chapter||9

3.8K 417 18
                                    

كان النّفس قد ثقُل عليّ و أنا أحاول جاهدة التقاطه ، أشعر بنفسي مستلقية على السّرير مُلتحفة و قد وُضِعت على جبهتي منشفة مبلّلة بماء بارد ، حاولت بصعوبة فرق جفناي لكن حتى بِذلك فلم يجد الأمر نفعا و أنا بالكاد أستطيع لمح الشّخص الجالس بجانبي .

بِلا وعي مني كانت آهات صغيرة تهرب من شفتاي بين الفينة و الأخرى كلّما حاولت تحريك رأسي.

" لا تتحرّكي ، اثبُتي مكانك" قال هذا الشّخص و قد كان يبدو شابّا ، به لمحة من بيكهيون

" بيكهيون؟ "همست بتعب فقال

" لا "

" من تكون إذن؟ " مرّة أخرى كان الحديث يخرج متقطّعا و أنا أحمل يدي لأفرك عيناي ، أستعيد بعضا من نظري و أبعد الضبابية عنه

" أنا بيوم ، قرين بيكهيون " قال بنبرة ثابتة و هو ينزع المنشفة من رأسي و يغيرها بأخرى

" قرين؟" قطّبت حاجباي فقال

" أنا أعلم بشأن علاقتك مع قرينتيك ، على أيّ حال عليك الاستراحة لليوم ، صديقتك يورين في مشكلة عويصة و قد سحبت إيرين إلى جرّتها الآن لهذا لم يكن بمقدورها القدوم إليك البارحة"

" لكن .. لم أنت؟ كيف تعرفني؟" سألتُه و قد استعدت نظري كلّيا و قد كان مشابها لبيكهيون حتّى كدت أسبّه ظنا مني أنّه يتلاعب بي لو لم يذكر اسم الفتاتين

" لا تخرجي اليوم ، لا تذهبي لثانويتك و ادهني هذا المرهم على رقبتك كلّ أربع ساعات و تأكّدي من تغطيتها جيّدا حتى لا تلامس ضوء الشّمس فيزداد وهيجها ، إلى اللّقاء الآن "

قال وهو يضع المرهم على مكتبي و نهض ليختفي من مكانه فورا مخلفا ورائه لونا زمرّديا براقا و لم يعطني حتى فرصة لأسأله لم لا يمتلك أجنحة كما ليورين؟

ليس و كأنني كنت سأذهب للثانوية إن لم يخبرني ، فالألم كان موهِنا و لم استطع التّحرك و لو لإنش واحدا حتى و أنا في أشدّ الحاجة لقطرة ماء أبلل بها ريقي .

عندما آنت ساعة الرّحيل إلى الثانوية رنّ هاتفي و هو بجانبي على شاشته اسم بيكهيون ، حملته بيدي و قطعت مكالمته برسالة أخبره فيها أنني مريضة و سأغيب اليوم

" هل أنت بخير؟ هل لديك دواء؟" أرسل لي فور أن وصلته رسالتي وكأنّه قرءها قبل أن أرسلها حتى

" لا ، أنا بخير لا أحتاج لشيء"

" حسنا ، إن احتجت لشيء ما اتصلي بي أو أرسلي لي رسالة و سأرسلك لك من يساعدك"

مرّت قرابة الأربع ساعات و أنا لا أفعل شيئا سوى التقلب على سريري أحاول استعادة نشاطي ، وعندما فعلت كان الماء أوّل ما توجّهت إليه و قد شربت منه ما لم اشربه في عقود ، لكن ما كدت أنهيه حتى كادت تنتهي حياتي بسبب صعوبة بلعي له .

perplexed|| مـرتبـكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن