chapter||7

4.1K 395 37
                                    

معدّلة 2

**

"تذكّري أن تبقي مسافة بينكما" 

راسلتني ايرين للمرّة الألف منذ البارحة ، لقد كانت هي من أجبرتني على تجاهل بيكهيون و الردّ عليه بذلك الشّكل برسائل استمرّت بارسالها منذ الصّباح و أنا في طريقي إلى الطّبيب.

" حسنا حسنا فهمت"

 انتفضتُ بغضب ضاربة ملعقتي على الطاولة و أسرعت في طريقي للخارج ، لقد كانت تبالغ حقا في ردّ فعلها عما حصل ، حتى أنني صرتُ أشكك في نيّتها خلف كلّ هذا ، فور خروجي من شقّتي فوجئت بيورين واقفة ليس ببعيد عني و هي تنظر مباشرة إلى نهاية السلّم ، كانت تقابلني بظهرها لذا ربما لم تنتبه لوجودي ورائها

" يورين" 

صحت منادية لها ما إن رأيتها و ذهبت اليها مسرعة أطمئن لحالها ، أستفسر عن سبب اختفائها كلّ هذه المدّة لكنّها ما ان استدارت اليّ ورأتني حتى جحضت بعينيها و ارتعدت فرائصها ثمّ تلاشت من هناك فجأة مخلّفة ورائها لونا ليلكيا سرعان ما تلاشى في الأرجاء ، نظراتها لي تفاجئها من رؤيتي لم تكن طبيعية اطلاقا و كأنني ضبطتها متلبّسة في جريمة ما ..

ما الذي يحدث معها بحقّ الجحيم؟ و أين هي مختفية هكذا بينما لا أحد يدري بمكانها و لا أحد يراها .. هل يعقل أنّها تمرّ بلحظة اكتئاب بعد ما حدث معها؟ هل يحدث هذا مع المخلوقات الرّوحانية أيضا؟ هل ينتحرون حتّى؟

أكملت طريقي أنزل من السلّم وهناك استطعت لمح بيكهيون بآخره يتصفّح هاتفه ، هل يعقل أنّه ينتظرني؟ كعادته؟

بكلّ خطوة كنت أخطوها أقرب إليه كانت آرائي متضاربة حول هل ألقي عليه سلاما و أتجاوز ما حدث؟ أم أتجاهله و أجبره على الاعتذار؟ عيناي كانتا مركّزتان عليه بشدّة بينما لم يرفع نظراته عن هاتفه و لو لوهلة ، و لو فعل لكن حزمت قراري و تجاوزت الحادثة لكن لأنّه لم يفعل وجدتني أتجاوزه و أكمل طريقي لوحدي. 

"مهلا" ناداني بعد أن أدرك أنّه أغفلني و قد ابتعدتُ عنه بعض الشّيء ، توقّفت مكاني و نظرت إليه بتعالي أنتظر وصوله بما يبدو لي أنّه يسرع في لحاقه بي بسبب تعالي صدره و عودته لطبيعته بسرعة لاهثا

" لم لم تنبّهيني على وصولك؟" قال منزعجا بينما استأنفنا المشي معا

" أليس واضحا أنني لا أرغب في وجودي معك؟"

صمتَ لوهلة ثم أطلق بسمة ساخرة قائلا " أنت حقّا تحتفظين بكلّ شيء في قلبك"

" حتّى يأتي ما يستطيع محيها فأنا لا أمحي أيّ شيء بنفسي"

أستطيع الشّعور بانزعاجه من حديثي وقد استطعت لمح وجهه يحاول تقليد كلامي بطريقة ساخرة

" حسنا ، بالتّوفيق في العيش مع ضغائنك "

قضمت شفتي السّفلى بانزعاج و أنا أقبض على يدي بغضب ، عناده هذا يثيرني أكثر ، يحفّزني لأكون أكثر ازعاجا ، لم يهمّني مرور فترة صمت منذ أن تحدّثنا ، الموضوع لم ينتهي فقط لأننا صمتنا ، النّهاية ستكون بالاعتذار فقط .. هذا إن قاله باكرا ، أسرعت قبل أن نصل إلى الطّريقة الرّئيسية المؤدّية إلى الثانوية و أمسكته من معصمه قاصدة أن أديره صوبي ، لا أعلم كيف تجرأت على تخيّل نفسي أسحبه بقوّة حتّى يسقط على الأرض و بهذا نتعادل بألا أعتذر عن هذا بدوري حتى لا يعتذر هو .. بكلّ وقاحة صنعت كلّ هذه الأحداث لأفاجئ بأنّ كنت من ينسحب إليه ، لكن لحسن الحظّ لم أسقط وقد ارتطمت بظهره فقط ، بسرعة استعدت رباطة جأشي و أبعدت خصلات شعري التي تناثر على وجهي حاجبة عنّي النّظر إليه

perplexed|| مـرتبـكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن