26. 6 Weeks Later

2K 166 45
                                    

توقف قلبى عن النبض و انا احدق فى تلك الورقة بين يداى

عندما اكتب اسمى على تلك الورقة ! كل شئ سيتغير 

انا لست مترددة ! لكن خائفة !

لا اعلم مما ! لكنى خائفة ... و بشدة !

سأبدأ حياة جديدة ! مع اشخاص جديدة ! فى عالم اخر ! 

همس فى أذنى " مما انتى خائفة ؟ .. انتى من فزتى فى النهاية و اخذتينى لعالمك "

ابتسمت و نظرت فى الارض ..

وقّعت فى الورقة و فعلت ما طلبه منى المأذون ..

يد نايل فى يد ابى و يغطيهما منديل .. 

نايل ينظر لى و يبتسم بشده و وجهه احمر !

عينا ابى مليئتان بالدموع لأنه يفكر فى امى ! و هذا ما افكر به ايضاً !

سحب المأذون المنديل من على يد ابى و نايل 

" زغاريط " فى كل مكان .. قفز زين و لوى و ليام و هارى على نايل .. 

احتضننى ابى .. 

قبلنى محمد و عانقنى بشده فهمست له " شكراً " 

ضربنى على جبهتى بإصبعه و ضحك بشده ، بدونه ربما والدى لم يكن ليقتنع ابداً لكنه قال جُمله .. جُمله واحدة غيرت تفكير والدى كلياً " يا بابا افهمنى .. انا كنت فى يوم من الايام مدمن و اتغيرت و بقيت بشتغل و بعتمد على نفسى و اتجوزت و خلفت و ده كله من غيرك .. ماحتاجتش ليك غير مرة واحدة .. اديه فرصه هو كمان يمكن اتغير "

وقفت وحدى لدقائق اعبث فى فستانى الابيض المائل للوردى ..

نظرت فى الارض و فركت يداى فى بعضهما ..

جسد طويل ببذله انيقة سوداء وقف امامى ..

رفعت رأسى لأجد نايل يحدق بى و يبتسم بشده ..

ابتسمت له ..

بعد دقيقتان من التحديق فى عينا بعضنا البعض .. 

بدأنا فى الضحك بهستيريا فنظر لنا الجميع و ظنّوا اننا  فقدنا صوابنا من السعادة ..

*****

وقفت امام المرآة .. 

اليوم التالى وقفت امام المرآة ، عبثت بالطرحة البيضاء و التاج الصغير الذى يُزين رأسى ، و فستانى الابيض ، حالى الذى تحلم به كل فتاة ، بعد دقائق سأقف امام نايل و سأمسك بيده و سنرقص سوياً .. سأعانقه و سأقبله .. لن اخاف او انتفض من تحديقه .. 

امسكت ألينور بيدى و قالت " توقفى عن الارتجاف .. بعد دقائق ستكونين  بين يدا زوجك "

ضحكت بخجل و اخذت نفس عميق و انا ألقى نظرة سريعة على شكلى فى المرآه ..

انا لم احلم بطرحة منفوشة او فستان ابيض .. كل حلمى كان ان اتزوج من نايل .. حتى إن تزوجنا بالبيجاما .. كنت سأرضى ..

لكن حلمى تحقق بمكافأت اضافية .. رضى والدى و اخى ، اسلام نايل عن اقتناع ، رضى الله ..

دخل والدى و عيناه تخرج منهم الشرارات و يصرخ " يلا يا ريما الناس مستنيين  ! "

نظرت له و انا اكاد ابكى و قلت " انا خايفة "

لانت ملامحه بسرعة و قبل جبينى و قال " يلا يا بنتى .. الناس مستنيين و جوزك "

خرجت و يدى مشبوكة بذراع ابى ، و خرجنا للحديقة و الينور تتبعنا .. 

نايل اشترى لنا فيلا فى القاهرة .. و بها حديقة واسعة  .. لذلك اتفقنا ان يكون الزفاف هنا ..

حدق بنا الجميع ..

على اليسار تجلس عائلتى .. منهم من يتمتم بكلمات حسد ! و منهم من يحرك شفتاه على كلمة " جميلة " 

و فى الزاوية تجلس خالتى التى تتمتم بكلمات اعرفها .. و هى سورة الفلق ..

و على اليمين تجلس عائلة نايل يبتسمون لى ..

على بُعد ثلاثة امتار يقف نايل بظهرة ..

حدق بى هارى و لوى و زين و ليام ..

ضرب هارى ذراع نايل بخفة لينتبه له ..

نظر نايل لهارى .. اشار هارى برأسه عليَّ

ألتفت نايل ببطئ لينظر لى ..

لم يبتسم ! لم يضحك ! لم يُضهر اى مشاعر على وجهه ..

استغرق دقائق ليدرك ما الذى يحدث ..

ثم تجمعت العبرات فى عيناه و امسك يد هارى بشدة ، تفقدنى بهدوء و ابتسامته تتسع تدريجياً .. 

لم يرفع عيناه من عليّ ابداً ، قبلنى والدى على خدى و وضع كفى بكف نايل و رحل .. 

اقترب نايل منى ببطئ و قبل جبينى و همس " لمَ لم تأتى إلى لندن مبكراً ؟ "

*****

انتهى الزفاف .. 

نايل لم يتيح لى فرصة لأاودع الجميع و شدنى من يدى و ركض ..

وصلنا إلى السيارة و ركبنا .. 

ها نحن فى طريقنا إلى الطائرة التى ستأخذنا إلى تركيا ..

انا انتقيت المكان لشهر العسل !

و عشنا بسعادة إلى الابد ..

تلك الكلمة اردت ان اقولها منذ صغرى ..

مررت بلحظات تراجعت فيها عن أملى فى تلك الكلمة 

و بكيت بشده .. 

و تعرضت لحوادث ..

و كدت اموت ! من الحيرة و من الغضب و من الـ ... من الالم !!

لكن لم افقد ثقتى فى الله حتى عوضنى بصبرى !

و اعطانى ما اردت دوماً !!

*****

  انا لم اكتب روايتى تلك لأخبركم ان تحبوا المستحيل و تعشقوه و تنتظروا يوم تحقيقه ، لا تدخلوا مغامرة الا و انتم واثقين من النجاة .
قبل منه كنت اضع حاجز بينى و بين الخيال و لم اكن اجرؤ على الحلم ، لكن بعده اصبحت اشتاق للواقع اتناساه بإستمرار .
اعشقوا كما تريدون .. لكن كونوا على تأهب تام لما ستلقونه من عذاب يسكن مفاصلكم و خلايا عقلكم و ذِاكرتكم .
تذكروا ملامح السعادة وعانقوا الضحكات قبل ان تدخلوا شيخوخة العشق .  
فضلاً من المسافرين ان يستعدّوا لأنه قد حان الوقت ليقلع قلبهم بلا عودة لجسدهم الوطن .

النهاية

I felt it rightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن