إستيقضتُ هذا الصّباح وخرجتُ من منزل جارتي باتجاه مكان حلُمت بانه سيكون ملجئي فقد بدأتُ بالآونة الأخيرة أصدِّق فأنفِّذ كل َّما أحلم به ، وصلتُ إلى وِجهتي أخيرا ، كانت شقة أستوديو تقع بنهاية رواق طويل مليء بالسلالم لذا كان متعبا الوصول إليه ، كنت قد حلمت مسبقا بمكان المفتاح لذلك لم يكن صعبا عليّ الولوج ، طاولة الأكل كانت أوّل ما حاز على نظري بشكلها المستدير وهي تحمل وسطها سلّة ببعض الحلوى و رسالة قد وُضعت وسطها عليها ختمٌ باللّون الأحمر القرمزي، فتحت الظّرف لأرى ما كتب عليه لكن ما ان فعلت حتى اندفعت منه موجه حرّ هائلة جعلتني أتراجع بسرعة للخلف خوفا مما سيصدر منه ، تريّثت لبعض الوقت قبل أن أعود إليه مجددا لأقرأ عبارة ترحيب بي كُتبت بنفس الخطّ الذي نقش الكتابة على جذع الشّجرة يوم الحريق ، تنهّدت بثقل و أعدتها بهدوء لمكانها .. إن كان هذا الشّخص يرغب في مساعدتي حقا فلم لم ينقذ أمّي هي الأخرى؟ هل حسِب أن عيش طفل بلا والديه سيكون أفضل من موته؟ لم استطع تجاوز اختفاء ابي حتى ..تراجعت للخلف وغيّرت طريقي الى غرفة النّوم اين وجدت رسالة اخرى ، في حين أنّ الموجة التي انبعثت هذه المرة كانت صقيعا باردا
*أهلا سيرين ،
- تعازينا الحارّة على وفاة والدتك ، أعلم أنّك مستاءة أننا لم نستطع انقاذها لكننا بالفعل اخترقنا العديد من القواعد لانقاذك أنت ، انقاذ والدتك معك كانت مخاطرة لسنا مستعدتان لها ، على أيّ حال لقد إقتنيتُ ملابس جديدة من أجلك إنَّها بالخزانة وأيضا هناك ملابس مدرسيَّة لثانوية قريبة من هنا إذهبي و أنهي دراستك إنّها سنتُك الاخيرة صحيح؟ حظّا موفقا
آه ، كلي شيئا قبل خروجك من هنا وارتدي من الملابس التي اشتريتها ، سأكون سعيدة إن فعلتِ ذلك.
- صديقتك القديمة -
إنتهيتُ مِن قرائتها و إتّجهتُ الى الخزانة ألقيت نظرة على الملابس ، انتزعت بعضها وغيرت ملابسي كما طُلب مني ثمّ إتجهت إلى المطبخ حتى اطبخ شيئا يسدّ شهيتي للاكل ، لكن يبدو انني لن أتعب أبدا مع هذا الشخص المجهول فقد وجدته قد طبخ لي سلفا وحضر المائدة من أجلي.
رفعت صوتي وقلت "شكرا لك "
فجأة شعرت بهاتفي يهتزّ بجيبي ، اخرجته ونظرت الى رسالة قد وردتني من رقم غير مسجّل تقول " لا شكر على واجب"
من أرسل لي هذه الرسالة؟!
" هل أنت هنا؟ أين أنت؟" انتفضت بمكاني و استدرت أتفحّص المكان حولي " هل لي أن أراك ؟ ولو لمرة واحدة؟"
أتتني رسالة تقول " لقد رأيتنا بالفعل عندما كنت صغيرة ، هل تتذكريننا؟"
الفتاتان ، البيضاء و الأرجوانية
أنت تقرأ
perplexed|| مـرتبـك
Fanfictionمقتطف من الرواية : فَضَحِكَ وَقال "صَدَقتِ ، لكن دعيني أُضيف لكِ كلماتٍ ، فقد عرفتُ اليومَ أنَّ بُكاءكِ بينَ يديّ واضطرابَ يدكِ في يدي وخُفوقَ قلبكِ عند رُؤيتي كان أثرًا من آثارِ الخوفِ ، لا مظهرًا من مظاهرِ الحبّ وأنّ عطفكِ عليّ وتحبُّبَكِ إليّ ولُ...