معدّلة 2**
الحياة فُرص فلتحسن استخدامها
كانت بالفعل قد مرّت عشر سنوات أمضتها الفتيات الثّلاث جنبا بجنب ، احداهم تستفيد من الحماية والأخرتان تستفيدان من متعة التميّز بقدرة خاصة على بني جنسهم ، لم تكن أيٌّ منهما تعلمان لم من بين الجميع هما الوحيدتان اللتان كانتا تستطيعان التّواصل مع قرينتهما البشريّة لكنّهما لم تتعبا نفسيهما بالبحث عن الأمر.
كانتا جالستان يوما ، بعد مرور قرابة الشّهرين على انتقال سيرين الى منزلها الجديد ، كلتاهما تضعان رجلا فوق رجل فوق الكنبة تشبكان أيديهما و تحلِّلان ما مرّتا به من حياتيهما حتى الآن بعد ان انتهت مسيرتهما الدّراسية و قد حان وقت انتقالهما الى حياتيهما المهنية في عالمهما .
كانت يورين أوّل من كسرت حاجز الصّمت بينهما عندما تنهّدت بتعب و خلخلت أناملها بين شعراتها ترفع غرّتها الطّويلة المطلية أطرافها بالبنفسجي و قالت " لم أعد أحتمل هذا في الحقيقة ، لم يعد الأمر ممتعا بعد الآن"
التفتت اليها ايرين في ريبة مستفسرة عما تقصده فاستأنفت حديثها قائلة " أعني ، بشأن سيرين .. هي تعيش حياتها جيّدا الآن ألا تظنينه الوقت المناسب لاعطائها حياة طبيعية كبني جنسها؟ أعني نحن لا نريدها أن تعرف عنا ما لا يجب عليها معرفته ، أخاف ألا تقتنع بما نمدّه لها من معلومات وتبدأ في النّبش في ما لا يجب عليها المساس به .. "
" لكن .. أنا أيضا أرغب في ذلك ، والآن وقد أصبح ثلاثتنا واعين ، ربما علينا حقا التوقّف" قالت ايرين مطأطأة رأسها في قلق
" لكن في الجهة المقابلة ، يقلقني رؤيتها وحيدة في عالم موحش كهذا ، ربما عمرها كاف لإطلاق لقب ' انسان واع' عليها لكنها لا تزال رغم ذلك صغيرة .. لا تنسي أنّنا نحن من نتكفّل بالمنزل و أكلها و مدخولها المالي"
" اذن دعينا نتراجع عنها خطوة بخطوة حتى تتعلّم الاتّكال على نفسها"
" آه صحيح تذكّرت " شهقت ايرين في انفعال عندما التفتت بسرعة نحو يورين لتتابع صابّة حديثها في جانب آخر تماما " أتعرفين المكتبة العظمى ؟ تلك التي تقع في قمّة جبال ' تاهات أتاكور' "
أومأت يورين برأسها في فضول و قد تقلصّت المسافة بينهما في كلّ كلمة تلفّظتها شفاه احداهما ، قالت ايرين متابعة لحديثها " هل ستصدّقينني ان أخبرتك أنني ذهبت اليه مع زوج خالتنا السيّد ' آتري' "
" تمزحين!!" صرخت يورين و قد انتفضت من مكانها
" أقسم لك " تفاخرت ايرين وهي تتظاهر بمسح الغبار على كتفيها لتتابع تحت صرخات يورين وهي تلحّ عليها لقصّ الطّريق التي اتخذوها وقد كانت تعلم كم عشقت يورين الذّهاب اليها ، وكم أنّها تتوق لبلوغ سنّ الخامس والعشرين حتى يصبح لها الحقّ في التجوّل بأرجائها
![](https://img.wattpad.com/cover/91104946-288-k703050.jpg)
أنت تقرأ
perplexed|| مـرتبـك
Fanfictionمقتطف من الرواية : فَضَحِكَ وَقال "صَدَقتِ ، لكن دعيني أُضيف لكِ كلماتٍ ، فقد عرفتُ اليومَ أنَّ بُكاءكِ بينَ يديّ واضطرابَ يدكِ في يدي وخُفوقَ قلبكِ عند رُؤيتي كان أثرًا من آثارِ الخوفِ ، لا مظهرًا من مظاهرِ الحبّ وأنّ عطفكِ عليّ وتحبُّبَكِ إليّ ولُ...