كانت الأجواء مهولة تلك الليلة ، تهدأ فجأة فأحسب العراك وصل لحدّه ثم و بدون سابق إنذار تعود المشاجرات و قد انتقلت بين غرفتي و كلّ أرجاء المنزل ، كنت قد صحت بهما أن تتعاركا بعيدا عنّي بعالمهما ، بالخارج ، بالجحيم فقط أن تتركانني أقضي يومي بهناء لكنّ إيرين أخبرتني أنّها لا تستطيع فعلها و يورين تعود لهنا كلّما رحلت بها لهناك .. فقواهما تضعف عند الانتقال لعالم غير عالمهما و يورين أوجدت قوّة خاصّة لها هنا.
خرجتُ من الشقّة فارّة و قد كانت السّاعة قاربت على الواحدة ليلا ، هاتفي بيدي وأنا ألتحف من البرد ثم جلست قرب باب المنزل أنتظر الهدوء التام و الدائم للأجواء حتّى أعود ، حين ذلك كنت أبحث عن شيء ألتهي به عما يحدث فتذكّرت أنني حتّى الآن لم أرسل لبيكهيون الصّور ، فرحت أنتقي مما صوّرتها سابقا و أرسلتهم له حتّى يراها الغد.
بعد قُرابة النّصف ساعة كانت الأجواء قد هدأت فأخذت بعض الوقت قبل الدّخول خوفا من عودتهما فجأة ، و لم أكن لأفعل سوى بعد مضي ساعة من الزّمن لو لم تردني رسالة من إيرين تقول " ادخلي لمنزلك مالذي تفعلينه بالخارج في هذا الوقت؟"
تسألني بجرأة !
" هل لك أن تشرحي الموقف؟" شزرتُ و أنا أهمّ بالدّخول و قدماي تضربان ضدّ الأرض بعنف
" أنظرا مالذي فعلتماه بشقّتي .. هل سأهتمّ بدراستي أم بتنظيفه؟ مالذي يحدث بينكما؟ و لم يورين لا ترغب في الذّهاب لعالمكم؟ " و قد كنت قد هجت و مجت ، صِحت حتى استرحت ثم غطت في نوم عميق كالرّضيع بلا إجابة منها .
استيقظت الصّباح الموالي مفزوعة و قد لمحت أنني قد تأخّرت اليوم أيضا بفارق ربع ساعة ، على الأقل أبكر من البارحة ، أسرعتُ في ارتداء ملابسي و رحت أهرول كلّ الطّريق إلى الثانوية ، اتّصل ببيكهيون علّه يستطيع طمأنتي بأنّ البوابة لا تزال مفتوحة لكن لم يجب على أيّ من اتّصالاتي ، و قد وصلت متأخّرة اليوم أيضا .. الفرق الوحيد بين اليوم و البارحة أنني اليوم المتأخّر الوحيد.
هل يعقل أنّ هذا بسبب ما قلته البارحة؟ أنني سأعيده اليوم وغد وبعد غد؟ حتّى .. نهاية العام؟
أسرعت فور أن أدركت الأمر إلى الجدار الخلفي للثانوية و كآخر أمل لي اتّصلت ببيكهيون طلبا للمساعدة ..
" هل جننتِ؟" صرخ بي بيكهيون على الهاتف ما إن صارحته بما سأفعله
" مالخطأ في هذا؟ فعلناها البارحة و لم نقع بمشكلة" تحجّجت و أن أقف بجانب الجدار أستعدّ
" الأمر مختلف .. البارحة كنت معك و أيضا كان الوقت قد تأخّر لذا لم يكن الحارس في الأرجاء"
" مالذي تنتظره إذن .. تعال و ساعدني لا طاقة لي لمواجهة الإدارة عن سبب تأخّري و خوض جميع تلك النقاشات التافهة .. أنا أنتظرك أسرع قبل بداية الحّصة الأولى"
أنت تقرأ
perplexed|| مـرتبـك
Fanfictionمقتطف من الرواية : فَضَحِكَ وَقال "صَدَقتِ ، لكن دعيني أُضيف لكِ كلماتٍ ، فقد عرفتُ اليومَ أنَّ بُكاءكِ بينَ يديّ واضطرابَ يدكِ في يدي وخُفوقَ قلبكِ عند رُؤيتي كان أثرًا من آثارِ الخوفِ ، لا مظهرًا من مظاهرِ الحبّ وأنّ عطفكِ عليّ وتحبُّبَكِ إليّ ولُ...