#دايفيد
بعد ثمانية عشر عاماً
سنين كثيره انقضت ...تغيرت فيها الكثير من الاشياء في هذه الحياة العجيبه...سنين كثيره مرت كانت تحمل كل شيء..الحزن لحضات مفرحه ..وحتى لحضات مضحكه ...
سنين ذهبت بعيداً منذ تلك الليلة التي حملت جميع معالم الالم لقلبي ...الليلة التي لن استطيع محوها من ذاكرتي ...تلك الليلة التي افقدتني صوابي ونبض قلبي ...بالرغم من طوال المده على الحادثه الا انني اشعر انها كانت في الليلة الماضيه فقط...الكثير انقضى ولا نعلم كم السنين الباقيه لنا لنعيش ..
فتحت عيناي عندما احسست بضوء الشمس الساطع الذي تخلل من فتحات الستارة الشفافه لتقع على عيناي ..رفعت جسدي عن السرير لاتجه نحو الحمام ..الروتين ذاته ...الغرفة مظلمة بدونها حتى مع نور الشمس الساطع ....
انهيت حمامي وغيرت ثيابي الى بنطال اسود وقميص ابيض ...وضعت وشاحها الذي غالباً ما يلازمني حول عنقي وخرجت من الغرفه...
الساعة لا تزال العاشره صباحاً واليوم هو السبت ...الا ان الجميع خارج غرفته الان :
"صباح الخير ايها الوسيم .." قالتها جوليا وهي تحتظني ...
جوليا اصبحت شابة رائعة الجمال ..بملامح شبيها بوالدتها مع بشرة نظره ناصعة البياض وشعر اشقر جميل ..عينان رماديتان اسرتان ...بطول قريب من طول والدتها ...
"صباح الخير جميلة ابيها ..الى اين ذاهبه ؟" سألتها لتبتسم :
"سأرى دايفيد الصغير ..لقد اتاني صوت بكائه في الغرفة قبل قليل ...سأرى فقط ان كان يشعر بالجوع ..."
قبلت خدي وعادت للهروله نحو غرفتها الخاصة في المنزل ...أبتسمت على تسرعها في كل شيء كوالدتها ...
نزلت السلالم الى الخارج حيث الترتيبات لحفلة المساء ...فاليوم هو اول الربيع ...وكما جرت العادة ..فاننا نحتفل بهذا في حديقة القصر ...الا ان الاحتفال ناقص ...
"تعالي هنا .." استمعت الى صوت جورج ذا الشعر الاسود والعينان الزرقاء ..الطويل باشراقته الجميله ... الذي سحب ليان من يدها ...ليان هي ابنة أية واحمد الثانيه ...
"اتركني جو والا ضربتك ..." قالتها بانزعاج مصطنع:
"اقسم لكِ لم اتحدث معها انا فقط كنت ابين لها الاماكن التي تضع فيها الزهور ...لا تنزعجي مني ..لا توجد فتاة جميله في حياتي سواكِ .."
قهقهت بخفه وبصوت خافت عليهما ...
"بابا هنا ." قالها جورج النسخة الاخرى من التوأمين وهو يعدل بنظارتهِ
"اين كنت .." تلعثم وهو يحاول النظر لمكان اخر:
"لقد تاكدت من أن استمارة الجامعه الخاصه بي والاحمق اخي قد وصلت ..وعدت .."
