وقفنا فى الخارج مع الجمهور الصاخب فى انتظار الفرقة و عند وصولهم اقسم اننا كدنا ان ندهس تحت اقدامهم لكننا تمالكنا نفسنا و تدافعنا بينهم حتى وصلنا للمقدمة فأخيرنا اصبح الاكسجين متاح !
شاهدت دخول الفتيان بمرح بفزع غريب .. هل انا خائفة من مقابلة فرقتى المفضلة .. ربما السعادة الغامرة التى شعرت بها و دقات قلبى الحمقاء هى ما جعلتنى اشعر بالفزع و التوتر ، و فى لحظة كان من الصعب ادراكها كبيت بعينا نايل فحدقت بهم و بزرقهم اللامع الغير معتاد وجوده بقرب ملحوظ .
دخلوا جميعاً بعد توقيع عدة صور و اوراق و لوحات و .. إلخ ; فدخلنا نحن ايضاً فى انتظار خروجهم على المسرح للغناء .
خرجوا بعد دقائق و بدأول فى الغناء بعد قول بعض الكلمات فى حب لندن و اهلها و خلال اندماجهم فى الرقص و الغناء اقترب ليام من نايل و اشار له بإتجاهى فضحك نايل بشده و نظر لى .. كان من الممكن ان اخطئ لو كنت بعيده عنه لكنّى كنت قريبة كفايةً لأقسم انه نظر لى و هو يضحك فنظرت حولى فى دهشة ثم نظرت لرنا التى تصرخ بصوت مرتفع " اللوحة نجحت "
حدقت بها لثوانى حتى ادركت ما تعنيه ثم نظرت للوحة التى ارفعها بدون ان الاحظ و اعطيتها لها فوراً و بعض السباب تخرج من فمى تلقائياً ، انتهت الحفلة و كانت المتعة غير معتادة فكدت اصاب بالاكتئاب و انا ارى الجميع يرحل بعد كلمات الوداع من هارى .
وقفت فى الردهه بإنتظار رنا التى دخلت الحمام منذ برهه و انا استند على الحائط و بيدى تلك اللوحة الثقيلة خرج صوت ذكورى مألوف من خلفى ليثير انتباهى قائلاً " هاى ! "
ألتففت و كنت على وشك التحدث لكن تفكيرى تشوش و استغرقت دقائق حتى اكتشفصاحب تلك الزُرقة اللامعة فى العينان ، حدقت به بصمت و انا اسيطر على نفسى حتى لا اصرخ و اضربه باللوحة من السعادة فينتهى حلمى الصغير هذا كـ كابوس !
قال و هو يبتسم بشده " مرحباً "
لم ارد .. عُقِدَ لسانى ..
قال و ابتسامته تكبُر اكثر فأكثر " هل انتِ بخير ! "
قلت و ملامحى جامده من الصدمة " لا اصدق ! "
ضحك بشده و قال " هل يمكنى رؤية لوحتك ؟ "
بتلقائية و دون تفكير مددت يدى اعُطِه اللوحة و لم ادرك ما فعلته حتى ضحك بشده و هو يتفقد اللوحة
فكدت ألطم على وجهى لكنى عضضت شفتى السفلية بصمت فى انتظار رد فعله الساخر
قال و هو يعطها لى بإبتسامه عريضة " انها رائعة ! الالوان و الكتابة رائعين .. و الكلمات "
شعرت بالدماء تتدفق لوجهى و انا اخذها و اتفوه بكلمات الشكر
قال نايل بسخرية مقصودة " اعنى .. الاف المرات عُرِضَ عليّ الزواج لكن تلك المرة رائعة حقاً "
ضحكت بشده لكن حدقت بجمود فجأة فى اللوحة و انا افكر .. هل قال للتو اننى رائعة ؟
قال نايل بسرعة " اعنى اللوحة .. اللوحة رائعة "
ضحكت مجدداً و قلت " شكراً "
قال نايل " إذاً .. ما هو اسمك ؟ "
قلت " ريما .. ريما راشد "
قال نايل بتوتر ملحوظ " مرحباً ريما .. انا نايل هوران .. انتى تعلمين هذا ! "
ضحكت بشده و قلت " اجل انا اعلم "
نظر نايل تجاه باب الخروج و قال بتوتر" تشرفت بمعرفتك .. انا يجب ان ارحل .. هل يمكن ان اخذ اللوحة ؟ "
قلت " بالطبع "
اخذ اللوحة و قال " شكراً " و ركض للخارج ..
ركضت بإتجاه الحمام بعد دقائق من الوقوف بصمت لأدرك ما حدث للتو فذهبت لأخبر رنا ، جاءنى صوت رنا الخافت من الحمام و هو يطلب النجدة ففتحت الباب بسرعة لأجد رنا تتقياً ثم تهمس " الحقينى "
اسندتها و خرجنا امام الفتيان و هم يودعون الجمهور و لكن احداً لم يرانا .
أنت تقرأ
I felt it right
Romanceلأتحسر على ما مضى و على ما سيقبل و على المستحيل الذى تمنيته و على العشق الذى أغرقنى فى طوفان المصاعب .. انا بنيت حياتى و عالمى و انت تدخلت كالطفيلى لتدمرها ، لتدمرها بعشقك المحرم و المدمر ، لتدمرها بأجمل الذكريات و اتعسها .. سأدعو لك .. سأدعو للمغفر...