مُعدّلة 2
**انتفضتُ من سريري ، وانتُزعتُ منه كما يُنتزع السّمك من قعر الماء أتخبّط فوقه و أتمايل هنا و هناك ، يدي تلوّح على وجهي و الأخرى تمسح العرق من رقبتي ، ما خطب الحرارة فجأة؟
أسرعتُ في طريقي الى النّافذة التي كانت تُطلّ على السّلالم بالخارج التي تؤدّي إلى آخر الطّريق ففوجئت بنسيم بارد يمرّ علي ازداد بردا بسبب العرق المتصبّب مني ، لكن فجأة شيء آخر حاز على تفكيري .. لم يبدو الجوّ هكذا؟ هل يعقل أنني تأخّرت على المدرسة؟؟ في ثان يوم لي فقط؟
بسرعة هرولت الى هاتفي بسريري و فتحته لأجدها الـ 7:15 ، فاصل نصف ساعة فقط عن موعد اغلاق بوابة الثانوية ..
اللعنة ..
"أمّي لم لم توقظيني؟" صحت بكل دواخلي و أنا أهرول بكلّ زاوية بالغرفة ذهابا وايابا ، اغتسلت ، قضيت حاجاتي وبسرعة غيّرت ملابسي و رفعت شعري على شكل ذيل حصان وهو لا يزال مبعثرا ، وجهي لا يزال منتفخا لم أضع حتى كريم الشّمس بل حملت كلّ شيء بمحفظتي و خرجت بسرعة ، السّلالم الطّويلة كانت أكثر ما عرقل جريي .
في آخر أربعة منازل نحو الأسفل انتبهت للباب الرّابع ينقلع من مكانه و قد تدفّق منه بيكهيون و امرأة أخرى _ أمّه ربّما_ وكلاهما يسرع بتهوّر بينما كان بيكهيون يرتدي احدى فردَتي حذائه و الفردة الآخر بيده ، أمّه خلفه تغلق باب المنزل وهي توبّخه بينما رمت له مفتاحا تحت قولها " أيّها الكسول ، احمق .. لم عليك أن تتعبني هكذا في يوم كهذا؟"
الأمهات و ترجّياتهم نحو الرّب لا تنتهي ..
أذكر أنّ أمي كانت تفعل المثل كثيرا ككلّ أمّ .. تشتكي إليه مني ، تقول أنني أتعبتها بسبب تصرّفي ، أحيانا تشتكي بغضب عن تراخيّ و برودة قلبي مع أنني أدرك كلّ الادراك أنني شخص بمشاعر فائضة ، وربّما هي أيضا علمت ذلك لكن فقط لأنني لم أعبّر عنها كثيرا أو ربّما عبّرت عنها ولم تتلقّ هي الكلمات فلم تفهمني ، بالتّأكيد مفاهيم الحبّ تختلف من شخص لآخر ، أذكر أنّها في احدى الأيام اشتكت لي .. لكن هذه المرّة بحزن ، ربّما لأنها كانت تعلم أنّه ليس بيدي حيلة حوله الأمر ، سألتني " سيرين ، لم لا تحدّثينني كثيرا؟" وقد كنتُ فتاة تحبّ الوحدة ، لا تتحدّث كثيرا
" ليس هناك ما أحدّثك بشأنه أمي" أجبتها بابتسامة و كأنّها سألت سؤالا بديهيا
" لكنّك تُحدّثين والدك كثيرا كان هذا الحديث قبل سنتان من الآن ، عندما كان أبي لا يزال بالجوار
" حسنا .." تردّدت في اجابتها كوني أيضا ، لتوّي انتبهت للأمر " أبي رجل ثرثار أمي ، لا أعلم من أين يستخرج الحديث مني"
" أحيانا .. أفكّر أنّك لا تحبّينني .. " كانت كلماتها هذه كالسيف الحادّ مرّت بعرض بطني ، أذكر ذلك الوقت بالتّحديد كأنّه يحدث الآن أمام عيناي ، كنت أجلي الأواني في حين أنّها كانت تطبخ الغداء
أنت تقرأ
perplexed|| مـرتبـك
Fanficمقتطف من الرواية : فَضَحِكَ وَقال "صَدَقتِ ، لكن دعيني أُضيف لكِ كلماتٍ ، فقد عرفتُ اليومَ أنَّ بُكاءكِ بينَ يديّ واضطرابَ يدكِ في يدي وخُفوقَ قلبكِ عند رُؤيتي كان أثرًا من آثارِ الخوفِ ، لا مظهرًا من مظاهرِ الحبّ وأنّ عطفكِ عليّ وتحبُّبَكِ إليّ ولُ...