لا يزال يبحث عنه

64 28 20
                                    

آدم

صعدنا العربة إثر أن أخذنا بعض الأطعمة التي حضرتها بيسان لنا. بعد أن مر الوقت دون حديث قطع وسام ذلك الصمت قائلًا:

-ما بال تلك النظرة؟ كنت أمازحك فقط.

-وهل ذاك بمزاح؟

وسام: أقر بغلوي قليلًا، ولكن دعنا لا ننسى المهم.

-وما هو المهم؟

وسام: أرى أن ذائقتك في النساء جيدة.

-هل تبحث اليوم عن الموت؟!

وسام: لا، أشكرك.

-إذن دعنا من هذا الحديث، علينا أن نصل بسرعة للمنزل حتى تخطرني بالمستجدات.

وسام بعد أن اكتست ملامحه بجدية مفرطة:
-لك ذلك سموك!

-هل أنت بخير؟

وسام: لماذا؟

-ألم أقل لك أن تتوقف عن مناداتي بسموك؟

وسام: أعتذر …

ثم استطرد إثر أن ألقى نظرة للغيوم السوداء:
-هل ستُمطر يا تُرى؟

-نحن نقطن في منطقة ممطرة بشكل شبه دائم، وأيضًا نحن الآن في موسم الأمطار، إن أمطرت لن يكون هذا بالشيء العُجاب.

وسام: معك حق.

عند وصولنا إلى المنزل خلعت معطفي لأقوم بتعليقه على العلاقة ثم قعدت على الأريكة بينما قعد وسام على الأريكة المقابلة لي، ليخرج بعض الشطائر، ويبدأ بالأكل، ليتحدث بفم ممتلئ:
هل أبدأ؟

-نعم، ولكن بعد أن تسترط طعامك.

قال وسام عقب أن أنهى الشطيرة في لحظات:
-لقد ازدادت أعدادنا بتحسن جيد منذ آخر أسبوع، هل تُريد اسماء المستجدين؟

-لا، أنت تعلم أني لا أهتم لها.

وسام: أما بالنسبة للتاجر لم أستطع العثور على شخص يمكننا الاعتماد عليه، جميعهم يقفون بجانب هجرس، ولكن عثرنا على أحد التجار يقوم بأشياء محظورة حسب قوانين الحكم الحالي ألا وهيَ تهريب آلات التصوير، وأنا أُخطط للعثور على دليل يمُكنني من ابتزازه ليقوم بما نُريد منه.

-جيد وماذا أيضًا؟

لمج وسام شطيرة أُخرى وقال:
-فقط.

-فقط؟ ألم تقل بأن هُناك شيء حدث معك؟

طأطأ وسام من حاجبيه بغية الاستذكار بينما يلوك الطعام في فمه ثم قال:
-نعم، بالأمس، وبينما كنت أقوم بعملي كحوذي أوصلت شخص إلى شارع "الملك هجرس" وعندما وصلنا ترجل الرجل من العربة ليصعد إحدى السيارات.

-هل رأيته يفعل ذلك؟

وسام يُجيب إثر أن ازدرد اللقمة:
-دون أدنى شك.

مملكة الجورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن