوية

22 11 14
                                    

آدم

وسام: إذن لم تأتِ اليوم أيضًا؟

-هل قدمت في هذه الساعة لهذا السؤال؟

نظر وسام إلى ساعته وقال:
-إنها الثامنة والنصف، لا يزال الوقت مبكرًا.

-ولكني أنام قبل العاشرة.

وسام: أعتذر عن قدومي في هذا الوقت المتأخر كما تزعم، ولكنّي لم أتمكن من الحديث معك عند الظهيرة؛ فقد كنت على عجلة من أمري.

-كان من الممكن أن تسأل في العربة. دعنى من هذا، ما سبب كونك على عجلة في ذلك الوقت؟

وسام: كان يجب عليّ رؤية أدهم بعد خروجه، والذهاب مع عزام إلى نظام.

-ما حال أدهم؟

وسام: من المؤسف سماع هذا، ولكن نظام لم يُقدم الكثير، أنقذ أدهم من الإعدام، إلا أنهُ لم يسمح بخروج أدهم سليمًا.

-أخذ عقوبات عضوية؟

وسام: نعم.

-عددها؟ 

وسام: الحد الأقصى، ثلاثة عقوبات: فقد كفه الأيمن، وكذلك عينه، وأُذنه اليُسرى. ذاك الخراص لم يفي بوعده!

-هل قال بأنه سيُخرج أدهم سليمًا؟ 

وسام: لا.

-إذن هل وضعت أنت، وعزام شرط خروجه دون عقوبات؟

وسام: لم نفعل.

-لقد فعل نظام ما تعاقدتم عليه، وهو الإبقاء على حياة أدهم، ومن ثم خروج أدهم حيًا ليس بالشيء اليسير، لم ينجوا أحد من قبل إثر أن قبض عليه بأسلحة غير مصرحة.

وسام: ولكنّي أشفق على أدهم لا يزال في السابعة عشر.

-أتمنى أن يعتاد على حياته الجديدة بوقت باكر.

وسام: أجب على سؤالي السابق حتى اذهب فمما يبدو بأنك منهمك فيما تقوم به.

-من الجيد بأنك فهمت ما في نفسي، الإجابة على سؤلك لا، لم تأتِ أريام اليوم أيضًا. 

وسام: وهل هذا الأمر طبيعي؟ اليوم هو الثالث على غيابها.

-نعم، حتى وإن كنت تاجر قاري هُناك اجراءات عليك فعلها قبل خروج عربتك من المملكة؛ فهم لا يُريدون أن يفر أحد.

وسام: سأثق بذلك، ولكن ماذا تفعل؟

-ما تراه.

وسام: أرى ملكنا يفقد عقله.

-سأعد هذا تقريظًا لي.

وسام: لا ليس كذلك، لماذا نصف الكتب على المنضدة؟ ولماذا تقوم بوضعها بهذه الطريقة؟ وما مغزى ذلك؟

-لا أعلم، فقط شعرت برغبة في فعل هذا ففعلت.

وسام: وهل تفعل كل ما شعرت برغبة تجاهه؟

-من حين إلى آخر.

وسام: وإذ شعرت يومًا برغبة بقتلي؟

-أنا أشعر الآن بذلك، ولكنّي لم أفعل حتى اللحظة.

وسام: ولماذا قد تشعر الآن بذلك؟

-لقد أضعفت تركيزي فيما أقوم به؟

وسام: وما الذي تقوم به؟ وضع الكتب فوق بعض بطريقة عجيبة دون استقامة!

-هل هذا يُزعجك؟

وسام: وهل تهتم؟

-إطلاقًا، ولكن سيكون جيدًا إن كان كذلك.

وسام: بما أن شخصيتك الساخر في أوجها؛ سأذهب قبل أن أُصاب بالجنون مثلك؟

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن