chapter|| 19

3.7K 321 18
                                    

في عالم غريب من العالم الذي يعيشه البشر,عالم الجن والملائكة كانت تجلس اثنين من تلك المخلوقات بصحبة بعضهما البعض بجانب نهر هادئ راكد بطريقة مرعبة والظلام دامس مع النجوم التي تزين السماء وانوار المباني الشاهقة تلوح من الافق,فاحداهما تريد بشدة الذهاب من هنا والعودة الى البشر والاخرى تريد بشدة منعها من الذهاب...فقالت الجنية يورين لايرين "الى متى سنبقى هنا!" فابتسمت ايرين وقالت "لم انت متسرعة...الا تريدين رؤية الحفلة" قطبت يورين حاجبيها ثم قالت مستفسرة"حفلة!" وقفت ايرين ونفضت اسفلها لتقول وهي تلوح ليورين ان تتمشى معها "اجل...اليوم هو يوم الشهاب انسيتي!" فتحت يورين فاهها متفاجئة وجحضت بعيناها لتقول "ماذا...حقا!لا اصدق انه مر عام بالفعل!" تنهدت الاخرى لتجيب باحباط"ولا انا..." ابتسمت الفتاتان معا...لتمسك بعضهما البعض ويهرولا الى الساحة...لب الحفلة...كان الجميع مستمتعا فالاطفال هنا وهناك كا يشتري ما يلهيه والعشاق بكل مكان وكل زاوية يتعاشقان بكلامهما المعسول ويجعلان من سهرتهما اكثر رومنسية...وفجأة انطلق صوت البوق الاعظم ليزداد صراخ الجميع وهتافهم وهم يرون عربة ذهبية مرصعة بالالماس تقترب منهم فافسح لها الجميع المكان وهو يهتفون لمن بداخلها ويقولون"عاش الملك...عاش عاش" وما ان وصلت العربة الى منتصف الطريق حتى توقفت وخرج منها الملك وزوجته...كانا جميلين بل فائقا الجمال...جمال لا يوصف بالكلمات ولا حتى باللسان...ثم جلسا بكرسييهما في اعلى منصة...اما في الطريق المقابلة فاتت عربة اخرى...تبدو عادية بل مخيفة...فالاغلال بكل جانب...وسوادها ثم تفحمها يبعثان في النفس شعورا بالريبة والحيرة والقلق مع حصان اسود ذو قرن ناري وذيل احمر يقوده رجل ضخم البنية مخيف كعربته مفتول العضلات...تقدمت العربة اسفل المنصة ثم خرج منها سجين محاط بالعديد من الاغلال شاحب البشرة بدى مريضا قريب اجله...اوقفه الحارس مقابل الملك اسفل المنصة ليدفعه فيقع السجين خارا على ركبتيه ثم يتقدم رجل اخر حاملا سيفا بين يديه وما ان حمل الملك كف يده لاعلى حتى تبعه الرجل الاخر بحمل سيفه فوق رقبة الرجل السجين...بدى الجو موترا...جميعهم ينتظر اللحظة بشوق...وما ان انزل الملك يدع حتى اخترق السيف رقبة الرجل ففصل راسه عن جسده وعاد الجميع الى احتفالهم وامسك كل فتى بفتاة ليرقص معها متناسين ماحدث...بل سعداء لما حدث...
وبينما كانت الفتاتان تقومان بمثل ما يقوم به الجميع اقترب احدهم بدى من هيئته ذو مكانة بينهم اقترب خفية من ايرين واشار لها ان تتبعه دون ان تتفطن لها يورين ان كانت بالجوار ففعلت بينما يورين كانت تتجول بالارجاء وتاكل كل ما تقع عليه اعينها...تبعت ايرين الرجل ليقودها الى عربة ليست باقل جمالا من عربة الملك...ولجت اليها واسندت راسها بالنافذة تتامل النجوم التي تزين السماء مضفية لمسة تدعونا لننسى الالام التي عشناها...والمفرقعات والالعاب النارية التي تزينها بدورها...لم يمر الكثير من الوقت حتى توقفت العربة فنزلت ايرين وذلك الرجل فقادها مجددا الى غرفة تبدو كغرفة طبية او لتحضير الادوية...فقد كانت مليئة بالعقاقير والجرعات...مساحيق واشياء اكثر... دخلت ايرين والقلق بادي على وجهها لكن ذلك الرجل خرج واقفل الباب تاركا اياها هناك لوحدها...خطت ايرين خطوتين ثلاث اربع...حتى لمحت احدهم طويلة البنية عريض الكتفيه رجولي بشدة واقفا مقابل لطاولة يصنع خليطا من عدة مكونات..."اقتربي!"تكلم الفتى بصوت جهوري ليتجه صوب خزانة ويخرج منها حوجلة ثم يعود مجددا للقدر الذي يحضر فيه خلطته ثم يقول "انظري لقد حظرت هذا لمساعدتك!" تقدمت منه ايرين وهي لا تزال مشبكة يديها لاسفل ثم قالت بصوت خافت"ما هذا!" ابتسم الامير وردد "اعلم بقصتك" قطبت ايرين حاجبيها وتسائلت"قصتي!" اوما الامير ثم قال"اجل...اعلم انك تحاولين الترصد لصديقتك...كم المهلة التي اعطاك اياها الملك" طاطات ايرين راسها ورددت"3اشهر...لقد مر شهر بالفعل" بدا الامير بملئ الحوجلة بالخليط الذي صنعه وهو يقول"وهل...تعلمين ماذا سيحدث ان فشلتي!" ابتسمت ايرين بانكسار لتقول" لا اعلم...هل تعلم انت?" تنهد الفتى الامير ليقول بعد ان انتهى من ملئ الحوجلة "اجل...بعد هذه المدة...ان فشلتي..سيكون عليكما ان تحافظا على شيئ واحد وهو كيف ستموت البشرية بالتفصيل اي...اين متى وكيف!! افهمتي...لكن...مالذي يريده منك الملك بالتحديد" عبست ايرين لتجيب"لا اعلم لكن هو فقط طلب مني ان احضرها اليه...لقد قال انني ان لم افعل انا سيتخذ اجراءات خاصة وبالرغم من انني لا اعرفها الا انني متاكدة انها ليست جيدة" كان الامير يتنصت باهتمام لكلام ايرين ثم جلس بالكرسي وقال "اجل...فانت الوحيدة التي تستطيعين رؤيتها صحيح...لهذا اعتمد عليك انت" ثم صمت لكن ذلك الصمت لم يدم طويلا حتى تنهد الاطول ثم مد نحوها الجرعة التي ملئها بما ملئها وقال"لقد صنعت لك هذا...لمساعدتك" وجهت ايرين نظرها الى الجرعة ثم قالت وهي تنظر اليه مجددا"ما هذا!" هز الامير الجرعة وردد "هذا المحلول قد يخفف عليك عبئا قليلا...اذا حقنت ما فيه لصديقتك ستظهر للجميع وبهذا يسهل للملك القبض عليها...وقد يعفيك من المهمة وترتاحين ...كانت لديك مثلها اظن صحيح" امسكت ايرين بالجرعة وهي تقول"اجل لكن نفذت صلاحيتها لكن ...سيدي الامير لم تساعدني" نظر اليها الرجل مطولا ثم اخذ الجرعة وقال"لا باس ان كنت لا تريدينها" انتفضت ايرين وقالت وهي تعود لشدها"لا...انا احتاجها...شكرا لك...لكنني خائفة مما سيحدث لهما لا اريد ان يصيب اي منهما مكروها" مالت شفاه الامير ثم قال وهو يربت على كتفها"لا تقلقي الملك حكيم...ثقي بقراراته وهذه لا تنتهي صلاحيتها ابدا لهذا صنعتها انا لك" بادلته الملاك الابتسامة ثم بعد وهلة خرجت من الغرفة والامير ذلك لم يزح نظره عنها...حتى اختفت في الافق بالرغم من انه كان كل مرة يبعد الافق عنها باقترابه منها...
في مكان اخر من ذلك العالم كانت يورين تستمتع مع اقرانها والكثيرين بالحفلة وبيننا هي كذلك...حتى ظهر فتى شاب يافع مخفيا وجهه بقناع اسود مرتديا معطفا يغطي كل تفاصيل جسده...تقدم بخطوات مترددة من يورين حاملا بيده وردة حمراء وهو يتاملها رافعة راسها الى السماء ضاحكة مبتسمة والمفرقعات بالسماء تضيف رونقا وسحرا لعينيها اللؤلؤيتين...لكن ما ان وقف خلفها ورفع يده ليلفتها اليه حتى شهقت وجحضت بعينيها وهمست لنفسها وكانها تذكرت شيئا مهما"بيكهيون" واختفت كسراب في صحراء قاحلة مخلفة ورائها ذرات غبار حمراء...طاطا ذلك الفتى راسه وانزل يده خائبا محبطا ثم ذهب هو الاخر بعد ان لم ما تبقى له من امل واختفى كما فعلت هي لكنه لم يخلف ورائه اي ذرات غبار كاثر كما يفعل كل من بذلك العالم.

perplexed|| مـرتبـكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن