3

787 43 1
                                    

وقفنا فى الخارج مع الجمهور الصاخب فى انتظار الفرقة و عند وصولهم اقسم اننا كدنا ان ندهس تحت اقدامهم لكننا تمالكنا نفسنا و تدافعنا بينهم حتى وصلنا للمقدمة فأخيرنا اصبح الاكسجين متاح !

شاهدت دخول الفتيان بمرح بفزع غريب .. هل انا خائفة من مقابلة فرقتى المفضلة .. ربما السعادة الغامرة التى شعرت بها و دقات قلبى الحمقاء هى ما جعلتنى اشعر بالفزع و التوتر ، و فى لحظة كان من الصعب ادراكها كبيت بعينا نايل فحدقت بهم و بزرقهم اللامع الغير معتاد وجوده بقرب ملحوظ .

دخلوا جميعاً بعد توقيع عدة صور و اوراق و لوحات و  .. إلخ ; فدخلنا نحن ايضاً فى انتظار خروجهم على المسرح للغناء . 

خرجوا بعد دقائق و بدأول فى الغناء بعد قول بعض الكلمات فى حب لندن و اهلها و خلال اندماجهم فى الرقص و الغناء اقترب ليام من نايل و اشار له بإتجاهى فضحك نايل بشده و نظر لى .. كان من الممكن ان اخطئ لو كنت بعيده عنه لكنّى كنت قريبة كفايةً لأقسم انه نظر لى و هو يضحك فنظرت حولى فى دهشة ثم نظرت لرنا التى تصرخ بصوت مرتفع " اللوحة نجحت " 

حدقت بها لثوانى حتى ادركت ما تعنيه ثم نظرت للوحة التى ارفعها بدون ان الاحظ و اعطيتها لها فوراً و بعض السباب تخرج من فمى تلقائياً ، انتهت الحفلة و كانت المتعة غير معتادة فكدت اصاب بالاكتئاب و انا ارى الجميع يرحل بعد كلمات الوداع من هارى .

وقفت فى الردهه بإنتظار رنا التى دخلت الحمام منذ برهه و انا استند على الحائط و بيدى تلك اللوحة الثقيلة خرج صوت ذكورى مألوف من خلفى ليثير انتباهى قائلاً " هاى ! " 

ألتففت و كنت على وشك التحدث لكن تفكيرى تشوش و استغرقت دقائق حتى اكتشفصاحب  تلك الزُرقة اللامعة فى العينان ، حدقت به بصمت و انا اسيطر على نفسى حتى لا اصرخ و اضربه باللوحة من السعادة فينتهى حلمى الصغير هذا كـ كابوس !

قال و هو يبتسم بشده " مرحباً "

لم ارد .. عُقِدَ لسانى ..

قال و ابتسامته تكبُر اكثر فأكثر " هل انتِ بخير ! " 

قلت و ملامحى جامده من الصدمة " لا اصدق ! "

ضحك بشده و قال " هل يمكنى رؤية لوحتك ؟ " 

بتلقائية و دون تفكير مددت يدى اعُطِه اللوحة و لم ادرك ما فعلته حتى ضحك بشده و هو يتفقد اللوحة 

فكدت ألطم على وجهى لكنى عضضت شفتى السفلية بصمت فى انتظار رد فعله الساخر

قال و هو يعطها لى بإبتسامه عريضة " انها رائعة ! الالوان و الكتابة رائعين .. و الكلمات " 

شعرت بالدماء تتدفق لوجهى و انا اخذها و اتفوه بكلمات الشكر 

قال نايل بسخرية مقصودة " اعنى .. الاف المرات عُرِضَ عليّ الزواج لكن تلك المرة رائعة حقاً " 

ضحكت بشده لكن حدقت بجمود فجأة فى اللوحة و انا افكر .. هل قال للتو اننى رائعة ؟

قال نايل بسرعة " اعنى اللوحة .. اللوحة رائعة "

ضحكت مجدداً و قلت " شكراً "

قال نايل " إذاً .. ما هو اسمك ؟ "

قلت " ريما .. ريما راشد "

قال نايل بتوتر ملحوظ " مرحباً ريما .. انا نايل هوران .. انتى تعلمين هذا ! "

ضحكت بشده و قلت " اجل انا اعلم "

نظر نايل تجاه باب الخروج و قال بتوتر" تشرفت بمعرفتك ..  انا يجب ان ارحل .. هل يمكن ان اخذ اللوحة ؟ " 

قلت " بالطبع "

اخذ اللوحة و قال " شكراً " و ركض للخارج ..

ركضت بإتجاه الحمام بعد دقائق من الوقوف بصمت لأدرك ما حدث للتو فذهبت لأخبر رنا  ، جاءنى صوت رنا الخافت من الحمام و هو يطلب النجدة ففتحت الباب بسرعة لأجد رنا تتقياً ثم تهمس " الحقينى " 

اسندتها و خرجنا امام الفتيان و هم يودعون الجمهور و لكن احداً لم يرانا .

I felt it rightحيث تعيش القصص. اكتشف الآن