معدّلة2
**
"النّمل يبدو ديناصورا بالمكبّر ، و الديناصورات تبدو نملا من بعيد ، لذا قبل خطوِ خطوة للأمام تأكّد أين تضع عيناك"
كانت الليلة التي أمضيتها بعد ذلك ليلة بيضاء لم تذُق فيها عيناي نوما هنيئا ولو كان بدوام ربعِ ساعة ، أستمرّ في الانفصال عن الرّاحة كلّما غاب وعيي و أخذني الى حديث يورين بأذني وهي تذكّرني بكم أصبحتُ وضيعة في بحثي عن الحنان داخل عائلة لم يمرّ على معرفتي بها بضعةَ أشهر ، فقط لأنّ أمّه أحنّت عليّ بسبب يُتمي لا يعني أنّها أمي و ستتحمّلني كما تفعل الأمّ ، وفقط لأنّ بيكهيون يرافقني كلّ صباح لأننا جيران لا يعني أنّه صديقي .. ربما قد يرى شخص يعيش حياة طبيعية كلماتها هذه عادية لكن كوني يتيمة لا أحد أشتكي له ، ولا أحد يلتفت لي التفاتة حبّ فحديثها هذا قسمني لألف قطعة بالكاد تتماسك ببعضها البعض.
انتبهت للصّندوق الموسيقي بجانبي الأيمن بالسرير قد توقّف عن همساته و انطفئ فأعدتُ تشغيله و أمسكته هذه المرّة بين كفّاي ، كانت هذه أقدم ذكرى لي من أبي ، كان حِرفيا هاويا فقد صنع لي الكثير من أمثال هذه في كلّ عيد ميلاد لي ، هذه كانت في عيد ميلادي العاشر أما الأخريات فقد احترقن في ذلك اليوم و باتوا أطلالا.
فجأة ، وبينما أنا أقلّب العلبة رأسا على عقب ، رأيت أشكالا غريبة متتالية ، أخبرني أبي أنّها كتابة قديمة جدا قلّة هم من يتقنونها ، كانت منقوشة يشكل متساو منحوتة باتقان بلون أزرق و قد نُقشت فوق رسمة كبيرة لأراض طبيعية بجبال كبيرة خلفها و أشخاص على أحصنة ملثّمين بالأزرق.
مرّت يداي على تلك النّقوش و قد هربت دمعة من عيني عندما تذكّرت آخر كلمة قالها أبي لي قبل أن يختفي " ستجدينني في نقطة التقاء القمم ،احذري ممن تستشيرين فقط "
كنت قد قلت هذا للشّرطة ، لكنّهم لم يجدوا له حلّ أبدا ، أخبروني أنّني الوحيدة القادرة على حل سرّ ما قاله و أنّه علي البحث في ذاكرتي لكن لم يجد الأمر نفعا ، و لو فعل لما كنت هكذا بهذه الحالة من الإحباط
سمعتُ صوت هاتفي يهتزّ فجأة على درج مكتبي فتثاقلت على حمله و أنا مدركة أنّها لن تكون سوى رسالة من ايرين ، لكن الرسائل توالت و تتابعت في الوصول و لم تتريّث قليلا الا عندما صحت بقدومي
كانت تستمرّ في سؤالي عن حالي و عن سبب بكائي لساعتان متتاليتان
" ليس عليك التّفكير فيما قالته يورين سابقا" قالت بعد صمتي المتواصل " متأكّدة أنّها لم تقصد ما قالته"
لم أرغب في الرّد على حديثها فعلى أيّة حال ليس هناك ما يقال
" هناك خطب كبير بها ، و أنا أعجز حتى عن محادثتها في الأمر فهي تستمرّ في الالتفاف حول الموضوع دون أن تلمس فيه إنشا"
أنت تقرأ
perplexed|| مـرتبـك
Fanficمقتطف من الرواية : فَضَحِكَ وَقال "صَدَقتِ ، لكن دعيني أُضيف لكِ كلماتٍ ، فقد عرفتُ اليومَ أنَّ بُكاءكِ بينَ يديّ واضطرابَ يدكِ في يدي وخُفوقَ قلبكِ عند رُؤيتي كان أثرًا من آثارِ الخوفِ ، لا مظهرًا من مظاهرِ الحبّ وأنّ عطفكِ عليّ وتحبُّبَكِ إليّ ولُ...